القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، أفيف كوخافي، اليوم الخميس، إن "الأسد يدرس تصعيد الحرب مع الثوار السوريين، ويقوم باستعدادات متقدمة لاستخدام السلاح الكيماوي ضد الثوار". وركّز كوخافي في استعراضه الموسع على حجم الوضع في سوريا، داعما شرحه بالأرقام حول الدولة التي أصبحت دولتين، حسب وصفه.
وقال كوخافي في مؤتمر هرتسليا، خلال استعراض شامل للتهديدات التي تحيط بإسرائيل، "سوريا اليوم ليست دولة متكاملة، يمكننا الحديث عن دوليتين: الأولى هي دولة الأسد والثانية هي دولة الثوار". وأضاف أن غالبية الدولة "المسكونة" أصبحت في يد الثوار، وأوضح: "معظم قوات النظام موجودة في اللاذقية وطرطوس. ويحاول النظام أن يركز قواته في حلب، معتقدا أن مستقبل سوريا سيحسم هنالك".وتابع كوخافي أن مركز المدينة حاليا تحت سيطرة قوات الأسد، لكن ضواحي حلب أصبحت في يد الثوار".
وأضاف رئيس الاستخبارات العسكرية: "الثوار يسيطرون على دير الزور. وقامشلي تحولت إلى منطقة تحت حكم ذاتي يديره الأكراد"، مؤكدا على أن سوريا التي نعرف تتفكك.
واستند كوخافي إلى الأرقام قائلا: "حصدت الثورة السورية نحو 60 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، وبينهم ما يقارب 13 ألف عسكري"، وأضاف أن "هنالك 40 ألف منشق من الجيش النظامي، ويغادر سوريا 8000 لاجئ في اليوم". وأشار كوخافي إلى أن الجيش السوري النظامي "ينفذ بين 40 إلى 50 غارة جوية في داخل سوريا".
وقال كوخافي إن الوضع الاقتصادي تدهور لدرجات قصوى في سوريا، " الاقتصاد تقلص ب 50 في المئة، والكهرباء ينقطع في معظم مدن سوريا لساعات طويلة خلال اليوم"، وذكر مؤشرا آخر للوضع المتردي وهو أن "سعر الخبز تضاعف ب 7 مرات عن سعره الأصلي"، وتابع أن "وضع البنى التحتية في الدولة رديء بما في ذلك أنابيب النفط، والغاز، وحتى محطات الطاقة" التي يسيطر على بعضها الثوار.
وذكر كوخافي أن " 11 معبرا حدوديا، من أصل 17، موجود تحت سيطرة الثوار"، ما يمكنهم من نقل الإمدادات العسكرية والانسانية إلى صفوف المعارضة. أما فيما يتعلق بالجيش النظامي، فقال كوخافي إنه "يتفكك، ومعنويات الجنود في وضع منحط، وكذلك جهوزيتهم العسكرية. ويقع العبء العسكري في الحاضر على الكتيبة الرابعة، وقوات من حرس الثورة، وأخرى خاصة".
وأوضح كوخافي أن "الأسد ما زال يسيطر على السلاح الكيماوي في البلاد"، لكنه "يدرس تصعيد الحرب مع الثوار، ويقوم بتحضيرات متقدمة لاستخدام السلاح الكيماوي ضد الثوار"، وأردف قائلا "الأسد لم يعط الإشارة بعد لاستخدامه". وأضاف في هذا المضمار أن الأسد يقوم بالتنسيق مع حزب الله وإيران، وهما "الركيزتان الرئيسيتان للنظام".
وأشار رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية إلى دور حزب الله وإيران الكبير في سوريا قائلا إن "المنظمة تبذل جهودا قصوى لمساعدة الأسد مع إيران، وذلك من خلال تقديم نصائح استراتيجية وعملية، تصل إلى مواكبة قادة سوريين على الأرض، في مجالات المخابرات والاستطلاع، ونقل المعدات القتالية". ولفت كوخافي إلى أن "عناصر حزب الله تُقتل وتُدفن في الخفية في سوريا".حسب قوله
وتابع كوخافي أن "إيران وحزب الله يفهمان أن مصير الأسد حُسم، ويفكران في اليوم التالي، ويقومان في الحاضر بإنشاء جيش شعبي في سوريا يضم 50 ألف مقاتل بتمويل إيران وتدريب حزب الله، وخطتهم الوصول إلى 100 ألف".
وحذّر رئيس الاستخبارات من أن عناصر جهادية دخلت إلى المشهد السوري، وأن أحدا لم يدعوها، وأبرزهم جبهة النصرة (عددهم 10 ألف عنصر). وتحدث عن أن بعض الثوار بدؤوا في فرض الدعوة والدين في سوريا، مما يزداد من امكانية تفكك سوريا. وأضاف أنه من مصلحة الأغلبية السنية في سوريا أن تحافظ على الدولة متكاملة وفق الحدود بموجب اتفاقات سايس- بيكو.
ولاحظ كوخافي أن الغرب غيّر من نهجه إزاء سوريا و"يقدم العون في الحاضر، ولكن العون ينحصر على المال والعون الإنساني، أما قطر والسعودية فيقدمان المعدات العسكرية".