واشنطن - وكالة قدس نت للأنباء
أثنى الكاتب ديفيد إجناتيوس في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" على دور وزير الخارجية الأميركي جون كيري -الذي وصفه بـ "الهام"- لاستئناف عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وقال إن أهمية هذا الدور تكمن في التزام كيري السرية وتجنب الحديث عن التفاصيل، فأصبح من الصعب معرفة ما يفعله.
ويوضح ذلك بالقول:"إن وزير الخارجية الأميركي جعل من عملية السلام أولوية شخصية، مخفيا أوراق لعبه خلال سلسلة اجتماعات خاصة مع المسؤولين الإسرائيليين والعرب، مبديا سعيه الجاد نحو إبرام اتفاق بشأن حدود الدولة الفلسطينية، والتفاهم بشأن متطلبات أمن إسرائيل، وهي معايير أساسية من شأنها السماح ببدء مفاوضات جدية."
وأضاف أن كيري يعلم رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وجود التزام أميركي واضح بأن تكون أي دولة فلسطينية قادمة منزوعة السلاح، كي لا تتحول إلى قاعدة لشن هجمات على إسرائيل. كل ذلك جعل مراقبين دبلوماسيين يؤكدون اقترابه من دفع الجانبين للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وتساءل الكاتب:"كيف عالج وزير الخارجية الأميركي هذا التحدي الذي قهر الكثير من أسلافه؟ ويوضح أن كيري وموظفيه لم يناقشوا التكتيكات، بل حددوا نقاطا رئيسة منها تدابير تهدف لبناء الثقة ودفع كلا الجانبين نحو تقديم تنازلات غير معلنة بدلا من إضاعة الوقت في مساومات حول تجميد الاستيطان بشكل رسمي، ومنع الإسرائيليين من بث إعلانات تحريضية حول بناء مستوطنات جديدة، وكذلك إحجام الفلسطينيين عن الذهاب بقضيتهم إلى الأمم المتحدة.
ومع ذلك حذر الكاتب من أن نافذة الفرص التي فتحها كيري ربما تغلق قريبا إذا لم تُعقد مفاوضات حقيقية بحلول هذا الصيف، وما سيتبع ذلك من ذهاب الفلسطينيين مجددا إلى الأمم المتحدة في سبتمبر، واستمرار آلة الاستيطان الإسرائيلية لتعود الأزمة إلى نقطة البداية.
وأشار إلى أن كيري اتخذ بعض الخطوات المبتكرة لتلطيف خيار التفاوض الذي تضررت سمعته جراء عقود من الفشل، وكانت أولى هذه الخطوات تجديد مبادرة السلام العربية التي صادق عليها وزراء خارجية جامعة الدول العربية في شهر أبريل، وشملت تعديلات هامة منها دعوة العرب لإقامة دولة فلسطينية بحدود 1967.
ولفت إلى أن خطوة كيري الثانية كانت خطة مساعدات اقتصادية بقيمة 4 مليارات دولار للضفة الغربية وقطاع غزة، والتي صيغت بمساعدة رجال أعمال إسرائيليين وفلسطينيين يعملون مع اللجنة الرباعية الدولية والتي أجرت نقاشها خلال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي بالأردن الذي عقد الأسبوع الماضي بحضور كيري.
في النهاية نقل إجناتيوس عن مستشار وزير الخارجية الأميركي قوله: "إن كيري يعمل بدأب في هذه القضية ولديه عدة مميزات تساعده في ذلك. وهو يريد أن ينقل إلى الناس في المنطقة كيف أن السلام من شأنه أن يغير مجرى حياتهم، ويوضح أن المقصود من الحزمة الاقتصادية ألا تكون بديلا لاتفاق نهائي كما يخشى الفلسطينيون، بل لتؤكد استحسان إبرام السلام".