زيارة اوباما لإسرائيل ... تأكيد على عمق العلاقة ألاستراتجيه مع إسرائيل

بقلم: علي ابوحبله


يخطئ من يظن ان الرئيس الأمريكي يحمل في زيارته لإسرائيل برنامجا سياسيا لتحريك ملف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائليين لذي يعتريه الجمود منذ ما يقارب السنتين والى مفاوضات عبثيه مدتها عشرون عاما ، أمريكا فقدت صفتها بالوسيط النزيه وأنها لم تعد شريك فعلي في عملية السلام ، ان علاقة أمريكا بإسرائيل علاقة استراتجيه تقوم على المصالح المشتركة التي تربط أمريكا بإسرائيل ، بالرغم من الشعبية الاسرائيليه المنخفضة للرئيس اوباما من قبل الاسرائليين إلا ان إسرائيل تتمتع بتأييد ما يقارب ستون بالمائة من الأمريكيين وان هذه النسبة تعتبر الأعلى على الصعيد الأمريكي وهذا نتيجة قوة تأثير اللوبي الصهيوني على الرأي العام الأمريكي وتبني الأمريكيين للمواقف الاسرائيليه الداعمة لسياستهم التوسعية على حساب الحق الفلسطيني والأمن القومي العربي ، لن يكون بمقدور الرئيس الأمريكي اوباما في زيارته لإسرائيل ممارسة أيا من الضغوط على الاسرائليين لتقديم تنازلات للفلسطينيين أو حتى ما يسمى بوادر حسن نوايا لأجل حث الفلسطينيين لعوده لطاولة المفاوضات ، الائتلاف الحكومي الذي يجمع الليكود برئاسة نتنياهو وإسرائيل بيتنا ويتمتع في 31 مقعد وحزب يش عتيد والبيت اليهودي 31 مقعد وانضمام حزب الحركة الوسطى برئاسة تسيبي ليفني كما يتوقع انضمام موفاز مقعدان ، هذه الحكومة التي تعد الأضعف في ظل تشكيلة الحكومات السابقة جاءت تشكيلتها قبل زيارة اوباما وهي تأتي ضمن محاوله نتنياهو لعدم إجراء انتخابات مبكرة جديدة في إسرائيل فيما لو عجز عن تشكيل الحكومة وعن يقينه بخسرانه للانتخابات المقبلة نتنياهو يجد نفسه وقد فقد هيبته أمام تحالف يش عتيد والبيت اليهودي الذي حقق نتائج لم يتوقعها وان هذا التحالف الجديد افقد نتنياهو لحلفائه التقليديين من الأحزاب اليهودية المتدينة والقومية خاصة حزب شاس ويهوديت هتوراه اللذان شكلا في السابق عماد ائتلافه الحكومي ، ، نتنياهو الذي يخشى من الهبة الشعبية الفلسطينية نتيجة تفاعل ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون على يد حكومة الاحتلال الإسرائيلي ونتيجة الجمود السياسي على مسار المفاوضات واقتراب زيارة اوباما مما يجعل نتنياهو في عجلة من أمره للانتهاء من التشكيل الحكومي في محاولة للمراوغة والتهرب من الاستحقاقات التي تتطلبها العملية السلمية خاصة وان التشكيل الجديد للحكومة التي وضعت الأحزاب المشاركة فيها شروطا تضعف من نتنياهو وتسعى لتقييده مما ينعكس سلبا على أداء هذه الحكومة ويجعلها عاجزة عن تقديم أية ضمانات للحليف الأمريكي ، بالرغم من ان نتنياهو يسعى حاليا لإيجاد أكثر من سيناريو لتجميل صورة الحكومة الاسرائيليه أمام الرئيس الأمريكي اوباما ، هذه الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي في ولايته الثانية يسعى نتنياهو من خلال تشكيل حكومته ان يبدي نوع من المرونة الشكلية تحت مسمى حسن النوايا ، مع ان العديد من الصحف الاسرائيليه وعلى رأسها هارتس ومعار يف أعلنت ان لا نية لدى الجانب الإسرائيلي لتقديم حسن نوايا للرئيس الأمريكي اوباما وان لا ضغوط تمارس على الحكومة الاسرائيليه من قبل اوباما ، ان الحكومة الاسرائيليه لم تلزم نفسها بوقف الاستيطان في القدس والضفة الغربية وهي ستكرر مواقفها السابقة ضمن الرؤيا الامريكيه الاسرائيليه وهو ان الاستيطان هو ضمن نظرية امن إسرائيل وهو بهذا يكتسب الشرعية الاسرائيليه وان إسرائيل ستبقي على موقفها من يهودية ألدوله وشطب حق العودة ، ان التصريحات الامريكيه حول زيارة اوباما لإسرائيل تأتي ضمن التنسيق بين المواقف الامريكيه والاسرائيليه بشان الاهتمام المشترك والتأكيد على عمق العلاقة ألاستراتجيه بين الولايات المتحدة وإسرائيل وهو محاوله من محاولات التهرب الإسرائيلي لجهة تطبيق مقررات الشرعية الدولية أو الالتزام بمشروعية السلام ووضع أولويات لبرنامج زيارة الرئيس الأمريكي أولويتها الملف النووي الإيراني وانعكاسات ما ترتئيه إسرائيل على أمنها بفعل التغيرات في العالم خاصة ما يجري على الساحة السورية وطبقا لذلك فان أولوية السلام والعودة للمفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائليين لن تحظى بالاهتمام ولن تكون في أولوية زيارة الرئيس الأمريكي بحسب ما يرتئيه المضيف الإسرائيلي للزيارة التي يقوم بها اوباما لإسرائيل ، ان الحكومة الاسرائيليه الجديدة لم تتبنى برنامج سياسي للعودة للمفاوضات ولم تتبنى رويا لحل الدولتين ، وعليه فان أمريكا التي فقدت التأثير على مواقف الحكومات الاسرائيليه لن يكون بمقدورها من إلزام حكومة نتنياهو الالتزام بمقررات الشرعية الدولية وإلزام إسرائيل للانسحاب لحدود الرابع من حزيران وقيام ألدوله الفلسطينية وعاصمتها القدس ، ان الموقف العربي الحيادي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لن يكون له دور في الضغط على الرئيس الأمريكي للضغط على إسرائيل للقبول بمبادرة السلام العربية أو حتى بضرورة الامتثال للشرعية الدولية مما يعطي زيارة الرئيس الأمريكي اوباما لإسرائيل مسمى زيارة الاستكشاف لتحريك عملية السلام ، وهذا ما تؤكده تصريحات الرئيس الأمريكي اوباما عن ان زيارته للمنطقة لا تحمل مبادرات جديدة لتحريك عملية السلام هذا يعد تهرب أمريكي من التدخل المباشر في عملية السلام والضغط على إسرائيل للتجاوب مع متطلبات السلام ما يؤكد ان زيارة اوباما تأتي فقط للتأكيد على عمق العلاقة ألاستراتجيه التي تربط أمريكا بإسرائيل وهي زيارة تأييد وتأكيد من قبل الاداره الامريكيه للحفاظ على امن إسرائيل دون التطرق لعملية السلام في ظل خداع أمريكي للفلسطينيين والعرب من أمريكا ما زالت مهتمة بمسيرة السلام الذي ثبت وعلى مدار عشرين عاما الخداع الأمريكي للعرب والفلسطينيين بشان ما يسمى بوهم أو سراب اسمه السلام فهل من موقف موحد فلسطيني عربي لمواجهة السياسة الامريكيه الممالئة والمؤيدة لإسرائيل

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت