بعد تعيين هيئة قيادية جديدة..هل تنجح"فتح"في تخطي أزماتها وتضع حلاً للجدل الحائم حولها..؟

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
عين الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفته القائد العام لحركة فتح، هيئة قيادية جديدة لقطاع غزة، وأوكل لزكريا الأغا عضو اللجنة المركزية للحركة، منصب مفوض التعبئة والتنظيم للمحافظات الجنوبية، التي ضمت الهيئة الجديدة "17" عضواً جُلهم من القيادة الفتحاوية القديمة بالقطاع والتي شغلت في فترات سابقة مناصب قيادية، حيث شغل نبيل شعث مفوض التعبئة والتنظيم في القطاع بعد الانتخابات الداخلية الأخيرة للحركة التي أجريت خلال المؤتمر السادس الذي عقد في أغسطس من عام 2009 ، ومنذ تلك الفترة، عين شعث أربعة قيادات فتحاوية لتنوب عنه في غزة وهم عبد الله أبو سمهدانة، وتلاه يزيد الحويحي، ومن ثم يحيى رباح، وأخيراً أحمد نصر.

تغيير وتبديل القيادات في فترات وجيزة عكس مدى الصعوبات والإشكاليات التي تعاني منها الحركة في القطاع، حيث تدور تساؤلات عن جدوى هذا التغير الأخير وفاعليته داخل حركة فتح .؟

ويقول النائب عن حركة "فتح" أشرف جمعة، في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء"، :" في البداية حتى يتم الخروج من بؤرة الجدل حول الأسماء التي تم تكليفها في قيادة حركة فتح بالقطاع، يجب أن نشكر الجميع، وكل من ساهم في بناء الحركة ومن يعمل في موقع المسؤولية فهو دائماً يتعرض لكثير من الانتقادات، ويجب أن نعلم أن من يعمل يخطئ".

ويضيف أن "الهيئة القيادية لم تتبلور بعد ولكنه تم تكليفها ونعنى بذلك أنه عندما تبدأ أولى إجتماعاتها، ويتم توزيع المهام على أعضائها يكون قد بدأت فعلياً في العمل".

ويوضح النائب جمعة أن "أي قيادة جديدة يجب أن تعمل على وحدة الحركة داخلياً، وأن تحدد أهداف معينة لعملها، وأن تكون إستراتيجيتها واضحة والإمكانيات المطلوبة لذلك، وبالتالي كل هذه الأمور تدعوا أبناء الحركة إلى التوحد، وتدعوا بان تكون قيادة الهيئة الجديدة على مستوى حدث ذكري الـ "48" لإنطلاقة حركة فتح في مهرجانها الذي عقد في غزة مطلع يناير الماضي".

ويشير إلى أن حركة فتح قادمة على استحقاقات هامة، منها ملف المصالحة مع حركة حماس، وزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة، والانتخابات الفلسطينية، كما نعيش وسط أوضاع إقليمية أفرزت الإسلام السياسي، وهذا يتطلب تغيراً في ديناميكية الحركة لتعاطي مع هذه الأوضاع الجديدة، بجانب التعاطي مع الإستراتيجية الجديدة الذي يتعامل فيها الرئيس محمود عباس".

ويتابع "يجب أن يثاب المحسن ويجازي المسيء، ويجب أن نبتعد عن أي أفكار وتشوهات، يعبر عنها البعض "بالإقصاء" وحركة فتح وقاعدتها الشعبية أثبتت أنها موحدة وتقف بجانب الحركة وتاريخها النضالي الطويل".

وختم حديثه بالقول "ندعم أي قيادة جديدة للحركة تقوم على منهاج مصلحة حركة فتح والشعب الفلسطيني، وسنقف ضد أي شخص يسيء للحركة العملاقة".

من ناحيته أوضح المحلل السياسي طلال عوكل، في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء"، أنه من الواضح أن هناك اتجاه في الحركة لتحقيق شيء من الاستقرار للأوضاع القيادية في الحركة داخل القطاع، حيث يقع على القيادة الجديدة مهام كبيرة يجب أن تسعي لتحقيقها حتى تستعيد عافيتها.

ويضيف :"أن أولى مهامها أن تحدد برنامجها والدور الذي سوف تقوم فيه، وأن تقرأ كيف يتم النظر لها من قبل القيادة العامة للحركة، وأن تحاول تغير الصبغة السلبية التي عانت منها قيادة الحركة في الفترة الأخيرة داخل القطاع، وأن تعيد صياغة عملها السياسي والشعبي".

ويتابع "يجب أن يشعر الكادر والعضو أن لهُ دور يقوم فيه داخل الحركة، وأن تخوض حواراً مع جميع الكوادر الموجودين، وتحاول قدر ما أمكن تحقيق وحدة داخلية، ومعالجة جميع المشكلات الداخلية من خلال وضع آليات مرنة لذلك، وأن تنفتح على الناس وعلى القوي السياسية في الساحة الفلسطينية.

وأشار المحلل السياسي إلى أن القيادة الجديدة يجب عليها أن تحاول استيعاب الخلاف بين الرئيس محمود عباس وبين النائب عن حركة فتح في البرلمان محمد دحلان، بعد أن أظهر حضوراً بقوة في القطاع خلال الفترة الماضية.

وقال:" أن الناظر للحركة يتأمل بحزن عندما تكون حركة كبيرة مثل حركة فتح، تعيش حالة قلق"، ويكمل "أن القيادة الجديدة التي تم تكليفها من الواضح أنها قيادات كان لها دور قيادي في السابق ولا تنتمي إلى فئة الشباب "قيادات كبيرة"، مبيناً أن ما ينقص القيادة الجديدة هو روح الشباب والتجديد.

من جانبه رأى الكاتب السياسي أشرف العجرمي، في حديث لـ" وكالة قدس نت للأنباء"، أن القيادة الجديدة يجب أن تلبي مطالب الكوادر الفتحاوية، خصوصاً أن كل مرة يتم فيها اختيار قيادة يتم استثناء بعض الأعضاء، ولذلك يجب أن تكون تمثل جميع القطاعات داخل الحركة حتى تكون أكثر قدرة على معالجة المشكلات والتحديات، قائلاً "من يُجيب على هذا الأمر قاعدة الحركة في القطاع".

ويضيف يبدوا أنه ما زالت هناك انتقادات للقيادة وهذا تم ملاحظته من خلال ما كُتب على موقع التواصل الاجتماعي من قبل كوادر حركة فتح، متسائلاً "هل القيادة الجديدة قادرة بأن تحدث نقلة نوعية للحركة في المرحلة القادمة داخل القطاع؟".

ويتابع "أن أي قيادة ينبغي عليها أن تقوم بالاهتمام في حل مشكلات أبنائها، وخصوصاً أن أعضاء وكوادر حركة فتح يعانون من حكم سلطة حماس بغزة"، لافتاً إلى أنه يجب إعادة هيكلة حركة فتح داخل القطاع بما يجعلها قادرة على مواجهة التحديات والاستحقاقات المقبلة مثل "استحقاق الانتخابات الفلسطينية".

وأشار إلى أن هناك ملفات داخل الحركة لا يستطيع محلل أن يتحقق منها والمطلع عليها هم كوادر وأعضاء الحركة مثل الملف المالي وغيره من الملفات، مبيناً أن أي قيادة إن أرادت أن تنجح يجب أن تنال ثقة أعضائها في البداية حتى تستطيع خلق حالة جديدة.

يذكر أن الهيئة القيادية الجديدة ستعقد اجتماعها الأول خلال اليومين القادمين لتوزيع المهام على أعضائها ووضع خطة عملها للمرحلة القادمة حسب ما أعلن ذكريا الأغا رئيس الهيئة القيادية الجديدة.

والأعضاء الجدد الذين تم تكليفهم هم إبراهيم أبو النجا، عبد الله أبو سمهدانة، هشام عبد الرازق، أحمد نصر عضواً، أسامة الفرا عضواً، فيصل أبو شهلا عضواً، عبد الرحمن حمد عضواً، دياب اللوح عضواً أحمد حلس عضواً، زياد شعت عضواً، نبراس بسيسو، نهى البحيصي، يحيى رباح تيسير البرديني، فضل عرندس، جمال عبيد.