جبهة التحرير الفلسطينية ( صدق ووفاء )

بقلم: سليمان عباسي


جبهة التحرير الفلسطينية فصيل فلسطيني تسوره آلاف المشاعل التي أوقدها شهداؤه في الأرض الفلسطينية و أسراه في سجون العدو الصهيوني و كوادره المنتشرة في مخيمات الشتات.
جبهة التحرير الفلسطينية قد لا تكون الفصيل الفلسطيني الأبرز على الساحة الفلسطينية حسب المقاييس و المعايير السائدة منذ الخروج من لبنان عام 1982 و التي تتحكم بها عوامل كثيرة من أهمها الارتهان إلى رؤى دول التمويل العربية و الإقليمية حول حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي حتى و إن كانت تلك الرؤى بتداعياتها السلبية مدمرة للحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة و عودته إلى أرض الآباء و الأجداد.
تتجلى المصداقية في مواقف جبهة التحرير الفلسطينية و على لسان أمينها العام د.واصل أبو يوسف عبر الإصرار المستمر على التلازم الحتمي بين الطرح و التطبيق ونبذ الإنقسام والتشرذم فلم يعد خافيا على أحد بأن البعض من الفصائل الفلسطينية ذات الاسم الرنان ببرنامجها المعلن الذي يحاكي القاعدة الشعبية و تطلعاتها ينادي بالتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية و بحق العودة و بالتحرير من البحر إلى النهر ما هو سوى حبر على ورق و عملية خداع رخيصة للأحلام الوطنيه الفلسطينيه..إن ما يجري تطبيقه بشكل فعلي على أرض الواقع برنامج غير معلن يجري حذف أو إضافة بنود تتماشى مع المصلحة الفصيلية و الفردية..و يتجلى ذلك بأوضح صوره بالانقسام الفلسطيني الذي شكل و ما زال يشكل طعنة لمجموع التضحيات الفلسطينية على مدى مائة عام و مبررا قويا للعدو الصهيوني لإقامة مستعمراته و اقتطاع المزيد و المزيد من الجسد الجغرافي الفلسطيني..و بدلا من الاستجابة لدعوات الوحدة و توجيه البوصلة نحو صراعنا مع العدو الصهيوني و رغم المصلحة الإسرائيلية المعلنة من الانقسام الفلسطيني يجري و بإصرار طرح حزمة من المبررات الغير قادرة على إقناع الطفل قبل الكهل من شعبنا الفلسطيني و بالتزامن مع استنباط شتى المعيقات لاستمرار تلك الحالة القاتلة.
بعيدا عن عبارات النفاق و المجاملة فإن الموقف الوطني الثابت و الراسخ لجبهة التحرير الفلسطينية بالتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية و رفضها لاتفاق أوسلو و تداعياته و لوقف الكفاح المسلح رغم الضغوط و المؤامرات و المغريات التي تعرضت لها لرهن قرارها الجبهوي بما لا يتوافق مع رؤيتها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دليل و مقياس فعلي على مدى مصداقيتها و وفائها لتضحيات الشعب الفلسطيني و قد كانت عملياتها الاستشهادية(البرية و البحرية و الجوية ) دليلا آخرا على مصداقيتها و صفحة مضيئة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني فمن منا ينكر أن عمليات الطيران الشراعي و الزوارق البحرية التي اخترقت السماء و البحر الفلسطيني لم تشكل ضربات موجعة و متتالية للآلة العسكرية و الأمنية الإسرائيلية هذا عدا عن عملياتها البرية و منها تلك التي جرى فيها تفخيخ منتجع المياه الكبريتية في منطقة الحمه الفلسطينية و غيرها الكثير.
إن الوفاء لدماء شهداء جبهة التحرير الفلسطينية و في مقدمتهم القائد المؤسس أبو العباس و طلعت يعقوب و عمر شبلي العامل الدافع الأول لقيادة الجبهة في الإصرار على إعادة اللحمة و التوحد مع كوادرها على الساحة السورية و جرت محاولات عديدة أهمها زيارة قيادة الجبهة و أمينها العام د.واصل أبو يوسف إلى دمشق و لكن للأسف الشديد و دون الدخول في التفاصيل و المعيقات فشلت تلك المحاولات و لكنها كانت سببا مباشرا في التمسك و الإصرار على الوحدة و كانت لجهود عضو مكتبها السياسي الرفيق تيسير ابو بكر على مدى عامين كاملين و الوعي الوطني المرتفع لدى كوادرها في الساحة الفلسطينية الفضل في إعادة اللحمة و الالتفاف مجددا حول قيادة جبهة التحرير الفلسطينية بعد انقطاع استمر أكثر من 30 عاما من التفتت و التشرذم.
مما لا شك فيه أن رأب هذا الشرخ الأليم دليل ساطع جديد على وفاء قيادة الجبهة لشعاراتها و لكوادرها رغم التباعد الجغرافي و سنين الانقطاع الطويلة.
أسمح لنفسي بالقول بأن قناعتي كاملة بأن تلك الخطوة الوحدوية و عودة اللحمة و التلاحم لجبهة التحرير الفلسطينية ستكون لها تداعيات ايجابية على الساحة الفلسطينية و درسا و رسالة إلى الفصائل المتناحرة و المتشرذمة بلزوم و وجوب رأب الشروخ و جسر الهوات سواء فيما بين الفصيل الواحد أو بين الفصائل الفلسطينية لأنها الطريق الوحيد و الأوحد نحو تحقيق الطموحات و الأماني الفلسطينية نحو إقامة دولتها المستقلة الكاملة السيادة و عاصمتها القدس الشريف.
فتحية حب ووفاء إلى قيادة جبهة التحرير الفلسطينية المتمثلة في أمينها العام د.واصل ابو يوسف و مكتبها السياسي و أقول بصوت عال مبارك الوحدة و إلى الأمام نحو تحقيق الحلم الفلسطيني.

بقلم / سليمان عباسي
كاتب فلسطيني

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت