إحتدام الصراع بين الوزارة والمعلمين والطلبة هم الضحية..!!

رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
وقع الطلبة الفلسطينيون في الضفة الغربية، اليوم الأحد، ضحية الصراع الدائر بين وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وإتحاد المعلمين في أعقاب إعلان الأخير عن موعد الإمتحانات النهائية للعام الدراسي الحالي والذي بدأ الطلبة بموجبه اليوم بتقديم أولى هذه الإمتحانات، في وقت ذهبت وزارة التربية والتعليم إلى الإعلان عن أن الموعد الذي حدده المعلمين لاغي.

وفي ظل إحتدام الصراع بين التربية والتعليم وإتحاد المعلمين، أعرب العديد من أهالي وأولياء أمور الطلبة عن خشيتهم من تأثير هذا الخلاف على مستقبل أبنائهم الطلبة في المدراس وضعف الأداء الأكاديمي لهم في ظل المتغيرات المفاجئة التي طرأت على العلاقة التي تربط وزارة التربية والتعليم والإتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين والتي تعتبر علاقة تكاملية في سبيل مصلحة الطلبة في المدارس الحكومية.

ولم تكن الخلافات التي إحتدت مؤخراً بين المعلمين والوزارة بالجديدة ولكنها قديمة في وقت كان الإتحاد العام للمعلمين يطالب إنصاف المعلمين في ظل الظروف المعيشية والإقتصادية الصعبة التي يعاني منها شريحة كبيرة من معلمي القطاع الحكومي.

وفي لقاءات منفصلة مع طالبات وطلبة في المدارس الحكومية، ظهر من خلال أحاديثهم بأنهم قلقون على مستقبلهم من إنعكاس هذا الخلاف بين الوزارة والمعلمين على مستوى تحصيلهم العلمي، في وقت تقدم آلاف الطلبة في المدارس الحكومية اليوم بأول إمتحان ضمن برنامج الإمتحانات النهائية التي حددها إتحاد المعلمين، ولم تعترف به الوزارة.

وقالت هديل الطويل إحدى طالبات مدرسة البيرة الثانوية " نحن كطالبات في هذه المدرسة نشعر بالقلق والخوف الكبير على مستقبلنا العلمي، خاصة وأننا تقدمنا اليوم بأول إمتحان ولا نعرف هل سيتم إعادته لأن الوزارة تقول بأنه ليس لها علاقة بهذا البرنامج الذي تم توزيعه علينا من قبل إدارة المدرسة.

من جانبها قالت المعلمة بيان السلوادي" والتي تعمل كمدرسة" نحن نلتزم بما أعلن عنه الإتحاد العام للمعلمين، كونه الإتحاد الشرعي والذي يمثلنا جميعاً كمعلمين في القطاع الحكومي، وهو المظلة الشرعية لنا، مضيفة " نلقي باللوم وراء كل هذا على وزارة التربية والتعليم التي لم تعمل وتصغي الى مطالبنا بتحسين ظروفنا المعيشية، خاصة في ظل الظروف المالية والإقتصادية الصعبة التي نمر بها كمعلمين وقطاع تعليمي يعاني الأمرين.

وفي العديد من اللقاءات، حمل الطلبة والمعلمين والذين تباينت ردود أفعالهم " بين وزارة التربية والتعليم وإتحاد المعلمين المسؤولية عن تعطيل المسيرة التعليمية ووضع مستقبل الطلبة في المدارس الحكومية أمام موجة الخلاف المتزايد بين الوزارة والمعلمين.

وبدأ المعلمون الفلسطينيون في الضفة الغربية اليوم الأحد بتقديم أول الامتحانات النهائية للطلبة، رغم رفض وزارة التربية والتعليم لذلك وتهديدها لهم بوضعهم" تحت طائلة المسؤولية"، اذا لم يقوموا بتمديد الفصل الدراسي لمدة اسبوع لتعويض الطلبة بدلا من ايام الاضراب التي كانت بداية الفصل الثاني.

وقال بسام نعيم الناطق باسم اتحاد المعلمين" إن اتحاد المعلمين قرر ان يبدأ المعلمون اليوم الامتحانات، وهو ما حصل بالفعل وعاد المعلمون الى منازلهم بعد ان انهوا اول الامتحانات".

واضاف نعيم لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" انه بذلك يكون اتحاد المعلمين قد نفذ ما اعلن عنه في وقت سابق، من رفضه لتمديد الفصل الدراسي الثاني، لتعويض الطلبة، بسبب رفض وزارة التربية والتعليم لتنفيذ مطالب المعلمين".

وأكد نعيم" ان الامتحانات بدأت اليوم 19-5 وستنتهي في 5 من تموز المقبل، ولن يسلم المعلمون الشهادات للطلبة، وسيقومون بسلسلة من الفعاليات حتى تحقيق مطالبهم".

ورفض الناطق باسم اتحاد المعلمين" سياسة التهديد التي قامت بها وزارة التربية والتعليم مؤخرا للمعلمين والمدراء، مطالبا الوزارة ان تستجيب للمعلمين، وان تستخدم سياسة الترغيب وليس سياسة الترهيب وهو اسلوب غير لائق في التعامل مع الملعمين والمدراء".

أكد نعيم، انهم لم يبلغوا بموعد المحكمة ولم يستلموا قراراها، وان برنامجهم ما زال كما هو بتقديم الامتحانات.

وكانت محكمة العدل العليا، قررت وقف تنفيذ القرارات المطعون فيها والصادرة عن اتحاد المعلمين بخصوص بدء امتحانات نهاية العام الدراسي، لحين الفصل بنتيجة الدعوى ورفع الجلسة ليوم الأربعاء الموافق 19/6/2013.

ودعت وزارة التربية والتعليم، الاتحاد العام للمعلمين إلى احترام قرارات المحكمة العليا، وأكدت أن الامتحانات ستبدأ بعد غد 21-5-2013 وتنتهي في 10-6-2013، بحيث يتم إجراء اختبارات الفن والرياضة والحاسوب على الترتيب في الأيام 21 و22و23/5/2013.

وأضافت التربية في بيان صدر عنها، أنه حفاظا على المصلحة الوطنية العليا وتنفيذا لقرار محكمة العدل العليا رقم 1172013 الصادر بتاريخ اليوم ‏19‏/05‏/2013، سيجري اعتماد نتائج الامتحان الذي تم تنفيذه اليوم في المدارس التي قامت بإجرائه.

وأضافت التربية في بيانها، أنه سيتم تنفيذ الاختبارات الموحدة بما فيها الشفوية للصفوف المستهدفة وفق البرنامج الصادر عن التربية، ويستمر دوام طلبة الصوف الأساسية الدنيا من الأول حتى الرابع حتى نهاية 10/6/2013، وتكون الفترة من 11-6-2013 إلى 12-6-2013 هي فترة دوام للمعلمين والهيئة الإدارية لإعداد الجداول والشهادات.ويخصص يوم 13-6 لاستلام وتسليم قاعات التوجيهي وتجهيزها.

وأشادت الوزارة بالقرار المؤقت الذي أصدرته محكمة العدل العليا في جلستها المنعقدة بتاريخ 19/5/2013، قضية رقم 117/2013، والذي أكدت فيه المحكمة على وقف قرارات الأمانة العامة لاتحاد المعلمين المخالفة لقانون التربية والتعليم وتدخلها بتحديد مواعيد الامتحانات وحجز نتائج الطلبة وعدم تسليم الشهادات المدرسية ووقف الأنشطة التربوية.

وأكدت الوزارة على مدى جديتها في الحفاظ على هيبة التعليم والمؤسسة التعليمية ومدى التزامها بتحقيق تعليم نوعي يقدم لما يزيد عن 1,2 مليون طالب وطالبة، وتحقيق التربية من اجل المواطنة نحو مجتمع فلسطيني تسوده مفاهيم العدالة والحرية والديمقراطية.

وبينت أن قرارها التوجه للقضاء لحسم الخلاف مع الأمانة العامة لاتحاد المعلمين جاء بعد جهود الوزارة الكبيرة التي بذلتها مع الاتحاد من أجل تعزيز الشراكة على أسس تحمل المسؤولية والحفاظ على العملية التعليمية التعليمية وهيبة المؤسسة التعليمية.

ودعت وزارة التربية الأمانة العامة لاتحاد المعلمين وأمناء سر فروع الاتحاد إلى الاستمرار في تعزيز الشراكة التي تخدم الصالح العام.