نكسة حزيران 67 من اللاءات الثلاث إلى الاستسلام

بقلم: علي ابوحبله


نكسة الرابع من حزيران هزيمة العرب أمام إسرائيل أدت إلى احتلال أراضي لثلاث دول عربيه احتلت إسرائيل خلال حربها في الرابع من حزيران عام 67 الضفة الغربية وقطاع غزه لتستكمل مشروعها باحتلال واغتصاب كامل فلسطين ، احتلت سيناء المصرية وهضبة الجولان ، نكسة الرابع من حزيران 67 لم يستسلم فيها النظام العربي للهزيمة وقبل بالتحدي ورفع شعار استمرار المقاومة والصمود والتحدي للعدوان الإسرائيلي ، أمام واقع الاحتلال الإسرائيلي ورفض الإقرار بالهزيمة رفع " الرئيس الراحل جمال عبد الناصر" ( شعار ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ) ، عقد مؤتمر الخرطوم عقب هزيمة حزيران 67 وخرج المؤتمرين العرب بلاءات ثلاث " لا صلح لا استسلام لا اعتراف بإسرائيل " ، خرجت جماهير ألامه العربية تعلن رفضها للهزيمة ومعلنة الصمود والتحدي والتصدي للعدوان الإسرائيلي ، استمرت حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية واستمرت جهود إعادة بناء الجيش العربي المصري والجيش العربي السوري استعدادا للمواجهة القادمة ، انتقل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إلى جوار ربه قبل أن يتحقق حلمه في إزالة عار الهزيمة ، تغير الكثير من مفهوم الصراع مع إسرائيل مما أرسى مبادئه الرئيس الراحل عبد الناصر ، انقض الرئيس السادات على رموز الناصرية وغير من مفاهيم الصراع مع إسرائيل وقام بانقلاب ابيض على الناصرية ومبادئها ، حرب تشرين 73 غيرت من مفاهيم استراتجيه لوجهة الصراع ليس إلا ، استعادت حرب تشرين 73 الهيبة العربية وبينت أن الجيش الإسرائيلي قابل للهزيمة أعادت حرب تشرين 73 للامه العربية كرامتها وبدلا من استغلالها وفق مفهوم واستراتجيه تقوم على التحرر من الهيمنة الامريكيه الغربية تم تكريس الهيمنة الامريكيه والخضوع للاملاءات الامريكيه الصهيونية ، شكلت حرب تشرين بداية خروج مصر من الصراع مع إسرائيل وأصبحت علامة من علامات الانهيار العربي ، عجز النظام العربي من استغلال الانتصار العربي والموقف العربي على الكيان الإسرائيلي وانحنى في موقفه لمنحنى هو اقرب منه للهزيمة من الانتصار ، الرئيس السادات نحى بال استراتجيه المصرية منحى هو اقرب للهزيمة منه للانتصار ، سارع للقبول بوقف إطلاق النار وقبل بفصل القوات في سيناء مما انعكس قراره وموقفه على القوات السورية التي دخلت إلى عمق الأراضي في طبريا مما اضطرها الموقف المصري للتراجع والقبول بوقف إطلاق النار ، شكلت حرب تشرين 73 علامة فارقه في الصراع مع إسرائيل وذلك بالدخول في مفاوضات سلميه أدت إلى اتفاقية كامب ديفيد وعقد معاهدة صلح مع إسرائيل والاعتراف بها وإقامة علاقات دبلوماسيه مع الكيان الإسرائيلي ، شكلت كامب ديفيد مرحله من مراحل الانهزام العربي أمام المخطط الصهيوني وكانت بمثابة الخنجر في ظهر ألامه العربية ، زيارة السادات للقدس كانت الانقضاض على لاءات الخرطوم سقطت اللاءات الثلاث وتم الاعتراف بإسرائيل وأقيمت العلاقات الديبلوماسيه بين القاهرة وتل أبيب ، موقف السادات أثار حفيظة الدول العربية الراديكالية الرافضة لعملية الاستسلام وعقد معاهدة سلام مع الكيان الإسرائيلي ، عقد مؤتمر بغداد تم قطع العلاقات مع القاهرة وتقرر نقل مقر ألجامعه العربية من القاهرة إلى تونس ، استمرت إسرائيل بعدوانيتها واجتاحت الجنوب اللبناني ووصلت على أبواب العاصمة اللبنانية بيروت وبقيت المقاومة الفلسطينية واللبنانية عنوان العرب والفلسطينيين ومطمح طموحاتهم في استمرار مقاومة المخططات الاسرائيليه التوسعية ، ورغم ترحيل قيادة المقاومة من بيروت إلى تونس بموجب اتفاق أمريكي صهيوني لم يستسلم النظام الراديكالي العربي وبقي في غالبيته مقاوم للمخطط الأمريكي الصهيوني ، استمرت مقاومة الفلسطينيين واللبنانيين الذي اسقطوا اتفاق بشير الجميل مع الإسرائيليين واخرجوا قوات المار ينز من بيروت وبقيت واستمرت المقاومة ، بدأ عهد الاستسلام وتدافع العديد من العالم العربي لفتح المكاتب التجارية والديبلوماسيه مع إسرائيل ، مما اضطر الفلسطينيون بفعل الضغوط الممارسة للتوصل إلى اتفاقية اسلوا ، انفرط عقد الدول الراديكالية العربية وانبطح النظام العربي أمام إسرائيل بعد ضرب العراق ومحاصرته كانت اتفاقية وادي عربه مع الأردن والاعتراف المتبادل وإقامة العلاقات الديبلوماسيه ما بين الأردن وإسرائيل واعترفت اريتريا بإسرائيل وفتحت سفارة لإسرائيل في اريتريا ، تخلى العرب عن لاءات ثلاث اقرها مؤتمر الخرطوم ، قبلوا بالاستسلام والخنوع بالهرولة نحو إسرائيل رغم استمرار احتلالها للأراضي العربية والفلسطينية ، استمرار مقاومة الشعب اللبناني للاحتلال الإسرائيلي مكنته من تحرير جنوب لبنان مما اضطرار قوات الاحتلال الإسرائيلي للانسحاب من لبنان في عام 2000 والإبقاء على مزارع شبعا تحت الاحتلال ، لم يستسلم لبنان للمخططات الاسرائيليه وبقي على مقاومته وصموده في وجه الضغوطات رافضا الإقرار والاعتراف في إسرائيل ، هرول العرب لاستجداء السلام وكانت المبادرة العربية للسلام رفض المحتل الإسرائيلي التعاطي معها أو القبول بها ، أعطى النظام العربي المشروعية للحرب الامريكيه 2003 لاحتلال بغداد واستسلم النظام العربي للمخططات الامريكيه الصهيونية المعدة للمنطقة ، كانت أحداث سبتمبر علامة فارقه من علامات الخنوع والاستسلام للمخطط الأمريكي وانخرط النظام العربي في المؤامرة الامريكيه الصهيونية تحت مسمى محاربة الإرهاب ، اجتاحت القوات الاسرائيليه المحتلة مدن الضفة الغربية وحوصر الرئيس الشهيد ياسر عرفات في ألمقاطعه إلى أن اغتيل مسموما ، كانت حرب تموز على لبنان وانقسم العرب فيما بينهم حول أسباب الحرب ومسبباتها ووصفوا حزب الله بالمغمور كان انتصار المقاومة في لبنان للتصدي للحرب الاسرائيليه علامة فارقه في الصراع مع إسرائيل عرى الصمود للمقاومة النظام العربي تحرك الشارع العربي ضد الانظمه العربية المستسلمة الخانعة للاملاءات الامريكيه ، لم يقف المخطط المرسوم للمنطقة عند الوضع العربي الراهن بل استمر التآمر الأمريكي الصهيوني الهادف إلى تكريس الانقسام الفلسطيني وفصل قطاع غزه عن الضفة الغربية وكان عدوان 2008 على قطاع غزه تبعة عدوان 2012 واستمرت إسرائيل بإجراءاتها التهويديه للقدس والأقصى والاستمرار في سياسة الاستيطان في ظل وضع عربي يشهد تغيرات تحت مسمى ثورات الربيع العربي وتعم فيه الفوضى والحرب والاقتتال من سوريا إلى لبنان إلى اليمن إلى المغرب العربي ووصولا إلى مصر ، تمر الذكرى السادسة والأربعون للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ، والقضية الفلسطينية تمر في اخطر ما مرت به من تآمر يستهدف الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية ، ذكرى النكسة لهذا العام يضعنا أمام وضع عربي قبل بالاستسلام والهزيمة وتخلى عن لاءات الخرطوم وان هذا الوضع يتهدد ألامه العربية جميعها أن لم تبادر للتخلص من قيود اتفاقات كامب ديفيد واتفاقات السلام مع إسرائيل والتي جميعها أوصلت الحال العربي إلى ما هو عليه ، لم يعد بمستطاع النظام العربي من تحقيق أسس السلام العادل ولم يعد بمقدوره من فرض شروط للسلام المنشود وهو حقيقة كما شبهه الأمير القطري بنظام النعاج والانبطاح العربي الذي يقر بالهزيمة والاستسلام والخنوع ، النظام العربي ممثلا في ألجامعه العربية يشرع للناتو بقصف ليبيا والتدخل فيها لتغيير النظام فيها وهو يشجع وينادي للتدخل الغربي في الشأن السوري ويسلح المعارضة السورية لأجل تحقيق الهدف المنشود للمشروع الأمريكي الصهيوني لإسقاط سوريا ، إن ذكرى الرابع من حزيران 67 وبعد مرور 46 عاما للاحتلال الإسرائيلي لما تبقى من فلسطين لم يبقى أمام الفلسطينيين من خيار سوى الاستمرار في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الرافض للإقرار برؤيا الدولتين وبرؤيا إقامة ألدوله الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 وهذا يعود لافتقاد النظام العربي لاستراتجيه تقود لتحرير الأرض العربية والفلسطينية المحتلة وانقضاضه على لاءات الخرطوم وقبوله واستسلامه للانهزام والقبول بالمخططات الامريكيه الصهيونية وانخراطه بالمشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد الذي هدفه تصفية القضية الفلسطينية ، والسؤال هل من صحوة عربيه تعيدنا للاءات الخرطوم الثلاث وتعيد الكرامة العربية والمهابة العربية المفقودة وتوقف التآمر على القضية الفلسطينية ووحدة سوريا وتعيد لمصر العروبة موقفها العربي ولاءاتها الثلاث التي اقرها مؤتمر الخرطوم وخطها واقرها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت