الهباش: العرب غير جاهزين ولا يملكون الإرادة لنصرة المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية

رام الله- وكالة قدس نت للأنباء
أكد محمود الهباش وزير الأوقاف الفلسطيني، عدم ثقته بالقمم العربية وكل ما يصدر عنها، وأنه لم يعد يعول على الأنظمة والدول العربية لحماية القدس والمسجد الأقصى.

وأوضح الهباش في حديث لبرنامج "نافذة على الصحافة" الذي يبث عبر قناة "هنا القدس" الفضائية، اليوم الإثنين، "أنا لم أعد أصدق القمم العربية ووعود هذه القمم لأنهم وعدونا بنصف مليار بقمة سرت عام 2010 منذ 3 سنوات ولم يأتي شيء وجددوا التأكيد عليها في قمة بغداد ولم يأتي شيء، وجددوا التأكيد عليها بقمة الرياض ولم يأتي شيء والآن يتحدثوا عن مليار دولار لصندوق القدس، هذه وعود كمواعيد عرقوب لا يتم الوفاء بها".

وأضاف "أنه لم يعد يعول على الأنظمة العربية، وأن الدعوة الآن لأمم العربية لأن يقوموا بأضعف الإيمان وأن يشدوا الرحال لمدينة القدس وأن يمارسوا زحفاً بشرياً مدنياً سلمياً إليها، معبراً عن أعتقاده بأن العرب غير جاهزين لغير ذلك".

وطالب الهباش الأمم العربية أن يشدوا الرحال للقدس لممارسة الحق الديني ولإرسال رسالة للعالم أن القدس لها أصحاب وأن المسؤولية على القدس تتجاوز حدود الفلسطينيين، في ظل أن هناك المئات من العرب والمسلمين مستعدون للذهاب للقدس والصلاة في الأقصى.

وشدد على أن الأنظمة العربية تستطيع أن تحرك ساكناً ولكن ليس لديهم إرادة هم ليسوا مغيبين بل هم من غيبوا أنفسهم، في ظل أن مشاهد القدس تعرض على الفضائيات ووسائل الإعلام في كل يوم وكل العرب والمسلمين يرون هذا، حتى أصبح أنه لا فرق بين الدول ما قبل الربيع العربي وما بعده، كلهم في الهم سواء وفي التقصير سواء كلهم يتفرجون على القدس ويحملون المسؤولية للفلسطينيين.

وأشار الهباش إلى أن العرب والمسلمين حتى في مناهجهم الدراسية لا يأتون على ذكر القدس وكأنها أصبحت من التاريخ ولم يعد لها وجود في واقعهم، الأمر بات بغاية الخطورة فالقدس تتعرض في هذه الأثناء لأشرس حملة إستيطانية عنصرية يقوم بها المستوطنون، فهل سينتظر أن يصبحوا يوماً ولا يجدوا القدس؟.

وحول الإتفاقية التي تم توقيعها مع المملكة الأردنية بشأن القدس، أوضح أن هذه الإتفاقية تأكيد لأمر واقع وأمر موجود ولم تحدث أمراً جديداً، حيث أن الأردن منذ عام الـ67، هي من ترعى المؤسسات الإسلامية والمسيحية والأوقاف الإسلامية، وإستمرت إلى يومنا هذا وحتى قيام الدولة الفلسطينية وحينها تعود الأمور إلى طبيعتها وإلى وضعها الطبيعي وينتهي الإشراف أو ينتقل إلى حكومة دولة فلسطين.

وولفت الهباش إلى أن يتم ذلك لا بد من جهة عربية إسلامية مؤمونة تشرف على المقدسات خصوصاً في ظل حالة العدوان المستمر الذي تمارسه إسرائيل على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهذه الإتفاقية تمكن الفلسطينيين والأردنيين من ترتيب أوراقهم السياسية والقانونية والإدارية لمواجهة إستحقاقات قانونية ومواجهة إستحقاقات الدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

وأكد أن الجانب الآخر والهام من هذه الإتفاقية وهو التأكيد على السيادة الفلسطينية على كل إقليم هذه الدولة بما يشمل القدس والمسجد الأقصى وجميع المقدسات الواقعة في حدود الدولة الفلسطينية التي ستقوم، وعندما تقوم لن يبقى مجال أو داعي لإشراف غير فلسطيني مباشر على المقدسات وإلا أن يتم ذلك لا بد من بقاء الإشراف الأردني لكي نستطيع حماية هذه المقدسات من التغول الإسرائيلي.

وشدد الهباش على أن وقف عدوان المستوطنين يتجاوز قدرات الفلسطينيين والأردنيين معاً وهذا يحتاج لجهد عربي وإسلامي ممنهج وموحد وقوي وفاعل، منوهاً إلى أن إلقاء التابعة فقط على الفلسطينيين أو على الفلسطينيين والأردنيين فيه نوع من ظلم ونوع من العجز أيضاً ولا يؤدي الغرض المطلوب.

وأشار إلى أننا كفلسطينيين نقوم بما علينا، فالجماهير الفلسطينية متواجدة في المسجد الأقصى تدافع عنه بصدور عارية، والصمود الفلسطيني موجود ولكنه يتآكل بفعل عوامل إقتصادية ومالية وتعليمية وإسكان وما إلى ذلك، والإشراف الأردني هو إشراف إداري قانوني فقط.

وأضاف أن مواجهة هذا العدوان يحتاج إلى ما هو أبعد من القدرات الفلسطينية والأردنية ويحتاج لجهد عربي وإسلامي ودولي لفرض القانون الدولي على إسرائيل رغماً عنها لأنها تنتهك القانون الدولي بشكل واضح والعرب والمسلمين يتفرجون ويطالبون الفلسطينيين بالصمود والمواجهة دون أي مقومات للمواجهة ودون أي دور ايجابي، في ظل أن معركة القدس معركة ذات أبعاد ومضامين مختلفة ولا بد أن تتضافر فيها كل الجهود العربية والإسلامية للقيام بإستحقاقات هذه المعركة.