شدي حيلك يا بلد ..
صوت حناجر شعبي أقوى من هدير الدبابات ..
حقا .. فعلى وقع هدير الدبابات وتحت أزيز الطائرات ، وبين زخات الرصاص ، وعلى صوت الحجارة التي صدحت بين الحارات لتنتصر للأقصى الذي صاح من طهره وقدسيته ، انطلقت حنجرة الشبل الفلسطيني محمد عساف يلقح الحجر الذي التحم مع الرصاص والبارود ، وداعب ما بين القرار والجواب ثرى الوطن الذي بللته الدماء التي التصقت بروح الشهيد الطفل محمد الدرة ، وباقة الشهداء الذين مضوا متشحون كوفية الياسر أبو عمار وبندقية كل ثائر مغوار ، فغرد محمد عساف ( علي الكوفية وعلي ولولح فيها ) وأردف صادحاً ( شدي حيلك يا بلد ) وبرفقة المعلم الأول الفنان الفلسطيني الرائع والمبدع جمال النجار الذي كان له فضلاً فنياً كبيراً على منظوفة الفن الفلسطيني على مدار تاريخه النضالي الحافل إبان الثورة الفلسطينية بشكل عام وعلى الإنتفاضة الثانية بشكل خاص من خلال ما قدمه من لوحات فنية متميزة ظلت تتوارثها الأجيال ، ومن ثم على الفنان الصاعد صاحب الحنجرة الذهبية محمد عساف والذي رافق الفنان الكبير جمال النجار في العديد من الأغاني التي ارتبطت فيها ذاكرة الإنتفاضة الشعبية الثانية .
كان لصوت الفنان محمد عساف أثراً بالغاً في نفوس كل من سمعه من الفلسطينيين والمتابعين العرب ، والذي شق طريق الفن منذ نعومة أظافره ، لقد فجر بصوته قنبلة مدوية ملأت الرحب سناءاص وسلا ، إذ استطاع بصوته الجبلي أن يسلب الخاطر ويثلج الصدر ويبلسم الجراح ، وأن يدق بأحباله الصوتية على أوتار القلوب ، فعشقته الجماهير وسافرت معه أينما حل ، وحيثما وطأت أقدامه ، فأنار الشاشة الصغيرة وأسعد الأثير ، وكبر محمد وكبر وتعاظم معه فنه ، ومضى يشق دروب الفن ليصنع مجد الأغنية الفلسطينية ، ينقش بمسمار صغير في كل صخرة ليفتتها بصوته المزلزل القوي .
لم نتفاجئ بصعود نجمنا الفلسطيني الفنان الكبير محمد عساف بصعوده إلى سدة برنامج محبوب العرب ( أراب آيدول ) إذ كنا نتوقع له مستقبلاً باهراً من خلال معرفتنا لصوته المميز ، وإصراره وإرادته على الولوج إلى سلم المجد قافزاً يتخطى كل الحواجز التي تحاول تمزيق شعبنا الفلسطيني وثنيه عن قضيته العادلة ، غير أنه فاجئ لجنة التحكيم التي ذهلت من هذا الصوت القادم من أرض عجت بالحروب والويلات ، أرض فلسطين المرابطة وغزة العزة المثابرة ، هذا الصوت الذي جبلته رمال البحر الثائرة وحملته فوق أمواج بحر غزة التي قذفته سريعاً إلى بيروت للمشاركة في هذاالبرنامج التلفزيوني الرائع ، والذي يطمح ملايين الشباب العرب الوصول إلى عتباته .
لقد اعتلى فناننا الحبيب خشبة أراب آيدول ، متسلحاً بصوته وبإيمانه العميق برسالته الفنية السامية وبعدالة قضية شعبه والتي شكلت منظومة الفن الفلسطيني فيها حجر الزاوية لقوام النضال الوطني ليكون ركيزة وعماد المجتمع الفلسطيني ودولته العتيدة ، إلا أنه يحتاج كافة أبناء شعبه في فلسطين وأبناء العروبة في وطنه العربي من أجل التصويت لصالحه من أجل أن يتأهل لنهائيات هذا البرنامج ومن ثم التنافس على لقب محبوب العرب ، وأظن بأن شعبنا الفلسطيني سيفعل وسيقوم بزج كل طاقاته على الرغم من امكانياته المحدودة وانشغاله في ظروفه الوطنية والحياتية القاسية ، فشعبنا مبادراً مثابراً معطاءاً وغيوراً على وطنه وقضيته وأبنائه ، سيقدم اليوم كل الدعم الممكن من خلال تصويته لفناننا المحبوب من أجل أن يتقدم لنهائيات هذا البرنامج الهام .
فهنيئاً لشعب فلسطين ولأمتنا العربية بهذا النجم الصاعد والساطع اللامع الفنان المبدع محمد عساف والذي أسر قلوبنا وقلوب العرب كافة ، وهنيئاً للفنان المعلم الرائع المبدع جمال النجار على هذا النجاح الذي حققه هذا الشاب البطل ، وهنيئاً لك ولعائلتك أيها الحبيب صاحب الحنجرة الذهبية هذا النصر الذي سيتجلى بصعودك إلى نهائيات برنامج أراب آيدول ، ولوجاً إلى استحقاق محبوب العرب الأول .
وشدي حيلك يا بلد ..
غزة : 13/4/2013
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت