أمريكا حليف مصالحها ألاستراتجيه .... ولن تفي بوعودها للفلسطينيين

بقلم: علي ابوحبله


الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي اوباما وما يسبقها من تصريحات تفاؤلية من تأكيد أمريكي بضرورة الحصول على تعهدات من بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يتعهد بموجبها للرئيس الأمريكي اوباما بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية وبحزمة قرارات تعتبر حسن نوايا من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق سراح مجموعه من المعتقلين الفلسطينيين وتحويل مناطق من سي إلى ألف ضمن رؤيا امريكيه تقود للعودة إلى طاولة المفاوضات بين الاسرائليين والفلسطينيين بسقف زمني محدد تنتهي بإقامة ألدوله الفلسطينية ، ان اجتماع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي مع الرئيس محمود عباس في الرياض ان صحت تلك الأخبار لن يقدم أية تعهدات للرئيس محمود عباس بشان تجميد الاستيطان ولن يتعهد للرئيس محمود عباس بجدول زمني من إسرائيل للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة ، بحسب التسريبات الصحفية ان كيري يريد ان يوصل رسالة للرئيس محمود عباس ان القضية الفلسطينية في سلم اهتمامات وأجندة الرئيس الأمريكي اوباما في زيارته المرتقبة إلى إسرائيل ، يخدع كل من يأخذ التصريحات والتعهدات الامريكيه على محمل الجد ، ان أمريكا حليف مصالحها ألاستراتجيه ولن تفي بتعهداتها وبوعودها للفلسطينيين ، أمريكا أولى اهتماماتها الوضع السوري وان النظام العربي منشغل بما يجري في سوريا حيث يلهث البعض من هذا النظام العربي لضرورة التغيير في سوريا لصالح وضمان امن إسرائيل ضمن المخطط للشرق الأوسط الجديد ، وان البعض منشغل بما يجري في مصر ودول الربيع العربي من أحداث جعلتها منشغلة بأوضاعها الداخلية ، زيارة جون كيري للعديد من الدول العربية لم تكن القضية الفلسطينية ضمن اهتمامات وأولويات هذه الدول وان سوريا ودعم المعارضة فيها ودعمها بالسلاح كان الشغل الشاغل لهذه الدول، تصدرت ألازمه السورية عناوين المؤتمرات الصحفية مع جون كيري ووزراء خارجية هذه الدول العربية التي زارها كيري ، أمام الوضع الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط في ظل المخاض العسير للنظام الدولي والإقليمي المستجد تبقى أولويات الوضع السوري وانعكاساته على المنطقة الشغل الشاغل لأمريكا المتحالفة مع مصالحها ألاستراتجيه دون الاهتمام أو الالتفات لأيا من مصالح حلفائها خاصة إذا لم تتواءم والمصالح الامريكيه حيث تخوض أمريكا صراعا من اجل حفاظها على مصالحها في المنطقة ، ان الموقف الأمريكي الذي عبر عنه طاقم إدارته أمام الايباك الصهيوني يؤكد ان أمريكا لن تغير مواقفها تجاه حليفتها إسرائيل وان تعهد وزير الدفاع الأمريكي باستمرار دعم إسرائيل عسكريا واستمرارية دعم وتمويل القبة الحديدية هو دليل ان أمريكا لن تحيد عن موقفها الداعم لإسرائيل وأنها لن تتخلى عن تبنيها لمواقف إسرائيل تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، لن نخدع من تصريحات امريكيه تعطي الأمل للفلسطينيين ، لان الفلسطينيون خاب أملهم من أمريكا ومواقفها ووعودها ، خدع الفلسطينيون بوعود الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن حين تعهد بمبادرته المسماة خارطة الطريق وتعهده بإقامة ألدوله الفلسطينية بنهاية 2005 وانتهت ولاية جورج بوش الابن وبقيت مبادرة خارطة الطريق تراوح مربعها الأمني وهو تحقيق امن إسرائيل ، ها نحن أمام خدعه جديدة ووعود جديدة سبق للرئيس الأمريكي اوباما ان تعهد فيها بإقامة ألدوله الفلسطينية بنهاية ولايته الأولى وتعهده بوقف الاستيطان وخطابة من جامعة اسطنبول للعالم الإسلامي وخطابه من جامعة القاهرة للامه العربية التي جميعها وعدت بإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة جميعها ذهبت أدراج الرياح أمام تمسك أمريكا بمصالحها ألاستراتجيه ، ها نحن أمام خدعه جديدة تحاول الاداره الامريكيه تمريرها حيث يقدم العسل بالسم للفلسطينيين لأجل العودة إلى المفاوضات مع الاسرائليين ، وتصريحات أيهود باراك أمام الايباك الصهيوني تؤكد استحالة التوصل إلى سلام شامل بين الاسرائليين والفلسطينيين في الوقت الحاضر ، حيث يرى بان التوصل لاتفاق مؤقت هو الأفضل وفي حال تعثر ذلك ان تبادر حكومة إسرائيل إلى القيام بخطوات أحاديه لمنع إمكانية قيام دوله ثنائية القومية ، وهو يرى بان تقوم إسرائيل بتحديد الحدود وضم الكتل الاستيطانية ألمقامه على أراضي الضفة الغربية للكيان الإسرائيلي ، امتدح باراك بكلمته الرئيس الأمريكي باراك ووزير الدفاع المنتهية ولايته ليون بانيتا لدعمهما امن إسرائيل ، ونحن أمام واقع يفرض نفسه وأمام مواقف لا تخدم سوى امن إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية الفلسطينية في ظل نظام عربي مرتهن بمواقفه للمصالح الامريكيه ، لن يبقى أمام الفلسطينيون سوى تعزيز تشبثهم في وطنهم وتعزيز وحدتهم الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الرؤية الفلسطينية لمواجهة المستجد في المواقف المستجدة في ظل ما ترتئيه أمريكا من مواقف تخدم مصالحها ألاستراتجيه ولا تخدم المصالح العربية والقضية الفلسطينية تحريرا في 6/3/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت