أنا لاجئ فلسطيني منذ العام١٩٤٨م وهو عام الهجرة والشتات العام الذي قتلت فيه عصابات اليهود من الهاغانا وعصابات شترن مئات الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين وحرقوا الأخضر واليابس تلك العصابات الصهيونية الدموية التي تأسست علي القتل وسفك الدماء والتدمير وهي غريزة في اليهود منذ العهد القديم فهم مخادعون مراوغون ينقضون العهود والمواثيق هذه العصابات الصهيونية هي نواة الدولة اليهودية التي يحلمون بإقامتها علي أرض فلسطين بعد تقديم لهم الوعود والضمانات ممن لا يملك وهم البريطانيين في وعد بلفور المشئوم حيث كانت فلسطين واقعة تحت الانتداب البريطاني وكان يجب أن تتحرر فلسطين أرضا وشعبا كباقي دول المنطقة العربية وما كان يجب أن تقدم هدية من محتل بريطاني إلي محتل يهودي أتي من شتي بقاع الأرض وأصقاعها ولكن هيهات هيهات أن يدوم ذلك الاحتلال طويلا لأن الظلم والطغيان لا يدوم وما من بلد في العالم وقع تحت الاحتلال وناضل قوات الاحتلال إلا وقد تحرر وفلسطين هي أسطورة النضال والثورة وحتما يجب أن تتحرر
منذ العام ١٩٤٨م ولقد تهجر الملايين من شعب فلسطين إلي شتي بقاع الأرض في داخل أرض الوطن وخارجة في دول الجوار ومازالت مخيمات اللجوء الفلسطينية شاهد علي جرائم الاحتلال حتي يومنا هذا مخيمات موزعة في الضفة الغربية وقطاع غزة وهي داخل فلسطين وآخري في دول الجوار في سوريا ولبنان والأردن وغيرها من الدول تلك المخيمات التي بدأت بخيام تلتهب تحت أشعة الشمس صيفا وتعصفها الرياح والثلوج والبرد شتاء مخيمات وضعتها الأونروا لاحتواء الأزمة الإنسانية التي تسببت بها إسرائيل وهي جريمة بشعة بحق ملايين الفلسطينيين وشيئا فشيء تطورت تلك المخيمات وتحولت من الخيام إلي ما يعرف بالحجارة المغطاة بألواح مصنوعة من القرميد أو ما يعرف (بالأسبست) وهي منازل صغيرة مبنية دون تخطيك عمراني وغير صالحة للحياة لا يوجد فيها مقومات الحياة من مياه وصرف صحي ومنتزهات وبناء جيد يتطابق مع المواصفات والظروف الصحية والبيئية وتلك المخيمات بنيت علي مساحات كبيرة ومكتظة بالسكان وتفتقر إلي الطرقات لدرجة أن سيارة الإسعاف لا تستطيع المرور في تلك الشوارع لنقل المرضي وشعور يصيب الإنسان بالألم والحزن الشديد عندما تنظر إلي جنازة فلسطيني وهي تخرج من مخيمات الشتات ولا تستطيع المرور بالميت من تلك الطرقات حتي بلغ الأمر بأن يمرر الميت من فوق الأزقة والبنيان ولا تتوقف معاناتنا عند هذا الحد فنحن نعيش بالملايين في بلاد عربية استضافتنا كأشقاء عرب وأصبحنا مقيمين في بلادهم بالأمر الواقع الذي طال التخلص منه فكانت تلك الدول العربية تعتقد بأن موضوع هجرة الفلسطينيين هي حالة طارئة سوف تحل قريبا وسوف نعود إلي وطننا فلسطين ولكن تلك الأزمة طالت وبلغت عقدها السادس من الزمن والمؤامرات منذ ذلك الحين وهي تنسج ضد عودتنا والكل يفهم ويعرف كيف كانت الأنظمة العربية الفاسدة حليفة لأميركا وإسرائيل في سبيل حفاظهم علي مكانتهم كرؤساء
الفلسطيني في الداخل والخارج يناضل في سبيل استرداد حقة ووطنه وعودته إلي أرضة التي طرد منها وإلي المنزل الذي كان يعيش فيه وإلي أشجار الزيتون التي كان يستظل بها ويقطف ثمارها ويصنع منها الزيت الذي يضيء به السراج ولكن المؤامرات كثيرة والفلسطيني وحدة هو من يدفع الثمن في الداخل والخارج
الفلسطيني ممنوع من ممارسة كثير من الحرف والوظائف إلا من الحرف الوضيعة التي لا قيمة لها وإن وجد العمل فإنه يكون مضطهد وتسلب حقوقه ولا يوجد قانون يحميه والفلسطينيون في كل يوم يصرخون أمام العالم كلة ووكالة الغوث التي تكفلت بتقديم المساعدات الإنسانية والاجتماعية شيئا فشئيا أصبحت تتنصل من واجباتها ومسئولياتها وأصبحت تقلص من خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين في مختلف القطاعات وأبرزها القطاع الصحي والغذائي فأي حياة هذه التي يحيياها اللاجئ الفلسطيني في مخيمات الشتات ونحن كفلسطينيين مازلنا ننتظر السماح لنا بالعودة في ظل الحديث كثيرا عن مؤامرات تنسج كل يوم من وراءنا مثل إلغاء حق العودة والتوطين في البلاد المقيمين فيها ومؤامرات آخري جديدة أصبحت في العلن وهي تبادل الأرض والاحتلال الإسرائيلي يراوغ ويدعي السلام والاستيطان في تزايد مستمر وجدار الفصل العنصري أبشع جريمة في العصر الحديث يدل علي عنصرية الاحتلال ذلك الجدار الذي سلب الكثير من الأرض الفلسطينية وشتت كثير من العائلات الفلسطينية وسلب ممتلكاتهم ونحن كفلسطينيين مازلنا نتحدث عن السلام وعودة اللاجئين وتحرير الأسري وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف
أيها اللاجئ الفلسطيني في مخيمات الشتات يجب أن تفكر وتتحرك ولا يجب أن تنتظر من المجتمع الدولي أن يقول لك عد إلي وطنك فلسطين لأن العالم ليس لدية ميزان عادل في قضيتنا الفلسطينية لذلك أيها اللاجئ الفلسطيني يجب أن تسير نحو المطارات والمعابر في الدول العربية التي تقيم فيها مثل لبنان وسوريا والأردن أنتم وعائلاتكم صغاراً وكباراً نساء وشيوخاً نحو تلك المطارات والمعابر وتقولون لتلك الدول العربية نحن لاجئون فلسطينيون شكراً لكم علي استضافتكم لنا ونحن فلسطينيون نريد العودة إلي أرضنا ووطننا فلسطين ولا تقبل أيها الفلسطيني بالتنازل عن حق العودة والبقاء في تلك
فلسطينيون نريد العودة إلي أرضنا ووطننا فلسطين ولا تقبل أيها الفلسطيني بالتنازل عن حق العودة والبقاء في تلك الدول ويجب أن تثير قضية العودة بنفسك وبطرق وأساليب مبتكرة وكلها مشروعة ومن حقنا كفلسطينيين أن نمارس كل الضغوطات في سبيل التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف اللهم أرزقنا سجدة لوجهك الكريم في المسجد الأقصى اللهم آمين
بقلم الكاتب الفلسطيني/هاني زهير مصبح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت