بقلم/ سحر النحال
"انتو يا شعبي في الشتات والمخيمات ليس من حق أحد أن يتنازل عن حقكم في العودة إلى دياركم"
اعذرني أبا عمار فحق العودة يعتقل ويبقى رهن الإعدام .
"يا أمنا انتظري أمام الباب, إنا عائدون"
اعذرني محمود درويش حلمك بالعودة يقتل لحجة تسمى السلام .
اعذريني أمي فقد طالت الغربة وتمادت قصة العودة، اعذريني فلسطين فنحن نهوى قتلك مرة أخرى .
على شاطئ بحر غزة رصدنا الحكايات، وعلى الطرقات القديمة لرام الله تذكرنا المحطات، على أزقة المخيم نسجنا الروايات، وعلى ساحات الأقصى غرسنا الكلمات .
هنا في فلسطين، الفلسطيني لا يهوى إلا الفتاة الكنعانية، يغازلها بحب الوطن و يقدم مهرها حرية، تقدم له الطفلة الوطنية ويسمونها فلسطين المنسية .
لم ينسَ الفلسطينيون النرجس والياسمين حيث يغتالهم في الصباح والمساء الحنين،
لم ينسَ الكنعانيون البلاد القريبة البعيدة حيث التلال الحزينة وخريطة فلسطين الشهيدة .
في ظل الإشتياق لرائحة التراب، لرائحة الليمون، للزيت والزيتون، للجبال، للرمال، للأكواخ ، يقتلون حق العودة في كل مكان ليفتقد معناه الحقيقي ويتلون بكل الألوان.
فها هي جامعة الدول العربية تقتل فلسطين مرة أخرى وتتبنى مبادرة لتبادل الأراضي، بالاتفاق على أن أساس حل الدولتين يكون على خط الرابع من يونيو 1967 مع احتمال إجراء مبادلة طفيفة متفق عليها ومتماثلة للأرض !
ولأجل تلك الذكريات عارض البعض تلك المبادلة واعتبروها متاجرة علنية لفلسطين و لكن البعض الآخر كان مع المبادلة، ولكن السؤال هنا ..!
ما هو مصير اللاجئين الفلسطينيين في الغربة، وما هو مستقبل حق العودة، وما هو وضع مدينة القدس الحرة ؟
أتعجب لتنازلات العرب المتكررة، أتعجب لتنازلاتهم المجانية ! أيحق لهم التفريط بشبر من أرضنا، أيريدون قتل فلسطين مرة أخرى أيريدون قذفها إلى المحرقة ؟
يا من تتاجرون كفاكم متاجرة، ويا من تبيعن كفاكم بيعا، ويا من تتنازلون كفاكم تنازلا،
ألا تخجلون ؟ فأنا وفلسطين سئمناكم!
فالحقيقة ولدت هنا لتكبر مع أحلامنا ولن تموت رغم محاولاتكم لدفنها تحت الثرى، فما زال يتدفق الوجع على فلسطين المنكوبة، ويفتقد اللاجئ الفلسطيني رائحة ليمون يافا، و طبيعة حيفا، يشتاق ساحل عكا، يحن للرملة، يحن لبحيرة طبريا ولعروبة الناصرة.
للغربة أعتذر، تحدثت كثيرا عن القدس وفلسطين وحق العودة والأقصى ولكني لم أجد ما كنت أتمناه في بفؤادي، عجزت الحروف والمعاني، تكدست الكلمات في دفاتري ولكني ما زلت أكتب وأكتب عذرا يا بلادي.
بعد 65 عاما للنكبة تموت فلسطين مرة أخرى، يقتلونها مرة أخرى ومن هنا ولدت وتولد الحكاية المرة .
الآن جاء وقت الإعدام ووضعت القدس على حبل المشنقة، كان قد سبقها إعدام حق العودة وإعدام أرواح تسمى أسرى، وعلى نفس الوتيرة تموت غزة ويدنس الأقصى و لم تأتي بعد الثورة الحرة !
وفي النهاية للأحرار أقول لأصحاب الضمير أين صحوتكم؟
دمعات القدس تحرق الوجدان وفلسطين تنسج وجعها على كل الجدران، لكني لم أنسَ الوطنيون العاطفيون الثوريون الفلسطينيون على الأسوار وخلف القضبان وفي الميدان ، على الحدود على الباحات في كل الساحات، أقول لهم : لا تيأسوا وتمسكوا بمفاتيح عودتكم فالعودة تقترب منكم .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت