الحراك الأمريكي المتعلق بشان القضية الفلسطينية هو في واقعه وحقيقته وهم ، التجارب الماضية أثبتت ان أمريكا غير معنية بتحقيق السلام في الشرق الأوسط وهي تدعم التوجهات الاسرائيليه والمخططات الاسرائيليه التي جميعها تهدف لتوسيع الاستيطان وتهويد القدس والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية ، جميع التعهدات من قبل الإدارات الامريكيه السابقة والحالية ذهبت أدراج الرياح ، التحرك الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية مرتبط بأزمات أمريكا الاقليميه والدولية والتحرك مرتبط بتحقيق مصالح امريكيه هي في واقعها ونتيجتها على حساب القضية الفلسطينية واقع كل التحركات الامريكيه تجاه القضية الفلسطينية بدءا من مؤتمر مدريد وصولا إلى خارطة الطريق انتهاء بالتحرك الأمريكي المستجد مرتبط بغايات وأهداف ومصالح أمريكا في الشرق الأوسط ، جوهر المخطط الإسرائيلي يهدف إلى عدم تمكين الفلسطينيين من إقامة دوله فلسطينيه مستقلة بحدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس ، الاستيطان الإسرائيلي قسم أوصال الضفة الغربية وعزل القدس كليا عن الضفة الغربية وأدى إلى عزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها ، الانقسام الفلسطيني يفصل غزه عن الضفة الغربية ، ترفض إسرائيل فتح الممر الآمن بموجب الاتفاقات الموقع بين الجانبين الذي يربط الضفة الغربية في قطاع غزه ، ضمن مخطط ورؤيا إسرائيليه تؤدي إلى رفض الإقرار بجغرافية الوطن الفلسطيني والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، الاستيطان الإسرائيلي غير الواقع الجغرافي والديموغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة هذا الواقع في حال استمراره يحول دون قيام ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، قيام دولة فلسطين حلم يراود الفلسطينيون ضمن سعيهم للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي ، حكومة نتنياهو الحالية كما الحكومات الاسرائيليه السابقة لم تعط السلام أهميته وليس في قاموس الحكومة الاسرائيليه الحالية أي مكان للسلام العادل المقر بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ، البرنامج الاستيطاني للحكومة الحالية يسير بوتيرة متسارعه وان التشدد في موضوع الأسرى حيث الرفض الإسرائيلي للإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن كبادرة حسن نوايا لم تلقى تجاوب من حكومة نتنياهو ، الاتحاد الأوروبي يقف عاجزا على الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان على اعتبار ان الاستيطان بكافة أشكاله غير شرعي وان المستوطنات ألمقامه على الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعيه وهي تتعارض مع القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف ولائحة لاهاي ، ان زيارة الرئيس الأمريكي اوباما للمنطقة لم تأت بجديد على الصعيد الفلسطيني لان اوباما جاء دون ان يحمل مشروع للسلام ، تصريحات اوباما لا توحي بجدية التحرك الأمريكي لإحياء عملية السلام في ظل ما صرح به اوباما ان فلسطين ارض إسرائيل وان حماية امن إسرائيل مسؤولية أمريكا وان على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية ألدوله ، هذه التصريحات أمام رمزية الزيارة التي قام فيها اوباما إلى مقر ألمقاطعه في رام الله وانحنائه أمام العلم الفلسطيني هذه الرمزية لا يمكن البناء عليها بموقف أمريكي يؤدي إلى قيام دوله فلسطينيه مستقلة ولا يمكن البناء على الحراك الأمريكي تجاه ما تدعي به الاداره الامريكيه لتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، التوجه الأمريكي باتجاه الشرق الأوسط ضمن أولوياته الموضوع الإيراني والنووي الإيراني وموضوع ألازمه السورية والصراع على سوريا ، التدخل والتوسط الأمريكي نحو إعادة العلاقات التركية الاسرائيليه يأتي في سياق إعادة ترتيب الأوراق والتحالفات الامريكيه للشرق الأوسط الاقتصادي بالرؤيا الاسرائيليه الامريكيه ضمن إعادة سياسة المحاور التي ترغب أمريكا وإسرائيل إحيائها ضمن سياسة التقسيم للمنطقة وفق رؤيا أمريكا وإسرائيل لمحور السلام السني ، ومحور الشر الشيعي المعادي ، هذه الرؤيا ركز عليها مؤتمر هرتز يليا الثالث عشر فيما صدر عنه من توصيات لم تتضمن هذه التوصيات وتتطرق إلى موضوع السلام مع الفلسطينيين ، القضية الفلسطينية بمفهوم ومنطق مؤتمر هرتز يليا جاءت في سياق البناء الاقتصادي للشرق الأوسط الكبير ، ضمن الرؤيا الاسرائيليه والتوافق الأمريكي الإسرائيلي في غياب البعد العربي والانقسام الفلسطيني وانعدام بناء استراتجيه فلسطينيه تقود العمل الفلسطيني لكيفية مواجهة المستجدات العربية والاقليميه والدولية يأتي الحراك الأمريكي محكوم بالمصلحة الامريكيه الصهيونية لتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ضمن الرؤيا والمصالح الامريكيه الاسرائيليه دون الأخذ للاهتمام بالتطلعات الفلسطينية والأخذ بالمطالب الفلسطينية التي تقود إلى بناء ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، وهذه تتطلب الوقف الفوري للاستيطان وضرورة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وضرورة ان تقر حكومة نتياهو بالحل القائم على أساس الدولتين بحيث تعترف بالدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران وان تضع سقف زمني لإنهاء احتلالها للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، جولة كيري ومحادثاته مع الاسرائليين لم تفضي إلى نتائج ملموسة ولن تقود لتحقيق المطالب الفلسطينية وان تصريحات كيري بمؤتمره الصحفي مع نتنياهو توافقت ورؤيا إسرائيل للحل ضمن الرؤيا ألاقتصاديه للشرق الأوسط الكبير ولم تخرج تصريحات كيري ونتنياهو عن هذا السياق وهذا مؤشر خطر يحمل في طياته نذر تشاؤم في ظل استمرار إسرائيل بتنفيذ مخططها الاستيطاني وتجاهلها للمطالب الفلسطينية ، ليس أمام الفلسطينيون سوى مواصلة جهودهم السياسية والديبلوماسيه لتكريس مطالبهم والإصرار على الحصول على حقوقهم والضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته أمام ممارسات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ، على الفلسطينيين مواصلة جهودهم للحصول كامل الحقوق لدولة فلسطين وان تشغل مقعدها في محكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان وكافة المحافل الدولية ، ان إنهاء الانقسام أولى الخطوات لبناء ألاستراتجيه الفلسطينية وان خروج الفلسطينيين من عباءة بعض الضغوطات ما يؤدي إلى فرض وقائع جديدة وشروط جديدة في عملية التفاوض دون ذلك فان مخطط التهويد سيستمر والمخطط الاقتصادي لسلام الشرق الأوسط قادم وهدفه تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية وهذا هو بحقيقة وواقع الحراك الأمريكي لجولة وزير الخارجية الأمريكي كيري والتي لن تخرج عن الرؤيا الامريكيه الاسرائيليه للشرق الأوسط الاقتصادي الكبير الذي يهدف لتصفية الحقوق الوطنية السياسية للشعب الفلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت