اوباما: مزيد من الاحباط مزيد من التنازلات

بقلم: باسل خليل خضر


لطالما استخدم الامريكان في سياستهم علم النفس الاجتماعي, والمفكرين الامريكان ادخلوا كل العلوم لخدمة علم العلاقات الدولية, الذي هو بالأصل علم امريكي, فلا شك ان الامريكان الافضل في علم العلاقات الدولية, بدأ المفكرون الامريكان بعد الحرب العالمية الثانية بإدخال علم جديد على علم العلاقات الدولية وهو خلط العلاقات الدولية بعلم النفس, والذي يعتمد على الحالة النفسي للدول والقيادات والشعوب, وما يجعلنا نتحدث عن هذا العلم هو زيارة الرئيس اوباما الى المنطقة.
لم يتوقع احد لا من العرب ولا الفلسطينيين ان تكون زيارة اوباما محبطة للفلسطينيين بهذا الشكل, حيث من المعروف ان الفلسطينيين هم المظلومين وهم اصحاب الحق, كان ينبغي ان يأتي اوباما للتأكيد على حق الفلسطينيين ودعم قضيتهم, وقد توقع الفلسطينيين ان يدعمهم ويكون قاسي بعض الشيء على الاسرائيليين بسبب تماديهم في ظلم الفلسطينيين واغتصاب حقوقهم, لم يتوقع الفلسطينيين هذا الذل المحبط من اوباما.
زيارة اسرائيل والتأكيد على دعمهم والتحالف معهم وزيارتها اولاً, يزور قبر رابين ويرفض زيارة قبر عرفات, زيارة لفلسطين لعدة ساعات, عدم التأكيد على الحقوق الفلسطينية وعدم دعمهم, الاكتفاء بكلمات عن الدعم المالي, لقد شعر الفلسطينيين ان اوباما يقزم من شانهم ويستخف بهم وبحقوقهم.
استنتج من هذا السلوك هدف اساسي لأوباما وهو زرع الاحباط لدى القيادات الفلسطينية للحصول على اكبر قدر من التنازلات وتفكيك الجمود والتصلب الفلسطيني, وانا اعتقد انا الهدف الرئيسي والاهم لزيارة اوباما هو القضية الفلسطينية وليس كما يعتقد البعض ان ايران هي الهدف الاساسي, ولكن لهذا السلوك الامريكي عدة اسباب نذكر منها كالتالي:
اولاً: بالأصل سبب نفسي, حيث كان الفلسطينيين يجهزون انفسهم بطلبات كثيرة وكبيرة من الرئيس اوباما, وكان يعلم اوباما ان الفلسطينيون سيتغلون زيارته لإحراجه ببعض الطلبات, وكان يعلم ان الفلسطينيين لن يكون سهل كسر جمودهم وصلابتهم بهذه الزيارة لانهم خاضوا تجارب كثيرة في التسوية وكلها فشلت, الفكرة العامة لتحليل موقف القيادة الفلسطينية انه سيكون صلب ولن يرضى ببعض الوعود المطاطة, لذلك ولكي يقزم اوباما من هذه الطلبات قام بهذا السلوك المحبط للفلسطينيين لزرع الاحباط داخل القيادات وداخل الشعب واقناعهم بأبسط الحلول واقل المكاسب.
ثانياً: لقد قام الفلسطينيون باستخدام سلاح من اسلحة الضغط ضد الولايات المتحدة واسرائيل, وهو زيارة روسيا قبيل زيارة اوباما, واراد اوباما معاقبة الفلسطينيين على هذا السلوك, وتحذيهم من اي سلوك مشابه في المستقبل, وايصال رسالة للفلسطينيين انه لا مجال لكم الا ان ترضون بما قسم لكم من قبل الولايات المتحدة واسرائيل, ولا بديل لكم, لذلك قام بهذا السلوك المحبط.
ثالثاً: لطالما يتغنى الفلسطينيون بين الدول, بتراثهم وتاريخهم وحقوقهم وجذورهم في هذه الارض وبحقهم بها, وهو عنصر من عناصر القوة الفلسطينية والذي يفتقده الإسرائيليين وهو سر صمود بقاء الفلسطينيين, لذلك اراد اوباما واسرائيل معاً ادخال الاحباط للفلسطينيين من هذا الجانب, فقاموا بتقديم الاكلات الشعبية الفلسطينية الفول والفلافل والحمص لأوباما, وارتداء مضيفات الطيران الثوب الفلسطيني المطرز, وهذا ما يجعل الفلسطينيون يشعرون بالإحباط وذلك لان السرقة ليس على مجرد الارض بل اصبحت سرقة لتراثهم وحقهم الذين يتغنون به ليشعروا الفلسطينيون بانهم لا يملكون شيء من عناصر القوة, وبالتالي يطر الفلسطينيون لتقديم المزيد من التنازلات.
كل هذه الضغوط النفسية على الفلسطينيين وادخال الاحباط الى قلوبهم للحصول على التنازلات من الفلسطينيين وقهرهم وانزال الهزيمة في نفوسهم, لذلك ادعو الفلسطينيين الى مزيد من الصبر والصمود والاصرار والتدي, والاصرار على مطالبهم وعدم التنازل عن اي من هذه المطالب تحت اي ظرف من الظروف, فهذه الارض لنا وهذا التاريخ لنا وهذا التراث لنا والحق لنا والشرعية لنا, فنحن القضية الاكثر عدالة في هذا الكون, ولن تنالوا من صبرنا وصمودنا واصرارنا لن تنالوا من عزيمتنا, ولن تبقى اسرائيل مستمرة في ممارسة سياسة القوة ضد هذا الشعب سوف ننال ما صبرنا من أجله.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت