رام الله - وكالة قدس نت للأنباء
قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" النائب الاسير مروان البرغوثي إن:" نشاطات دولة الاحتلال الاسرائيلي الاستيطانية تعرض مستقبل المنطقة برمتها للخطر، ولكن هذه السياسات الاستعمارية لا تواجه بفعل جديّ من قبل المجتمع الدولي لوقفها بل نجد من يساندها، لذلك يجب أن لا يتفاجأ احد عندما يتحرك الشعب الفلسطيني لحماية أرضه وحقوقه ومستقبله".
واضاف البرغوثي في رسالة من سجنه الى محكمة "راسل" تلتها زوجته المحامية فدوى البرغوثي :" إن تخاذل الحكومات في اتخاذ قرارات حاسمة يقود الشعوب حول العالم لإظهار تعاطفها وتضامنها مع شعبنا الفلسطيني بتحديها و مقاطعتها للظلم والقهر والاحتلال. وبهذا الخصوص فإن محكمة راسل تعدّ اداة للنهوض بحقوق الإنسان وتثبيت القانون الدولي مما يؤدي السلام. ومن هذا المنطلق فإن هذه المحكمة هي محكمة شرعية تعكس وتمثل إرادة الشعوب في العيش في عالم تحكمه مبادئ الحرية و العدالة".
وقال البرغوثي:" كنت أتمنى أن اكون بينكم اليوم، وإن دعوتكم لي رغم وجودي في سجون الاحتلال الإسرائيلي تمثل تحدياً آخر لهذا الاحتلال وقوانينه وقراراته. إن كلمتي هذه التي تصلكم إنما تعكس تصميم الشعب الفلسطيني وأسراه على جعل صوتهم مسموعاً حتى من خلال الأمعاء الخاوية، وتعكس تصميمكم لإيصال هذا الصوت ورفض السماح بإخماده".
وقال:" إن 4800 أسير ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال من بينهم أكثر من مئة قيد الاعتقال منذ ما قبل اتفاقيات أوسلو أمضى بعضهم ثلاثون عاماً وراء القضبان و كان يتوجب على اتفاقيات السلام ان تكفل حريتهم.عندما اطلق عدد من الاسرى اضرابهم عن الطعام, كانت نيتهم التعبير عن جوعهم للحرية و الكرامة. حياة البعض منهم في خطر كون صوتهم الوحيد لايصال رسالتهم هو امعائهم الخاوية و سلاحهم الوحيد هو حياتهم. ضمان حريتهم هو انقاذ حياتهم".
واضاف :" إن قضية الأسرى تبين أن هذا الصراع ليس صراعاً اعتيادياً على الارض بين خصمين متساويين، وانما هو يمثل ستة عقود من انكار أبسط حقوق العدالة والحرية والكرامة على شعبنا ولا يمكن أن يترك قرار انهاء تلك الانتهاكات للقوة الاحتلالية، ان من مسؤليتنا جميعاً الدفاع عن هذه الحقوق، وان الدعم المبدئي لنا حول العالم يؤكد لنا بأننا لن نهزم".
وقال في رسالته:" لقد تمّ اختطافي من مدينة رام الله من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي قبل 11 عاماً، ومنذ ذلك الحين وأنا في سجونهم، تعرضت خلالها لمائة يوم من التحقيق والتعذيب، تلاها ألف يوم من العزل الإنفرادي في زنازينهم، ولقد أمضيت من عمري 18 عاماً في سجونهم، و7 أعوام من الابعاد القسريّ إلى خارج الوطن ولم أتمكن من مشاركة زوجتي وأبنائي أعياد ميلادهم ولا حفلات تخرجهم من المدارس والجامعات، ولا حضور حفل زفاف ابنتي او جنازة امي و اخي. للاسف عرف الكثير من الفلسطينيون مصيرا مشابها".
واضاف البرغوثي:" كنت أول برلماني فلسطيني تختطفه دولة الاحتلال وتقدمه للمحاكمة. لذلك رفضت الدفاع عن نفسي أمام المحكمة الاسرائيلية، حتى لا يشكل ذلك سابقة، ولأن تلك المحاكم تستمد شرعيتها من الاحتلال نفسه، وهو بحدّ ذاته غير شرعي، ولأنني لا أقبل أبداً ان يُعرض ممثلي الشعب الفلسطيني أمام محاكم الاحتلال. ولقد أصدرت دولة الاحتلال حكما بإدانتي وبالسجن المؤبد، لأنها أرادت أن تدين من خلال إدانتي مجمل النضال الوطني الفلسطيني والانتفاضة الفلسطينية والشرعية الفلسطينية."
وختم:" ولم تكتف اسرائيل بذلك، بل اعتقلت وعلى فترات مختلفة أكثر من نصف اعضاء البرلمان الفلسطيني المنتخب في الضفة الغربية، اي ثلث المجلس التشريعي، الأمر الذي يحدث لأول مرة في التاريخ، بينما يتم استقبال اعضاء البرلمان الإسرائيلي حول العالم، بما فيهم الذين شاركوا في هذه الجريمة بصمتهم. إن كل ذلك لم ولن يكسر إرادتي وإرادة شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة. ويسندنا في ذلك دعمكم ووقوفكم وكل احرار العالم إلى جانب الحرية والعدالة والكرامة."
يذكر أن محكمة "راسل" عقدت اجتماعها الختامي في بروكسل بعد عدة جلسات في برشلونة ولندن وكيب تاون ونيويورك.
وكان الاسير مروان البرغوثي ضيف الشرف ممثلاً لفلسطين في هذا الاجتماع الختامي.
وتهدف هذه المحكمة، التي أنشئت على نموذج محكمة "راسل" الشهيرة بشأن فيتنام، للنظر في مسؤولية الأطر الدولية في استمرار الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني الذي يخضع، حسب "هيئة محلفي" هذه المحكمة، لنظام مشابه لنظام الفصل العنصري الذي كان متبعا في جنوب افريقيا.
وقد طالبت "محكمة "راسل" بشأن فلسطين، وهي محكمة رأي تم تشكيلها في عام 2009 برئاسة الدبلوماسي والمقاوم الفرنسي السابق ستيفان هيسيل الذي توفي عن 95 عاما في 27 شباط الماضي، في جستها التي عقدت يوم الأحد الماضي في بروكسل بأن تتولى المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة.
كما انتقدت المحكمة "الشركاء" في السياسة الاسرائيلية منددين في المقام الأول بالولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيسي لإسرائيل، إضافة إلى الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي.
وضمت هيئة المحلفين عدداً من الشخصيات السياسية و الدبلوماسية و الثقافية و القانونية البارزة، ومن بينهم الناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان أنجيلا ديفيس والقائد السابق لفريق بينك فلويد روجر ووترز، و ميريد مجوير الحائزة على جائزة نوبل للسلام.