هل تتحول سوريه إلى دولة مقاومه ضمن استراتجيه مستجدة للمواجهة مع إسرائيل

بقلم: علي ابوحبله


ان المشروع الأمريكي الصهيوني بأهدافه وغاياته يهدف إلى تدمير مرتكزات ومقومات القوه العربية ضمن برنامج يتطلب تدمير العراق وسوريا ومصر كونهما يشكلان الثقل الاستراتيجي في معادلة الصراع مع إسرائيل والثقل الإقليمي في المنطقة ، احتلال العراق كان من أولى أولويات تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد إذ باحتلال العراق من قبل القوات الامريكيه والمتحالفة معها في 2003 تم حل الجيش العربي العراقي ومؤسسات ألدوله العراقية ضمن خطة امريكيه هدفت لتفكيك مؤسسات ألدوله العراقية وكان الهدف من ذلك تقسيم العراق لدويلات مذهبيه وطائفيه يمكن السيطرة عليها وإخضاعها للنفوذ الأمريكي الصهيوني ويعد القضاء على دولة العراق الموحد القوي ملاذا امن لممالك وإمارات الخليج العربي وحفاظا لأمن إسرائيل بإنهاء البوابة الشرقية للعمق العربي الاستراتيجي التي كان العراق احد أهم مقوماتها ومرتكز ها الاستراتيجي ، ان ما يجري في مصر الآن ضمن مخطط يهدف لإضعاف ألدوله المصرية وحصر نفوذها وتقوقعها على نفسها وجعلها دوله ضعيفة مفككه اقتصاديا واجتماعيا تعتمد ماليا على قطر ودول الخليج وتستند في دعم وجود نظامها إلى تركيا بصفة الحاضن لحركة الإخوان المسلمين ، ضمن الرؤيا الامريكيه الصهيونية والمخطط للمنطقة ضمن ما أصبح يعرف في القاموس الأمريكي تسييس الإسلام المعتدل وفق ما تقتضيه المصلحة الامريكيه الصهيونية ووفق الرؤيا التي تهدف لتحقيق امن ووجود إسرائيل في المنطقة ، ان سوريا بموقعها الجيوسياسي وما تشكله من موقع جغرافي تعد احد أهم عقدة المشروع الأمريكي الصهيوني ، سوريا بإستراتجيتها وتحالفاتها التي تربطها في إيران وحزب الله وقوى المقاومة جعلها في موقع المواجهة والمجابهة للمخطط الأمريكي الصهيوني ، ان التحالفات ألاستراتجيه التي تربط سوريا في روسيا والصين جعلها في موقع يعد متقدما لمواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني بالمظلة الروسية الصينية ضمن ما سعت وتسعى روسيا لتحقيقه بالعودة للمسرح الدولي والإقليمي وإنهاء سياسة التحكم الأحادي القطبي ، ان نجاح سوريا بالصمود في وجه المخطط الأمريكي الصهيوني ضمن معادلة تماسك ألدوله السورية والشعب السوري وقوة تماسك الجيش العربي وقدرته على الصمود في وجه التآمر والمؤامرة التي تستهدف سوريا افسد على أمريكا وأدواتها التنفيذية تنفيذ مخططهما بإسقاط ألدوله السورية عبر أدواتهما داخل الأراضي السورية ، ان النجاح الذي حققه الجيش العربي السوري وتمكنه من حسم عسكري في العديد من المواقع وتمكنه من الصمود والانتصار على المؤامرة المحكمة التنفيذ ضد ألدوله السورية سجل الموقف البطولي لصالح قوات الجيش العربي السوري ، مما دفع بمحاولات التدخل العسكري الإسرائيلي بالعدوان السافر على سوريا ضمن محاولات هدفت لتامين غطاء للمجموعات المسلحة كانت تهدف لإسقاط العاصمة السورية دمشق ، ان فشل العدوان الإسرائيلي بتحقيق أهدافه وغاياته أدى بالجيش العربي السوري لسرعة الحسم العسكري في العديد من المناطق ألاستراتجيه ووضع سوريا على أبواب مرحله جديدة ضمن استراتجيه سوريه مستجدة للمواجهة مع إسرائيل وتحولها إلى دولة مقاومه ، العدوان الإسرائيلي السافر المتكرر على الأراضي السورية دفع القيادة السورية إلى تغير استراتيجي في المواقف من خلال تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد ان الرد على العدوان السافر الإسرائيلي لن يكون تكتيكيا وإنما ردا استراتجيا يقتضي تحويل سوريا إلى بلد مقاوم لتحرير الجولان السوري المحتل على غرار مقاومة حزب الله ويقتضي تسليح قوى المقاومة بالأسلحة ألاستراتجيه التي تمكن المقاومة من تحقيق توازن استراتيجي مع إسرائيل ، يعد الموقف السوري المستجد من عملية الصراع على المنطقة انتقالا من مرحلة الدفاع لأخرى تعد هجومية وهذا تغير استراتيجي لمفهوم الصراع ضمن التغير في معادلات الصراع الدولي والإقليمي ، خبر الجيش العربي السوري خبرات الحرب الشعبية بتصديه لما تتعرض له سوريا من هجوم من قبل مجموعات مسلحه من مختلف الجنسيات أتقنت حرب الشوارع والكمائن وفنون القتال المختلفة ، الدعوة السورية لتشكيل الكتائب الشعبية لخوض حرب التحرير لتحرير الجولان المحتل واعتبار الأراضي السورية أراضي مفتوحة في مواجهة إسرائيل قد تغير من معادلات الصراع في المنطقة إذا انتقلت من مرحلة التصريحات لمرحلة التنفيذ العملي حيث جاءت تصريحات الشيخ حسن نصر الله أمين عام حزب الله متوافقة ومؤيده لتصريحات القيادة السورية ، كان خطاب حسن نصر الله الأخير في احتفالية إذاعة النور الفضية حيث أعلن عن ان ألاستراتجيه الجديدة هو توحيد كل قوى المقاومة في المنطقة مشيدا بالمواقف السورية ومعلنا عن تمكن حزب الله من استيعاب كافة الاسلحه التي بمقدورها الإخلال بعملية التوازن الاستراتيجي وان المقاومة في لبنان بحسب ما أعلن عنه حسن نصر الله جديرة بهذا السلاح ومؤتمنه عليه وان حزب الله على استعداد لإمداد القوات الشعبية السورية بكافة الخبرات والقدرات لشن الحرب الشعبية التحريرية للجولان العربي المحتل وكافة الأراضي العربية المحتلة ، هذه المواقف المستجدة للتغير من قبل القيادة السورية ان حصلت قد تقلب العديد من المعادلات الاقليميه وتغير في قواعد أللعبه السياسية والعسكرية بالصراع مع إسرائيل وتعيد المنطقة برمتها للصراع المستجد المتجدد عبر التاريخ ضمن التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية التي لن تسقط عبر التاريخ وتبقى متجددة عبر الأجيال ما بقي هناك من يطالب بهذه الحقوق ، ان تتحول سوريا إلى دولة مقاومه هو تغيير حقيقي يقود إلى تغيير جوهري استراتيجي في المواقف تؤدي إلى إعادة الاعتبار لللاءات الخرطوم في مؤتمر القمة بعد نكسة حزيران 67 وأدت إلى إعادة الاعتبار إلى المفهوم والشعار الذي رفع لوائه الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر ان ما اخذ بالقوة لن يسترد بغير القوه ، ضمن هذا التغير للاردتدات الذي أحدثه المشروع الأمريكي الصهيوني التآمري الذي استهدف ألامه العربية والذي انقلب على المتآمرين أنفسهم ، المنطقة بغالبيتها تقف على عتبة التغيير الاستراتيجي الذي يقود ألامه العربية لحركة تحرر حقيقي من التبعية للسياسة الامريكيه الصهيونية ، وهو انقلاب على مفهوم الربيع العربي ، يبقى للتصريحات والأقوال والمواقف فعلها إلى ان تبدأ مرحلة التنفيذ التي قد تطول أو تقصر وفقا لمستجدات التغيرات الدولية والاقليميه التي عليها ان تأخذ بالمطالب المحقة لشعوب المنطقة التي أهمها ان تقرر شعوب المنطقة حقها في التعبير عن نفسها وانعتا قها من الهيمنة والتبعية للسياسة الامريكيه بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة وإعطاء الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه ما يضمن الأمن والسلام لكافة شعوب المنطقة وغير ذلك فان المنطقة برمتها ستتحول إلى منطقة مقاومه

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت