آااااخ.. في الوقت الذي يمشي فيه الرئيس الصيني - بدون موكب سيارات آخر طراز فشخرة للمرافقين ،وموتوسيكلات هعععععع للحرس الر ئاسي كما تعودنا في زمن بهية وياسين ..!! - ويركب سيارة اجرة عادية توصله الى عمله ،ويسمع من السائق مالا يسمعه في مكتبه.. يمتطي اقل وزير الفلسطيني ثلة سيارات مهداة من أمير قطر توصله بسلامة الله ورعايته الى استراحته ،ويسمع من الحشد المنافق مالا يسمعه في الشارع..!!
عندنا في الوطن المبتلى والممزق الى قطعتين..كل يحكم بما يرى.. ،ويعتقد انه سليل الأجداد الألى.. ،فذاك يصدر فرمانا ،وهذا يصدر قانونا.. ،وكأننا تحولنا الى عبيد في بيارة (أبو اللي خلفهم )..!!
،والله يعدمنا الجهتين..،ونرتاح منهم بجاه النبي محمد..!!
أكتب هذا الوجع من غزة مع بقايا كباية شاي على هامش مؤتمر لمنظمات حقوق الانسان حول قانون التعليم رقم (1) لسنة 2013. وفي ظل غياب مريب لوكالة الغوث التي تشرف على ما يقرب من 300مدرسة وتفرض منذ 7سنوات-مستغلة حالةالانقسام- نظاما خالدا والية راسخة لما يسمى الامتحانات الموحدة ..!!
والسؤال : إذا كان هذا بلاغ رقم 1، فما أدرانا ببلاغات رقم 2و3و4و5...إلى مالا نهاية؟!!
أدهشتني حقا عملية السلق السريعة لهكذا قانون على يد طباخي الأخضر.. ،وتقديمه للجمهور متبلا بكل ما يمكن رشه من كلمات الحرص الوطني ،والورع ،والتقوى.. إلا أن الطعم كان للأسف مرا،ومفاجئا، وموجعا ..!!
تركز الوجع في أربعة مفاصل مصابة بالروماتيزم السياسي منذ البدء ،ويشتبه أيضا بوجود أعراض داء المناكفة
1- قانونية هذا القانون الصادرعن كتلة بعينها في مجلس تشريعي معاق..يعاني من كساح الأطفال بفعل الانقسام..!!
2- تذكير، وتأنيث التعليم يعني عملية فصل بين الكبريت ،والبنزين..!! في عرف الناس المتقين بينما احتمال اشتعال النار أكبر في الحافلات ،والسيارات البيرسن..، والمطاعم ،والشاليهات، والفنادق ،والمنتجعات، والاسواق، والمستشفيات..!! وأنا أخشى أن تلتقط السعودية مثلا هذا القانون القراقوشي ،وتتبناه لتطبقه على الحج فنرى حجا ذكوريا ،وآخر أنثويا ..!! وأخشى أكثر أن نصحو ذات يوم فنرى في غزة وطنا مستقلا للرجال ،وآخر للنساء..!!
أنا شخصيا أعاني حكة حادة من كلمة فصل..فهي تذكرني بفصل بين القوات..، وفصل دراسي..، وغرفة الفصل ، والقول الفصل ،وفصل من كتاب، وفصل من الوظيفة لعدم الولاء..!! واصحى للون
أنا شخصيا افهم نحويا،وتربويا الفرق بين المذكر، والمؤنث.. لكن لا افهم كيف نعربهما حسب قواعد النحو السياسي..وكم ستكون تكاليف هذا الاعراب.. خاصة وان مثل هكذا قانون يستند الى ارادة سياسية معينة ذات رائحة نفاذه.. تفرض الواقع وتكرس الانقسام .. وترسيخ الفصل بين شقي البيارة.!!.
وهذا الاثرالطارئ سيزول قطعا بزوال المؤثر..!!
لقد ضرب انصار هذا القانون بالعبرة من تجربة الكويت الفاشلة للفصل بين الجنسين سنة 2000 عرض الحائط .. وكأن في راس المغني موال مصر على ان يغنيه..!!
نحن مجتمع محافظ بالفطرة ،ولا حاجة بنا لمزايد ،أو مدع في هذا الموضوع ،وقد اثبثت التجارب أن اللصوص أكثر الناس حديثا عن الأمانة..!! ولا نسمع اليوم عن فضائح الانحلال ،والتهتك إلا من بعض جوعى الجنس المعروفين المتسترين بالوعظ ،والدين..!! وللعلم فان بلد الحرمين الشريفين هي أكثر بلدان العالم بحثا في محرك جوجل عن كلمة (Sex) ،ومشتقاتها.
3- التطبيع... ،ونحن لا نختلف مع احد على رفضه جملة ،وتفصيلا ،ولا مجال للمزايدة أيضا على وطنيتنا.. ،وكان من الأجدر شطب هذه المادة من الأساس.. علاوة على أن من يطبع هم الرؤساء ،والحكومات ،والمؤسسات التي تتلقى دعما من الخارج ،وللتطبيع أشكال ،وألوان .. تبدو في مداولات سريات ،ومشاورات ،ومفاوضات، وتهدئات ،وسياسات ،ومناورات.. والبركة في زعاماتنا ،وقياداتنا التى تخضع للجلخ ، والبولش الناعم من امريكا ومن قطر بشكل مستمر .. اما الشعب فمن طبعه دائما الا يطبع..!!
4- مقررالتربية الوطنية.. لانختلف مع احد أيضا على أهمية الوعي بتاريخنا ،وجغرافية وطننا.. ،فنحن نعاني حقا من أمية تاريخية ،وجغرافية على صعيد فلسطين قبل كل شيء .. وأتحدى أن يعرف 100طالب فلسطيني من غزة أين تقع قرية (ترمسعيا)..!!
لكن نرفض بالمقابل إعادة كتابة التاريخ على مقاس حذاء فصائلي.. صحيح انني لم اقرأ بعد المقرر الجديد للتربية الوطنية..، لكني أتخوف أن يمد استقطاب الانقسام ،والإقصاء لسانيهما إلى حوادث بعينها تكبيرا أو تهميشا.. وكتابة التاريخ تحتاج الى جهات متخصصة لا تخضع لوجهة نظر واحدة، وإلا فإننا أمام تاريخ إقصائي هزلي تماما كما فعل ستالين بشطب تروتسكي ،وكما فعل الشاة بشطب مصدق، وكما فعل السادات بشطب عبد الناصر.. و... و......
لقد لاحظت للأسف الانقسام يتجلى ،وبشكل سافر في المداخلات ..، ويضفي على جو المؤتمر تشنجا وتصلبا عند بعض من يحتكر الحقيقة !!.. بما يوحي أننا نبتعد أكثر فأكثر عن الأمل في إمكانية إعادة التنفس الصناعي لوطن بات خارج التغطية..!!
ان قانون التعليم رقم 1 كقانون مفروض بالامر على جزء دون جزء..!! مليء بالثغراث التربوية ،والقانونية ،وبدون تجن يبدو أشبه بقطعة فاسدة من الجبنة السويسرية !!وهو يسرع بنا بعيدا عن العالم المتطور من حولنا نحو الانحدار الى غياهب ظلامية لا محالة.، لذا كان من الطبيعي أن يخلص المؤتمر إلى توصية لا تحتمل التأويل ، التأجيل .. بوقف العمل بالقانون القراقوشي ،وإعادة النظر فيه من جميع المعنيين من منطلق وحدة الهدف ،والوطن..!!
ومن غير قله أدب.. الله يسامح اللي كان السبب.!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت