إدارة الرئيس الأمريكي وقد شغلها موضوع سقوط مدينة القصير وريفها بيد قوات الجيش العربي السوري ، الذي تمكن من محاصرة المجموعات المسلحة والانتصار على العقلية الامريكيه الاوروبيه الاسرائيليه بالخطط العسكرية والتكنولوجية التي وضعت في خدمة المسلحين بالقصير من خلال إشراف ضباط كمستشارين من دول عده ساهمت في معركة القصير ، التي راهنت عليها كثيرا وكانت ضمن خياراتها للمساومة عليها وتحسين شروط تفاوضها مع الاتحاد السوفيتي حول جنيف 2 ، فقد الرئيس الأمريكي احد أهم مساوماته التي كان سيساوم عليها الرئيس الروسي بوتن بورقة القصير في اجتماع القمة القادم المقرر بعد أسبوع ، إن انتصارات الجيش العربي السوري قد فاجأت أمريكا وحلفائها الأوروبيين والإقليميين وان أحداث تركيا أفقدت أمريكا احد أوراقها المؤثرة في ألازمه السورية لانشغال اردغان في أزمته الداخلية ، الرئيس الأمريكي في اجتماعات مكثفه مع مجلس الأمن القومي ومع الجهات الفاعلة في الاداره الامريكيه للبحث في موضوع ألازمه السورية وانعكاساتها على السياسة الامريكيه الخارجية وعلى الهيمنة الامريكيه ومصالحها في الشرق الأوسط ، أمريكا تعيد حساباتها وتراجع مواقفها من موضوع المعارضة السورية وهي تعتزم تسليح المعارضة السورية باسلحه ثقيلة حسب بعض التصريحات الصادرة من صقور الديمقراطيين والجمهوريين ، واحد الخيارات الامريكيه ضمن ما تقوم بتدارسه إدارة اوباما وبمشاركة العديد من الدول بالمناورات المشتركة للأسد المتأهب حيث تستعد أمريكا لنصب صواريخ الباتريوت على حدود الأردن مع سوريا ضمن خيارات أمريكا لفرض حظر جوي على بعض الأجواء السورية لتوفير ممر امن للمجموعات المسلحة ولإدخال الاسلحه الثقيلة إلى سوريا ، لكن ذلك يصطدم ربما بممانعة أردنيه ومن تخوف من خطوة كهذه خاصة وان أمريكا ترفض بالمطلق المشاركة الفعلية بالقتال من قبل قواتها ، ومن ضمن الخيارات القيام بغارات في طائرات بدون طيار تستهدف تجمعات الجيش العربي السوري ومقرات القيادة والتحكم ، كل الخيارات مفتوحة أمام الاداره الامريكيه وجميعها تصطدم بردات الفعل من قبل سوريا وحلفائها والتي قد تؤدي لإشعال حرب إقليميه في المنطقة ، من الواضح أن الولايات المتحدة فقدت خياراتها في سوريا وبخاصة خيارها العسكري ، لان زمام المبادرة أصبح بيد الجيش العربي السوري وان معركة القصير وانعكاساتها قد سببت انتكاسه لأمريكا وحلفائها ، وان أية محاولات للتدخل العسكري تصطدم برد عنيف مع قبل حلفاء سوريا قد تؤدي لإشعال الجبهة الشمالية وجبهة الجولان مع إسرائيل ، وقد حذر نتنياهو من أن تزايد نطاق عمليات الاسلحه المتقدمة والفتاكة من سوريا إلى حزب الله قد يغير من ميزان القوى الإقليمي ، مؤكدا أن إسرائيل ستعمل كل ما في وسعها نقل مثل هذه الاسلحه إلى حزب الله معتبرا أن الهدوء على الحدود السورية الاسرائيليه والذي استمر إلى مدى أربعة عقود قد انتهى ، هذا التخوف يتبعه فقدان أمريكا لخيارتها وقد عبر جون كيري عندما قال أن بلاده اتجهت متاخره بخصوص الحل السياسي ، لقد فشلت كل المحاولات الامريكيه وتوابعها الأوروبيون والإقليميون بإسقاط ألدوله السورية وان كل المحاولات العسكرية قد استنفذت وان أية خيارات تتخذها أمريكا باتجاه تزويد المعارضة بالسلاح الثقيل سينعكس بمردود سلبي على المنطقة برمتها ويبقى الخيار الدبلوماسي هو الخيار الوحيد المتبقي والنافذة الامريكيه للخروج من دوامة ألازمه السورية ، إن الخيار الدبلوماسي الوحيد المعروض حاليا مؤتمر جنيف 2 الذي توافق على عقده الأمريكان والروس ، إن الصراع القائم الآن بين الرغبة الامريكيه بعقد مؤتمر جنيف 2 كخيار دبلوماسي يحفظ لأمريكا ماء الوجه وبين محاولات التصعيد لقوى تتمثل في فرنسا وبريطانيا وتركيا وبعض دول الخليج ويعود ذلك لتخوفها من نتائج التوافق الروسي الأمريكي وخروج هذه الدول من معادلة إعادة التوازن الدولي وإعادة تقسيم مناطق النفوذ وفق العالم المستجد نتيجة ألازمه السورية ، وما يحرج أمريكا ويفقدها حتى للخيار السياسي والدبلوماسي مواقف حلفائها الأوروبيين والإقليميين ضمن السعي لمحاولات إفشال مؤتمر جنيف 2 ، إن الخيار المجدي الوحيد لحل ألازمه السورية ليس الخيار الدبلوماسي الدولي بل الخيار السوري الوطني ، خاصة وان كل السياسات قد فشلت وان خيارات التدخل العسكري الخارجي هي الأخرى أصبحت غير ممكنه رغم كل المحاولات التي يحاول البعض لاستدرار هذا التدخل وان التخوف من التدخل الخارجي الثمن الذي ستدفعه الدول التي تقبل بالتدخل في الشأن السوري وانعكاس الخسارة التي ستمنى بها وارتداها عليها من قبل شعبها ، إن أمريكا تدرك أن التحالف الروسي الصيني بالدعم للموقف السوري يحول دون اتخاذ أي قرار من قبل مجلس الأمن للتدخل في سوريا ، كما أن الدعم الروسي للدفاعات السورية يحول دون التجرؤ للتدخل الأجنبي خارج إطار الأمم المتحدة ، صحيح أن الولايات المتحدة وعلى لسان الرئيس الأمريكي أعلنت عن امتلاكها لسلسلة خيارات في سوريا وأنها تحتفظ بكل الخيارات على الطاولة لكن أمريكا وعلى لسان الرئيس اوباما استبعدت أي عمل أمريكي من جانب واحد تقوم به الولايات المتحدة بنفسها لان ألازمه السورية هي مشكله دوليه تتطلب شرط موافقة مجلس الأمن للتدخل وهي صعبة المنال في ظل الموقف الروسي ، إن أمريكا تحاول التعلل بالسلاح الكيماوي وتعتبره خطرا على امن أمريكا على المدى الطويل وخطر على امن حلفائها وبالأخص إسرائيل وقد حذر جون كيري من ارتكاب أي خطأ في استعمال هذا السلاح مفسرا أن الرئيس الأمريكي اعتبره خط احمر حقيقي ، ومع أن الاداره الامريكيه تقوم بالتهديد والوعيد تماشيا مع التقارير الاسرائيليه والفرنسية المتكررة عن استعمال سوريا للسلاح الكيماوي إلا أنها تفتقد جميعها لأدله مقنعه وكافية لتصديقها ، من الواضح أن أمريكا قد فقدت خياراتها في سوريا وخاصة خيارها العسكري لان ما يقارب 68 % من الأمريكان يعارضون الخيار العسكري ،حسب استطلاع معهد غالوب في التاسع والعشرين من الشهر الماضي ، إن انتصار الجيش العربي السوري في معركة القصير واتجاهه نحو الحسم العسكري أصبح الخيار بالنسبة لللاداره الامريكيه صعب وسئ وهذا ما عبر عنه مايكل جيرسون في الواشنطن بوست في الثالث من الشهر الحالي ، وان تصريح جون ماكين بالقول أن أي تدخل عسكري خارجي في سوريا مصيره الفشل بعد أن تيقن بنفسه وتسلل لداخل الأراضي السورية عبر الحدود مع تركيا واطلع على ارض الواقع ، هناك البعض يراهن على فشل جنيف 2 أو العمل لإفشال جنيف 2 لا يجاد ذرائع للتدخل الأمريكي في سوريا وهذا يبقى من باب التمني علما أن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل والسابق روبرت جيتس يعارضون التدخل المباشر بالازمه السورية وإرسال قوات إلى هناك ، إن الحل السياسي كما قال وزير الخارجية الأمريكي قد اتجهت إليه أمريكا متأخر ، وأمام مأزق ما تعاني منه الاداره الامريكيه هو تأجيل زيارة جون كيري للمنطقة لأجل دراسة الخيارات المحتملة والتي جميعها ستفشل على صخرة الصمود السوري وعلى تصميم الجيش العربي السوري للتصدي للمؤامرة الامريكيه الصهيونية والانتصار عليها ويبقى الخيار الأوحد والأفضل ضمن كل الخيارات الخيار الوطني السوري الذي يحفظ لسوريا وحدتها واستقلالها وكلمتها وقدرتها على التغيير لموازين القوى الدولية والاقليميه والتي ستنعكس على مسار المحاولات الامريكيه لعودة المفاوضات الاسرائيليه الفلسطينية بالشروط الاسرائيليه والضغط الأمريكي على الفلسطينيين وهذا ما يرفضه الفلسطينيون
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت