طوباس - وكالة قدس نت للأنباء
في أول حديث للأسيرة الفلسطينية المحررة إيمان بني عودة (20 عاماً)، من بلدة طمون في طوباس بعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال الاسرائيلي ،" تقول إيمان عن اعتقالها منذ البداية وحتى خروجها من السجن :"إنها ومنذ لحظة اعتقالها من البيت، بدأ مشوار الألم، فبعد أن اقتادها جنود الاحتلال، ووضعوها داخل الجيب، وساروا بها حتى وصلت لمكان لا تدري ما هو، حيث كانت معصوبة العينين".
تكمل إيمان حديثها لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان:" عندما وصلت لذلك المكان، بقيت عيناي معصوبتين، وأجلسني الجنود على وعاء قمامة لفترة طويلة، وكان الجو بارداً جداً، وأنا أسمع أصوات الجنود يضحكون بأصوات مرتفعة ملأت المكان، وفجأة أحسست بأني ما عدت أحتمل البرد، وأصابني تشنج ووقعت أرضاً".
في ذلك الحين نقلت إيمان للمشفى، وكانت مصابة بحالة إغماء، وأجريت لها الفحوصات اللازمة، حتى أفاقت وشعرت بتحسن، ثم نقلت إلى مركز تحقيق المسكوبية، حيث هناك المجندة، التي لم تفارقها منذ لحظة اعتقالها.
بدأ التحقيق مع إيمان، واستمر سبعة أيام، وهناك ذكرت إيمان، أنهم يجلبون محققين من أنواع مختلفة، منهم الشديد، ومنهم من يري ويظهر الوجه البشوش، وهي وسيلة لدفع الأسير للاعتراف.
وفي حديثها، تطرقت إيمان أيضاً لقضية هامة، وأردات بها أن تكون على محمل الاهتمام، ألا وهي قضية (العصافير) داخل السجن، والذين يحاولون أخذ معلومات من الأسرى والإيقاع بهم، عبر عدة وسائل ذكرت من أهمها: التظاهر بالمرض والمسكنة، وإعطاء نصائح دينية وعبر ومواعظ وسرد قصص للأسرى، بالإضافة لاختلاق قصة مشابهة لقصة الأسير، محاولين استراق أي معلومات منه حول التهمة الموجهة إليه.
ومن هنا، وجهت إيمان نداءاً للأهالي، بتعليم وتثقيف أبنائهم حول ما يسمون بالعصافير، لتفادي الوقوع في فخاخهم، في حال جرى اعتقالهم، وخاصة أن كثيراً من الأسرى اعترفوا بزلة لسان على أيدي هؤلاء.
انتهى التحقيق، الفترة الأصعب والأقسى على إيمان، وحان وقت المحاكمة والدخول لسجن "هشارون"، الذي ذكرت إيمان أنها شعرت فيه بارتياح كبير، عندما دخلت عند أخواتها الأسيرات، اللواتي خففن عنها عبأها الثقيل.
تضيف إيمان، السجن ظلمات وقهر، وخاصة بالنسبة للفتيات، والاحتلال يمارس أنواع كثيرة للضغط والإهانة والتعذيب، حيث في السجن التسلط والتكالب على الأسيرات والأسرى، الذين كنا نسمع صراخهم وأنينهم عبر ما يسمى ب( مواسير الهواء) الموجودة داخل غرف السجن.
أما فيما يتعلق بالصعاب والمشاكل التي تواجهها الأسيرات داخل السجن، فذكرت إيمان أن من أبرز تلك المشاكل، التفتيش العاري، الذي يمارس ضد الأسيرات، وهو الأمر المؤلم والقاسي لهن، كما أن رحلة البوسطة الشاقة تسبب عناءاً من نوع آخر لجميع الأسرى والأسيرات.
مشكلة أخرى، وهي كثرة تأجيل المحاكم للأسيرات، والذهاب بهن في رحلة طويلة للمحاكمة، والعودة دون محاكمة، مما يؤثر على نفسية الأسيرات، ويزداد ألم الانتظار.
عدم السماح للأهالي بزيارة الأسيرات إلا ما ندر مشكلة أخرى، فذكرت إيمان أن الزيارات المسموحة للأسيرات ضئيلة جداً، وهناك أسيرات سمح الاحتلال لذويهن بالزيارة بعد أكثر من سنة.
إيمان أكدت، أن كل تلك المشاكل هي ثقل وعذاب، ومشكلة السجينات المدنيات أو تحت مسمى آخر (الجنائيات)، اللواتي يفصلهن جدران صغير عن غرف الأسيرات الأمنيات ثقل آخر، فهؤلاء السجينات اللواتي يصرخن ويتبادلن الألفاظ البذيئة مع السجانات، ومنهن من تتعاطى المخدرات، ويبقين طيلة الليل يصرخن، من أجل جلب إبرة لهن، هن عبارة عن مصدر إزعاج ومضايقة للأسيرات.
وهناك مشكلة أخرى هامة ذكرتها إيمان، وهي انعدام نظافة الأكل، حيث أن الأكل المقدم للأسيرات غير نظيف وغير صحي، وفي كثير من الأحيان تجد الأسيرات في الأكل حشرات، مما يضطرهن لشراء الأغراض اللازمة من الكانتين، والقيام بإعداد الطعام بأنفسهن.
وفي المقابل، فإن من الأمور التي خففت عن إيمان فراقها لأهلها وبعدها، وخفف عنها مرارة السجن، هو الأسيرات أنفسهن، واللواتي يخلقن جواً من الراحة والسرور، رغم تسلط السجن وجبروت السجان، فهناك فترات تجتمع فيها كل الأسيرات يقرأن القرآن، أو يجلسن للحديث سوياً أو يعقدن مسابقات، مما يخفف عنهن المعاناة داخل الأسر.
وفي نهاية حديثها، أكدت إيمان أن تجربة الاعتقال مريرة، وأن الأسرى والأسيرات يعيشون ظروفاً قاسية للغاية، وأنهم جميعاً بحاجة لوقفة مخلصة لإنقاذهم مما هم فيه، متمنية لجميع الأسرى والأسيرات الفرج القريب من عند الله.
من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز "أحرار" لحقوق الإنسان أن الأوضاع الحياية للأسيرات في سجون الاحتلال غاية في الصعوبة والقسوة ، والأسيرات الفلسطينيات وعددهن 14 أسيرة فلسطينية يواجهن صعوبات كبيرة نتيجة الإعتقال.
وتحدث الخفش أن الإهمال الطبي بحق الأسيرات كبير ولا يوجد طبيبات متخصصات يعرضن الأسيرات عليها مطالبا بضرورة فضح ممارسات الإحتلال بحق الأسيرات .