القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
وصفت صحيفة "هآرتس" العبرية، وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" بأنه "مفعم بالنوايا الطيبة ومليء بـ"إحساس الرسالة" ويريد إحلال السلام في الشرق الأوسط، ورغم نواياه الطيبة يتخذ كيري حاليا صورة الدبلوماسي الساذج الذي يتصرف كفيل في حانوت الفخار".
وأشارت الصحيفة إلى أن كيري سيبدأ حملة مكوكية جديدة هدفها استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، مبينةً أن أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سئل قبل بضعة أيام عن رأيه بمساعي كيري فرد "بابتسامة وغمزة وقال:الكثير من الطاقة توجد لدى هذا الشاب".
وقالت الصحيفة "في الشهرين الأخيرين نجح كيري في إغضاب الطرفين وزيادة الشكوك تجاهه بعد سلسلة من التصريحات والخطوات غير الناجحة، ففي بداية نيسان عقب ختام زيارة في القدس ورام الله أعلن بأنه في غضون بضعة أسابيع سيطلق خطة إستراتيجية لإنقاذ الاقتصاد الفلسطيني، دون تنسيق هذا الإعلان بين الطرفين".
وأضافت "تصريحان آخران لكيري أحدثا استهجانا في القدس، الأول المقارنة الغريبة التي عقدها أثناء زيارة إلى اسطنبول في 9 نيسان بين العملية التفجيرية في بوسطون والسيطرة على الأسطول التركي الذي كان متوجها الى غزة في 2010".
ووفقاً للصحيفة فإن تدخلات كيري في استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني "سلام فياض" من منصبه تسببت باضرار كبيرة وبينت فياض وكأنه "دمية أميركية" فأصر حينها على الاستقالة، ولو لم يتدخل كيري ما كان لفياض أن يستقيل.
وأضافت: "كيري يتصرف وكأنه سيناتور من مساتشوستس، ويعمل لوحده دون أن يستعين بمستشاريه ومنذ أن تسلم منصبه كوزير للخارجية قضى غالبية ساعات عمله في لقاءاته الثنائية والمكالمات الهاتفية مع نتنياهو وعباس ويعتقد أن علاقته الجيدة بين الزعيمين قد تتيح له الفرصة في إحداث اختراق في المسيرة السلمية، وليس واضحاً إلى ماذا استند كيري ليكتسب هذه الثقة والإيمان، لكن مع مرور شهرين على المحادثات لم يبدِ كل من نتنياهو وعباس أي مرونة".
وقال مصدر إسرائيلي مطلع بالاتصالات الجارية، "أن كيري فشل في فهم المناخ السياسي القائم وسلوكه حتى اللحظة يسمح لنتنياهو وعباس بالمناورة والاستخفاف به".
وتختم الصحيفة تقريرها: "في 7 حزيران سيعرض كيري استنتاجاته عن ثلاثة شهور من المحادثات مع الإسرائيليين والفلسطينيين، ويعلن انه إذا توفرت الصيغة لاستئناف المسيرة السلمية، ولسوء حظه، في هذه المرحلة يبدو أن الطرفين لا يبديان حماسة زائدة، أما كيري، الذي يحلم بجائزة نوبل للسلام فلا يمكنه أن يحققها إلا من خلال الصحوة، تأكيد الذات والاستعداد للمواجهة مع الطرفين".