صور.. اقتحامات المسجد الأقصى ومحاولة اسرائيل تقسيمه "زمنيا"

القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
"موجات العدوان الاسرائيلي المتكررة والمتصاعدة ضد المسجد الأقصى المبارك، تأكيداً على سياسة الإرهاب المنظم لدولة الاحتلال المستمرة منذ عام 1967، لتسريع وتيرة محاولات تقسيمه، وتكرار الاجراءات العدوانية للاحتلال بحق الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، وهو أمر يقتضي التجريم والمقاضاة الدولية، وبخاصة من مجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة".

هذا ما اكدته وزارة الاعلام الفلسطينية في بيان صحفي صدر عنها ، اليوم الثلاثاء، تعقيبا على اقتحام مستوطنين يهود متطرفين يرافقهم عدد من أعضاء حزب "الليكود" باحات المسجد الاقصى المبارك لاقامة صلوات توراتية.

وقالت الوزارة إن" ردود الفعل الدولية الخجولة، ضد العدوان المحموم على المقدسات الإسلامية والمسيحية، تمنح ممارسات الاحتلال الإرهابية فرصة للتنفس"، محذرة من مغبة استمرار صمت الأسرة الدولية بشأن تنفيذ مخططات الاحتلال التي تستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة.

وشهدت باحات المسجد الاقصى المبارك اليوم، مواجهات عنيفة تصدى خلالها المواطنين المقدسيين لمجموعات من المستوطنين اقتحمت باحات الأقصى عبر باب المغاربة، بمناسبة الذكرى الـ 46 لما يسمى "توحيد القدس"، بدعوة من جمعيات استيطانية، لا سيما بعد منع نائب رئيس الكنيست موشيه فيخلن في وقت سابق من الدخول للأقصى.

وقالت مراسلة " وكالة قدس نت للأنباء" في القدس المحتلة إن مجموعتين من المستوطنين تضم أكثر من 50 متطرفا اقتحموا باحات الأقصى منذ الصباح، بمشاركة اعضاء وقيادات من حزب "الليكود"، تحت حراسة من جيش وشرطة الاحتلال، وقاموا بجولات في ساحاته وأروقته".

وافادت مراسلتنا بان عشرات من المقدسيين اصيبوا بحالات اختناق واغماء من بينهم نساء وشيوخ خلال تصديهم للمستوطنين وقوات الاحتلال اثناء اقتحامها باحات الاقصى، فيما اعتقل نحو اربعة شبان بعد تعرضهم للضرب المبرح.

وقالت منذ ساعات الصباح وحتى ما بعد الظهر اليوم اغلقت قوات الاحتلال بالسواتر الحديدية باب الاسباط وباب حطه وباب فيصل، وباب المجلس وباب السلسلة، وتم منع طلبة مصاطب العلم والمصلين من دخول باحات الاقصى ، فيما تم السماح لعشرات المستوطنين بتدنيس المسجد الاقصى المبارك واندلعت على اثر ذلك مواجهات واعتقالات عنيفة.

واضافت مراسلتنا بان اشتباكات بالايدي وقعت مع جنود الاحتلال والمستوطنين خلال محاولة دخول طلبة مصاطب العلم للمسجد الاقصى، كما اعتدى جنود الاحتلال على عدد من النسوة المقدسيات بالضرب المبرح وبرش غاز الفلفل الكيماوي باتجاههن عند باب الاسباط، مما ادى الى اصابتهن بحالات اغماء.

وروت الناشطة المقدسية ام كامل الكرد في حديث لمراسلتنا هذه المشاهد قائلة:" اثناء تلاوة القران الكريم تفاجئ المرابطين والمرابطات داخل الاقصى بدخول العشرات من المستوطنين لتدنيس باحاته بحراسة الشرطة، فعلت اصوات التكبيرات لطردهم ، فما كان من شرطة الاحتلال الا ان هاجمت المرابطين بصورة وحشية وتم الاعتداء عليهم بالضرب ورش غاز الفلفل ".

وقالت ام كامل:" ان شرطة الاحتلال استخدمت غاز سام باتجاه العيون، حيث اصيب العشرات من المرابطين بارتخاء وارتجاج في الجسم واغماء".

حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح تحدث لمراسلتنا عن اقتحام المستوطنين لباحات الاقصى قائلا :" قاموا باداء شعارات توراتية داخل باحاته وتصدى لهم الشبان المقدسيين مما ادى الى نشوء معركة داخل المسجد ".

واعتبر عبد القادر ما يجري في الاقصى محاولة اسرائيلية لتقسيم المسجد زمنيا بين المسلمين والمستوطنين كما جرى في الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل، محذرا من خطورة هذه الخطوة .

وقال :" اننا لن نقف مكتوفي الايدي"، محملا حكومة الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية كل التداعيات التي يمكن ان تنجم اذا ما استمرت بهذا "التطاول وهذا التمادي بحق المسجد الاقصى المبارك".

واضاف :"القضية لم تعد حكرا على المتطرفين وانما اصبحت كل مكونات المؤسسة الاسرائيلية تشارك في اقتحام المسجد الاقصى المبارك سواء اعضاء الكنيست او مسؤولين في الاجهزة الامنية او بالجمعيات الاستيطانية".

الطالبة بمصاطب العلم امال رملاوي من سكان البلدة القديمة دخلت في ساعات صباح اليوم من باب المجلس للمسجد الاقصى المبارك، وعند وصولها باب الاسباط وجدت طلبة مصاطب العلم ممنوعين من دخول الاقصى.

وقالت:"عند محاولتي إعطاء النسوة الممنوعات من الدخول المياه رفض أحد الجنود الاسرائيلين وقام بدفعي بقوة خارج الحاجز العسكري المنصوب امام باب الاسباط رغم ان هويتي تم احتيازها عند باب المجلس واستبدالها بورقة".

وقال شاب من مصاطب العلم رفض ذكر اسمه :"انه تعرض لاعتداء مباشر من قبل الشرطة الاسرائيلية واصيب بحروق في العينين والفم واليدين جراء رشه بغاز الفلفل اثناء محاولة حماية المرابطات من مصاطب العلم بعد تعرضهن للاعتداء بالضرب ومنعهن من دخول المسجد الاقصى المبارك".

وأدى العشرات من المرابطين والمرابطات الذين منعوا من دخول المسجد الاقصى اليوم صلاة الظهر والعصر امام باب الاسباط، وبعد الانتهاء من حاول عدد منهم تحدي المتاريس الحديدية لدخول المسجد الاقصى، الا انهم تعرضوا للضرب ورش الغاز .

الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الاقصى المبارك ورئيس الهيئة الاسلامية العليا استنكر منع المرابطات والمرابطين من طلبة مصاطب العلم والمصلين من دخول المسجد الاقصى المبارك والاعتداء بالضرب عليهم.

وقال الشيخ صبري في حديث لمراسلة "وكالة قدس نت للأنباء"، :" ان اليهود يستغلون عدة مناسبات وحسب زعمهم اليوم ذكرى احتلال القدس وان الجيش سيقتحم اليوم المسجد الاقصى من جهة باب الاسباط"، موضحا ان بتاريخهم العبري يقومون بتحريف وتزيف التاريخ حيث كل ثلاث سنوات يتقدم التاريخ العبري شهرا مؤكدا:" باننا سندة المسجد الاقصى وندافع عنه لانه من واجبنا العقائدي الاسلامي نيابة عن الامة الاسلامية في ظل الثورات العربية وتغيب دورهم اتجاه المسجد الاقصى المبارك".