النظام العربي يتعامى عن ما تتعرض له القدس من خطر التهويد وسلم أولوياته إسقاط ألدوله السورية

بقلم: علي ابوحبله


حين تتقدم قطر وبلدان عربيه أخرى بمشروع قرار للهيئة ألعامه للأمم المتحدة ضد سوريا يعني ان النظام العربي قد وصل لحافة الانحراف عن البوصلة الحقيقية لأولوية الصراع مع إسرائيل ، مشروع القرار الذي يستهجن ويندد بأشكال العنف وينتقد استمرار النظام في سوريا في استخدام أسلحه ثقيلة بحسب ما احتواه نص البيان ، ويتضمن القرار السماح بدخول فريق محققي الأمم المتحدة للتحقيق في أدله تتهم النظام والمعارضة باستخدام السلاح الكيماوي ، وتضمن مشروع القرار الترحيب بقرارات ألجامعه العربية في ما يتصل بالحل السياسي ، تجاهل مشروع القرار الاشاره إلى موافقة ألجامعه العربية على حق الدول الأعضاء في إرسال دعم عسكري إلى المعارضة السورية ، وأكد مشروع القرار القطري تأييد الأمم المتحدة لما سماه وسيط ألجامعه العربية ، مشروع القرار القطري صيغ بمشاركة بلدان عربيه ، ان النظام العربي الذي يتعامى عن القضية الفلسطينية ويتجاهل ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ، ما يؤكد ان النظام العربي والجامعة العربية قد خرجت عن أهدافها وميثاقها بالدفاع عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وعن حقوق الأعضاء المنتمين للجامعة العربية ، وان ألجامعه العربية أصبحت أداة تآمر على أعضائها الأمر الذي يؤكد انهيار ألجامعه العربية بالاستحواذ والهيمنة عليها لصالح مخططات لا تخدم العمل العربي المشترك ، النظام العربي أصبح يستهدف مواقف دول بعينها خرجت عن مواقف النظام العربي الذي أصبح هدفه وغاياته تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني الهادف لتحقيق امن وترسيخ الوجود للكيان الإسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية ، ان ما يجري في سوريا صناعة النظام العربي خضوعا وامتثالا لأوامر امريكيه تنفيذا لمخطط أمريكي صهيوني يستهدف تدمير ألدوله السورية وتقسيم سوريا ، مواقف النظام العربي والجامعة العربية المرتهنة بقراراتها لاملاءات امريكيه تركية خرجت عن الإطار العربي للعمل العربي المشترك وأصبحت مظلة للمخططات والاملاءات الامريكيه الصهيونية ، ان النظام العربي الذي تعامى عن ما تتعرض له القدس وما يتعرض له الأقصى من عدوان وتدنيس من قبل المستوطنين الاسرائليين وما تتعرض له الأراضي الفلسطينية المحتلة من هجمة استيطانيه تتهدد الأراضي الفلسطينية والوجود الفلسطيني ، ألجامعه العربية لم تبادر بمشروع قرار يدين ممارسات إسرائيل ، في حين خرجت بقرار لدعم المجموعات المسلحة في سوريا وسمحت لأعضاء ألجامعه العربية بتقديم السلاح ، النظام العربي يحجم عن تقديم الدعم المالي لصمود وتدعيم أهالي القدس ويتجاهل جرائم إسرائيل بحق الأقصى وتهويد القدس والأرض الفلسطينية المحتلة ، وأصبحت أولوياته التآمر على سوريا ، لا غرابة ان يتصادف مشروع القرار القطري المقدم للهيئة ألعامه للأمم المتحدة للتصويت عليه في ذكرى نكبة فلسطين ، كان الأجدر والأولى في دولة قطر بصفتها رئيس القمة العربية ان تتحرك بمشروع قرار يندد بإجراءات إسرائيل تجاه ما تتعرض له مدينة القدس وما يتهدد المسجد الأقصى من خطر التقسيم بموجب ما صدر عن ما يسمى بوزارة الأديان الاسرائيليه التي تبحث إصدار مشروع قرار يسمح لليهود بالصلاة بالمسجد الأقصى ، كان من الواجب ان تتحرك الدول العربية بمشروع قرار للأمم المتحدة لإدانة إسرائيل ووضع حد لتصرفاتها وأعمالها المخالفة للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف ولائحة لاهاي وان تصر ألجامعه العربية بمشروع قرارها لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين لأكثر من خمسة وستون عاما ، مشروع القرار القطري بالصياغة العربية بالتوقيت الذي يصادف ذكرى نكبة فلسطين يؤكد ان النظام العربي تجاهل ذكرى نكبة فلسطين وهو يستهدف سوريا بنكبة جديدة لتناسي القضية الفلسطينية ، ان حقيقة الموقف للجامعة العربية للنظام العربي من القضية الفلسطينية عبر عنه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حين وصف الموقف العربي الرسمي بالنعاج تجاه بحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزه في عملية عمود السحاب ، هم حقيقة نعاج في موقفهم فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني اسود في تدمير سوريا بالدعم الأمريكي الصهيوني التركي ، ننعي النظام العربي الذي لا يملك سوى تقديم المزيد من التنازلات للاسرائليين ولا يملك سوى المقايضة على الحقوق الوطنية الفلسطينية ، لقد تعرى النظام العربي وتكشفت حقائقه ولا بد من وقفه عربيه من قبل الشعوب العربية لمواجهة التآمر الذي تتعرض له القضية الفلسطينية وخطر استمرار تهويد القدس وتقسيم الأقصى ومن وقفه عربيه لتدعيم موقف أسرى فلسطين بمطالبهم العادلة للحرية هؤلاء الذين يتعرضون لخطر الموت في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، ان ألامه العربية مطالبه بالتحرك الجماهيري لتصحيح بوصلة الصراع ووضع حد للصراع المذهبي الطائفي الذي تؤجج نيرانه دول بعينها وهو ضمن أولويات ما صدر عن مؤتمر هرتز يليا الثالث عشر الذي وضع في سلم أولوياته لتأجيج الصراع المذهبي الديني وتقسيم المنطقة إلى محور الاعتدال الذي يضم غالبية النظام العربي ويعتبر سوريا وإيران وحزب الله محور الشر ، ان معادلة الصراع في المنطقة أصبحت واضحة ومكشوفة وان السماح بالتدخلات التركية الامريكيه الاسرائيليه الاوروبيه بالشأن العربي هو ضمن المؤامرة التي تستهدف الأمن القومي العربي وتستهدف تدمير ألدوله السورية لصالح الأمن الإسرائيلي ، ما هدفت قطر لتحقيقه من مشروع قرارها المقدم للهيئة ألعامه للأمم المتحدة هو استمرارية الإبقاء على الصراع في سوريا واستمرارية استنزاف مقدرات ألدوله السورية والهدف تدمير القوه السورية باستهداف قدرات الجيش العربي السوري لصالح امن إسرائيل وتحقيق مصالح أمريكا ألاستراتجيه ، تخشى قطر وحلفائها نتائج حسم الصراع على الأرض من قبل الجيش العربي السوري وتخشى من التوافق الروسي الأمريكي حول الحل السياسي بشان ألازمه السورية وهي تدفع مع شريكتها تركيا بالصراع على سوريا نحو استمرارية الصراع لان المتآمرون على سوريا يخشون من نجاح الحوار واستقرار ألدوله السورية الأمر الذي يعني سقوط مشروع ملوك الطوائف الذي هدفه إضعاف قدرات ألامه العربية لصالح إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية ضمن استمرارية العمل على الانقسام الفلسطيني وفصل قطاع غزه عن الضفة الغربية وتجسيد الاماره الفلسطينية في قطاع غزه ضمن الرؤيا لحل القضية الفلسطينية في ظل سياسة المقايضة التي ينتهجها النظام العربي بالتنازلات المجانية لإسرائيل ،

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت