هناك سؤال مهم يُطرح وبقوة في الشارع الفتحاوي ، خاصة في محافظات غزة التي تتأثر بشكل كبير من أي قرار يتعلق بحركة فتح ، خاصة بعد الفشل الذريع للحركة في الانتخابات البلدية والتشريعية ، وفشلها من الإبقاء على محافظات غزة ضمن حدود الشرعية الفلسطينية ، كل هذا جاء نتيجة تقزيم دور الحركة ومحاولة صهرها في مؤسسات السلطة الوطنية ، وتحويل التنظيم إلى مجموعة متناثرة من الكوادر في المؤسسات والوزارات والأجهزة الأمنية ، والأهم منذ ذلك خطف قرار الحركة وتحويله إلى مزاجية .
السؤال الكبير والمهم اليوم هو ما الفائدة التي حلت بحركة فتح من جراء حالة التقسيم التي حصلت منذ أكثر من ست أعوام ، ومحاولة القضاء على أي أمل ببقاء الحركة في وضعها الوطني ، من خلال عدم مقدرة قيادة الحركة لتشكيل مرجعية تنظيمية في غزة ، تكون صاحبة إجماع تنظيمي وتستطيع النهوض بوضع الحركة واستعادة دورها الوطني والنضالي ، في ظل ما تتعرض له منظمة التحرير الفلسطينية والمشروع الوطني ، من محاولات الشطب والهيمنة والتهميش وخلق البدائل .
فمن المسئول عن تراجع الحركة ، وما هي الإجراءات الحقيقية لوقف هذا التدهور الرهيب بوضع الحركة ، ولماذا لا تخرج قيادة الحركة بمؤتمر علتي وتُعلن الحقائق للكادر الفتحاوي والقاعدة الجماهيرية بدلاً من حالة الصمت التي غالباً ما تكون حاضرة ، وهذا ما يؤدي إلى اتساع الفجوة بين القيادة والقاعدة ، وتسلل مزيد من الإحباط لمؤيدي ومناصري الحركة الذين أحبوها وأخلصوا لها ويتمنون لها الخير .
من المسئول عن حالة الفلتان الأخلاقي والتنظيمي في أروقة الحركة ، ومن المسئول عن استهداف الكوادر الفتحاوية ، حيث كان آخرها حرق سيارة المناضل محمود حسين ، واليوم تفجير عبوة ناسفة أمام منزل القيادي منذر البردويل ، بمحافظة رفح الصمود ، ولماذا وصلنا لهذه الحالة ، وما الهدف من تحويل الكوادر والقيادات لمشروع استهداف شخصي ، طالما أن الخلاف بالنهاية لا يحل المشكلة .
من وجهة نظري الشخصية أن حركة فتح سوف تموت قريباً ، ما دامت الأوضاع تسير في عكس رغبة الجماهير والقاعدة التنظيمية ، وأن أيامها ستكون معدودة ، خاصة وأن هناك من يساهم ويرغب ويتمنى ويعمل على تعميق الفجوة والخلاف ، وهو مستعد لتنفيذ أي مشروع لإبقاء الأزمة الفتحاوية الداخلية هي سيدة الموقف ، لأن قوة فتح في وحدتها ، ولن تستطيع البقاء طالما ظلت في هذه الحالة السيئة .
&&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غــزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت