إمام الموهوبين

بقلم: يحيى الزميلي


في خضم الزخم الإعلامي اللامحدود بين مؤيد ومعارض للفنان الفلسطيني الناشئ محمد عساف نجم البرنامج التلفزيوني محبوب العرب إلا انه تبقى هناك نقطة لم يتحدث عنها الكثير .. فكما جرت العادة لكل إنسان أو موهبة أو شيخ إو إمام أو متمرس أو قارئ هناك معارض وهناك مؤيد .. لا يعني ذلك ان هذه الموهبة او الانسان أو إلخ يقبل القسمة على اثنين .. بل لربما تأييد البعض ومعارضة البعض لأي أحد على وجه البسيطة يصنع توازنا معقولا لحياته على كل الأصعدة فكل من خطا نحو النجاح من البشر كان له من يؤيده ويشد على يديه .. وكان له من يعارضه ويتمنى له الفشل لا لشئ إنما هي سنة الله في الأرض ..
لا أريد الخوض في تفاصيل العلاقة بين محمد عساف والقضية الفلسطينة من نواحي عديدة فنية كانت أو دينية أو فصائلية أو تنظيمية حتى لكن هناك أمور غابت عن عقول وعيون البعض .. ولربما البعض شمل الكل في بعض المحطات التي مر بها الفن الفلسطيني الملتزم والغير ملتزم بما يملي عليه التاريخ الفلسطيني .. لا ننسى ان تاريخنا حافل ببعض المميزين في جميع المجالات وعلى كل الأصعدة ولنعتبر أن هذا هو الهدف ..
في إطار التعبئة الفكرية لطبيعة الأشخاص على الأرض الكل يحاول إثبات صحة نظرياته إما بالمنطق أو بالعقل أو بالحوار أو بللا وعي .. ولكن على صعيد بعض أئمة الفكر هناك منطلقات مهمة يجب التركيز عليها لا لشئ إنما لكي نلمس الجانب الإيجابي من القضية

إن عساف بالرغم من صغر سنه وموقعه الجغرافي المعدوم إقليميا ومحليا ودوليا حاول إبراز شئ مهم لم يتطرق إليه بعض المتحاكين في قضية فنه ورصانة صوته وعذوبة ألحانه ..

هو إمام الموهوبين والبوابة التي قالت للعالم أن قطاع غزة ليس خارج التغطية وأن الإنسان الفلسطيني كلما صقل من براثن الإحتلال ودواعي الفقر والحاجة ظهرت منه الموهبة التي تحترم والشخصية التي تقدر وفتح الباب على مصرعيه إلى جميع المواهب في شتى المجالات إثبات نفسها محليا وإقليميا ودوليا .. ليس لشيء لكن لأننا شعب الجبارين الذي لا يقهر وفي أصعب الأحوال يخرج منا المسك والطيب والعنبر والأشياء متناهية الصغر والكبر في الإبداع

إن وجود عساف بين مشجعيه ومناصريه في جميع الدول العربية منها والغربية قال للعالم أننا موجودون نغني ونقاوم بالحجر والمقلاع والصاروخ والصوت والصورة والفن

لربما حكمت عليه ظروف البرنامج أحيانا أن يخرج عن نطاق النص ويغني للعشاق والمترفين من البشر لكنه بالنهاية الصوت الذي جعل من غزة حكاية يسمعها القاصي والداني ..

آن لنا جميعا ان نعرف كما كتب الكتاب عن غزة وكما حاك السياسيون غزة في سطور من ذهب إلى العالم وجمع لها المفكرون أدوات فك الحصار قام هذا الشاب الناشئ بإبراز قضيتنا بالطريقة التي يتقنها ويتعلمها ..

ليس على عساف اللوم بأنه محكوم ببرنامج غنائي له قوانين خاصة به لكنه تخطى كل ذلك وغنى لغزة وغنى لفلسطين وغنى للثورة إيمانا منه بأنه صاحب رسالة فنية

كل التوفيق لإمام الموهوبين وكل التوفيق لكل موهوب في أي مجال ومعا وسويا لكي ننقل غزة على فضائيات العالم بالطريقة التي يراها مناسبة

فكما المقاومة زرعت اسم غزة في قلوب عشاق المقاومة يجب علينا جميعا كل بما يمتلكه أن يزرع هذا الإسم السامي في قلوب الجميع

الكاتب يحيى الزميلي 22.6.2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت