قمة قطرية بنكهة أمريكية"

بقلم: كمال الرواغ


إن عقد القمة العربية مباشرة، بعد جولة اوباما في المنطقة، يؤكد بأن هذه القمة أتت بضوء اخضر أمريكي، لتكريس أهداف ومخرجات هذه الزيارة . أما دولة قطر التي بدت تغطي على دورها السياسي في المنطقة من خلال الأموال التي تلوح بها هنا وهناك، فأموالها بالأمس استخدمتها في إسقاط الرؤساء، واحتضان الإخوان المسلمين كقوة بديله وجاهزة للحكم والسيطرة، وهي اليوم تدعو إلي عقد قمة عربية مصغرة لانجاز المصالحة الفلسطينية وهذا شئ مضحك بالفعل لأنها تقر بذلك بعجزها، هي وكل من تدخل بملف المصالحة سواء قطر، أو السعودية أو مصر، فإذا كانت هذه الدول غير قادرة على أتمام اتفاق المصالحة فمن تبقي من الدول العربية التي كانت غائبة اليوم عن القمة الكبرى في الدوحة لتأتي إلى قمة صغرى في مصر وهي تعلم ماهو المعيق الحقيقي لملف المصالحة، فملف المصالحة سياسي وأمني بامتياز، بات معروف للجميع، وهو خلاف على برامج سياسية، وخلافات أمنيه فيمن يتحكم بالسيطرة على المناطق والمعابر والحدود، والية توحيد هذه الأجهزة الأمنية .
ومن له الأمر والنهي والسيطرة عليها، أما عن أقامته صندوق لدعم القدس، فنحن طالبنا وما زلنا نطالب من سنين بضرورة دعم سكان القدس، وتثبيتهم ودعم صمودهم في المدينة المقدسة، وتحديدا حي سلوان الذي يتعرض لهجمة شرسة تستهدف كل ما هو عربي واسلامي في داخل هذا الحي، ونحن نقول يأتي خير من أن لا يأتي، يا سمو الأمير إن المال وحده لن يعيد القدس، ولن يمنع الاقتحامات المتكررة للأقصى المبارك، وهل إذا قسمت إسرائيل الأقصى المبارك على غرار الحرم الإبراهيمي في الخليل ستشترونه بالمال، وهل المال سيمنع إسرائيل من أقامة القدس الكبرى عاصمة إسرائيل كما يدعون، أذن نحن بحاجة لوقفة عربية واسلامية رسمية وشعبية في كل المحاور والاتجاهات لكي لا تسقط المدينة في حبائل ومكائد العدو الذي يوصل الليل بالنهار من اجل الاستيلاء عليها وتهويدها .
يبدو أن القضية الفلسطينية يجب أن تكون حاضرة في القمم العربية لأنها هي من يمنح هذه اللقاءات صفة القمم ويعطيها القدسية، وهي دائما معلنة على جدول أعمال هذه القمم .
أما الأهداف الغير معلنة، فهي تكريس المعارضة السورية كشريك وممثل للشعب السوري، وطي صفحة الأسد واسقاط الشرعية عن نظامه، وتكريس قطر نفسها كلاعب أساسي في المنطقة وسياساتها الخارجية الفوضوية .
لقد تم إفراغ مصطلح قمة من مضمونه في منظور الجماهير العربية، الذي كان يرمز إلى الارتفاع والعلو السمو، أما اليوم فنحن ننتقل من قمة إلى قمة ولا نصل ألا إلى الحفر في كل مرة، ونجلس في ألأسفل ننتظر رصاصة الرحمة الأمريكية .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت