إعادة بناء وتفعيل وتوحيد تنظيم حركة "فتح" في قطاع غزة، مسؤولية وطنية كبرى، تتحملها الهيئات القيادية العليا لحركة "فتح" لجنة مركزية ومجلس ثوري.
إن استمرار استنساخ تجارب فاشلة في تشكيل قيادة عليا للحركة في قطاع غزة، يظهر إلى أي مدى قد استشرت مدرسة عبقرية الفشل في هذا الشأن ... من جهة. ويضع القيادة العليا محل اتهام بالتواطؤ مع حركة حماس من جهة أخرى ... لاستمرار الوضع التنظيمي لفتح في القطاع على ما هو عليه من تفكك، وترهل، وخلافات، تستنزف طاقة "فتح" وطاقة كوادرها، كي يستمر الوضع كما هو عليه في قطاع غزة من تحكم شبه مطلق لحركة حماس في مصير قطاع غزة، خصوصاً بعد أن قالت الجماهير الشعبية كلمتها يوم الرابع من يناير يوم الخروج الكبير لشعبنا العظيم في قطاع غزة، احتفاء وإحياء للذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية، انطلاقة حركة "فتح".
إن طريق إعادة بناء وتوحيد وتفعيل تنظيم حركة "فتح" في قطاع غزة وغيرها من الساحات لابد أن يحتكم للنظام الداخلي للحركة، لا للأمزجة الشخصية وتوازنات ماضٍ لم يعد قائماً من الناحية الموضوعية، يجب أن تشكل لجنة قيادية عليا للإشراف على عملية إعادة البناء تكون مهمتها محدودة في حصر العضوية الحركية والإشراف على عقد مؤتمرات حركية تنتخب من خلالها القواعد التنظيمية قياداتها الحركية على مستوى الشُعب والمناطق والأقاليم، وبعد ذلك يمكن للقيادة العليا (المركزية) أن تقوم بتعيين قيادة حركية عليا للقطاع مسترشدة بما ستفرزه المؤتمرات الحركية من قيادات تحظى بثقة القاعدة التنظيمية وفق مبدأ المركزية الديمقراطية، وبغير ذلك سوف يستمر تكرار الفشل الذي واجهته اللجان القيادية المعينة السابقة والذي ستواجهه أيضاً اللجنة القيادية المعينة أخيراً أو حالياً، والتي دبت الخلافات بين أعضائها كما بدأت الانسحابات من عضويتها قبل أن تبدأ عملها.
لقد أصبح من حقنا ومن حق كل كادر وعضو في حركة "فتح" بل وكل وطني فلسطيني غيور أن يتساءل، هل لدى القيادة العليا الإرادة والقرار الحقيقي الهادف لإعادة بناء وتوحيد وتفعيل تنظيم حركة "فتح" في قطاع غزة، ويبقى هذا السؤال موجهاً إلى القيادة الحركية العليا ((لجنة مركزية)) ((ومجلس ثوري))، لتجيبا على هذا السؤال المهم والخطير من خلال اعتمادهما الآلية المناسبة، لتحقيق هذه المهمة !!!
ولتحقيق هذا الهدف الوطني الكبير، الذي لا يقل أهمية عن استعادة وحدة الأراضي الفلسطينية وإنهاء الانقسام المدمر وتحقيق المصالحة الوطنية وتحقيق الوحدة الوطنية والتي تعتبر شرطاً أساسياً لتثمير أي من الانجازات أو الاستحقاقات الوطنية صغرى كانت أو كبرى، وشرطاً أساسياً لإفشال كافة المخططات الهادفة إلى فصل قطاع غزة عن بقية الوطن.
هل أدركنا وهل أدركت القيادة الفتحاوية معنا خطورة وأهمية هذه المسألة الخطيرة والمهمة الكبيرة الملقاة على عاتقها إزاء قطاعنا الحبيب وحركتنا الرائدة في قيادة مشروعنا الوطني ؟!! أم لا زال هناك لديها متسع من الوقت لمواصلة سياسة عبقرية الفشل وسياسة مراكمة الاخفاق تلو الاخفاق، واستمرار اضاعة الفرص المتاحة والتي قد لا تتكرر ثانية ؟!!!
د. عبد الرحيم محمود جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
الرياض 12/03/2013م الموافق 30/04/1434هـ
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت