يتعرض شعبنا في هذه المرحلة لأزمات و ضغوطات هائلة ، فيما تتعرض فلسطين التاريخ الارض والانسان والمقدسات من احتلال غاشم سيعطي الشعب الفلسطيني قوة وصلابة وتمسكا باهدافه المشروعة وفي المقدمة منها حق العودة للشعب الفلسطيني الى دياره التي شرد منها باعتباره جوهر القضية الفلسطينية،
ان الشعب الفلسطيني ما زال يتمسك بحقه بالعودة الى دياره وفقا للقرار الاممي 194، كما يتمسك بأرضه من خلال صموده وثباته وتضحياته من مقاومة كل أشكال النفي والاقتلاع، وها هو الحراك الشعبي دعما لصمود الاسرى ، وها هي هبة القدس تدل على ان هذا الشعب الفلسطيني يئس الوعود والمفاوضات وهو يتمسك اكثر من اي وقت مضى بمشروعه النضالي ، ومن هنا علينا ان نقر ونعترف ان الاسرى اليوم من خلال نضالهم ومواصلة اضربهم عن الطعام من اجل نيل حريتهم واحتجاجاً على إعادة اعتقالهم بحجج ومبررات واهية، لن تكسر ارداتهم قوات الاحتلال وادارة سجونها .
محمد التاج ومن معه من الأسرى المضربين عن الطعام،لن يهزموا ولن يتراجعوا ولن تنكسر إرادتهم،بل سيواصلون معركتهم وبأعلى درجات الشرف والتضحية والفداء،فإما الحرية وإما الشهادة،وفي كلا الحالتين سيترتب على نتائج تلك المعركة أسس وقواعد جديدة في كيفية التعاطي مع قضايا أسرانا في سجون الإحتلال ومعتقلاته .
صحيح أنهم سيسجلون انتصاراً ويصنعون فجراً لحرية قادمة،ولكن من سيهزم في تلك المعركة والملحمة البطولية ليس فقط إدارة مصلحة سجون الاحتلال ،والتي تريد أن تستمر في إستخدام ملف أسرانا،ليس فقط من أجل الثأر والإنتقام من هؤلاء الأسرى والمناضلين،بل من اجل استمرار الإبتزاز السياسي،في أية مفاوضات قادمة،والهزيمة هنا ستطال أيضاً من لم ينتصروا لقضايا أسراهم .
وامام زيارة الرئيس اوباما يجب ان تتسابق كل القوى والفصائل والجماهير واهالي الاسرى الى المقاطعة ولتحاصرها، وتدعو بصوت عالي من اجل حرية الاسرى ورفض العودة الى المفاوضات العقيمة،ولترفع الشعارات التي تطالب المجتمع الدولي بتطبيق قرارات الشرعية الدولية والقوانيين الدولية وتطبيق اتفاقية جنيف واتخاذ عقوبات رادعة بحق دولة الاحتلال على ما تقوم به من جريمة حرب تتنافى مع كل المعايير و الديمقراطية وخرق لكل الأعراف والمواثيق والقوانين والاتفاقيات الدولية.
ان على القيادة الفلسطينية ان تقول للرئيس اوباما اين ضغطك على الجانب الاسرائيلى لوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية , واطلاق سراح الاسرى ، وإلزام إسرائيل بتنفيذ كل الاتفاقيات مع الجانب الفلسطيني, ونحن نقول ذلك لاننا نرى إن العودة إلى المفاوضات الثنائيّة قبل تعديل ميزان القوى بشكل جوهري والإمساك بأسباب القوة يضرب بالصميم الإنجاز السياسي والديبلوماسي والقانوني والأخلاقي المتمثل بالاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينيّة.
لذا اصبح لزاما على الجانب الفلسطينى الإسراع في انهاء الاتقسام ،وان تتحمل كافة الفصائل الوطنية والاسلامية مسؤولياتها التاريخية لمواجهة الصعوبات والمشاكل التى تواجهها القضية الفلسطينية في ظل تجاهل أمريكا والعرب للقضية الفلسطينية وتعنت العدو الصهيونى 0إن الرد الحقيقي المطلوب على المواقف الامريكية ضد القضية الفلسطينية, وغطرسة الاحتلال فى الاعتداء على الحقوق الفلسطينية ,يتطلب انهاء الانقسام, والعمل بإستراتيجية وطنية جديدة تتضمن كافة أشكال المقاومة التى اقرتها الشرعية الدولية ، والانضمام إلى المؤسسات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية، وحشد المزيد من التضامن العربى والاسلامى والدولي مع الشعب الفلسطيني.
الجميع يدرك ان التاريخ لا يرحم ولن يرحم أحدا، اليوم يطرق الشعب الفلسطيني أبواب الانتفاضة الثالثة ، وها نحن نرى ما يسمى بالثورات العربية كما يحلو للبعض تسميتها انها لم تأتي بالتغيير المنشود، ولا الحكام الجدد وجهوا بوصلتهم نحو تحرير القدس وفلسطين والجولان وغيرها من الأراضي المحتلة، فأي ربيع هو إذا كانت فلسطين خارج الحسابات، وأي ربيع ودماء فلسطين السجينة تسيل دون أن يرف رمش الدول العربية صاحبة قرارات لم تنفذ ، ، ولكن نقول ان دماء شهداء فلسطين وان صمود اسرى فلسطين بصمودهم الخلاق سيعيدون القضية الفلسطينية التي تناساها "الربيع العربي" ويرسمون فجر الحرية القادم ومعهم كل المناضلين والاحرار في الامة العربية .
وامام كل ذلك نقول ان ارادة الشعب الفلسطيني واسراه هي الاقوى وخاصة نحن في شهر العطاء والنضال شهر اذار الذي يشكل حافزاً لنا ولكل الشعب الفلسطيني ، فيكفي في هذا الشهر ان تأتي ذكرى اليمة وهي ذكرى استشهاد القائد ابو العباس ، مع يوم المرأة العالمي ، ومع عملية الشهيدة البطلة دلال المغربي وعملية الطيران الشراعي لابطال جبهة التحرير الفلسطينية وذكرى معركة الكرامة ويوم الارض ، كل هذا يعطينا الأمل و الهدف نحو الحرية والاستقلال والعودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على أرض فلسطين.
ختاما : لا بد من القول لنستعيد أساسيات القضية وجوهرها اولا، وبعد ذلك تسهل عملية وضع كل التجارب السابقة للنضال الفلسطيني، بإيجابياتها وسلبياتها، موضع الدرس لابتداع أساليب خلاقة في استعادة كافة اساليب الكفاح على طريق تحرير الارض والانسان .
كاتب سياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت