الفلسطينيون بين سـبتمبر كيري ــ نتنياهـو ... وسبتمبر أوبامـا ــ بوتين

بقلم: حسني المشهور


 السيد جون كيري في الطريق إلينـا ... والسيد نتنياهو وحكومته كان حريصاً على توجيه الصفعة له قبل أن تطـأ قدمـاه أرضنا المغتصبة بالموافقة على بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية الخانقة للقدس على أرض جبل أبوغنيم ... وهي صفعة يحرص قادة الكيان الصهيوني ( من اليمين المتطرف جداً وحتى اليسار الساتر لليمين المتطرف ) على توجيهها لكل مسؤول أمريكي يأتي إلى فلسطين متلبساً رداء البحـث عن السـلام منذ أن بدأت عملية البحث عن هذا السلام ؛ خصوصاً في الأزمان المفصلية على عتبات المواقف المفصلية للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين ... هكذا فعلوا ويفعلون منذ قتلوا اسحق رابين . السيد جون كيري في طريقه إلينـا ؛ ورئيسه السيد باراك أوباما في طريقه إلى افريقيا وما بعد إفريقيا ؛ وكلاهما يبحث عمـا تبقى أو سيبقى لهمـا ويريدان التأكد أنه سيبقى لهما قبل لقـاء سبتمبر ( أيلول ) بين باراك أوباما وفلاديمير بوتين الروسي ، وما سيليه من لقاء بين باراك أوباما و تشي جي بنج الصيني عشية الإعلان الرسمي لولادة العالم الجديد بقواه واقطابه المتعددة !!!.
 سيصل إلينا السيدجون كيري وفي فمـه مـاء ... مـاء ملياراته الأربعة المغشوشة بالدولة ذات الحدود المؤقتة ، وبرمـاد الحريق العربي الذي سـموه ربيعاً لاستنبات زرع مغشوش قبل سبتمبر ( أيلول ) القادم لأوبامـا وبوتين ، وليس بمـاء سبتمبر ( أيلول ) بلاد الشام ... هذه البلاد التي فرضت على بلاده وعليه درجة من عدم اليقين تجعلهم لا يعرفون ولا يعرف السيدجون كيري حتى اليوم أين سترعد غيومه وتبرق ، ولا على أي جزء من بلاد الشام ستسقط أمطاره بالضبط والتي يتمنى كيري بولائه المعروف ويتمنى قادة الكيان الصهيوني أن تسقط على أي مكان في هذه الدنيا إلا على الأرض الفلسطينية حيث ستنهض الدولة كاملة السيادة وبوابة الطريق للدولة الأكبر كما وُعـِدنا بهـا في بيان الانطلاقة 1965 ... وبأمطاره سيبدأ الربيع الحقيقي لنا وللعرب !!!.
 سيصل إلينا السيدجون كيري ونحن لا ندري ولا هو يدري كم تبخر من ملياراته الأربعة المغشوشة بسموم دولة الحدود المؤقتة منذ الإعلان عنها ؛ وكم سيتبخر منها بفعل الحرارة اللاهبة لصيف الأغوار وغزة في أشهر تموز وآب ( يوليو وأغسطس ) ، السيدجون كيري ليس قادماً لا بتفاصيل مبادرته ولا من أجلهـا ... هو قـادم لشيء آخر تماماً ... هو قادم في محاولة للتحقق من مسار الأمور عشية لقاء سبتمبر لأوباما وبوتين ؛ ومسارها في اليوم التالي للمؤتمر الصحفي الأول بعد اللقاء ... هو قادم في محاولة أمريكية جـادة ؛ ومحاولة صهيونية مستميتة لإبعـاد فلسطين عن جدول الأعمـال لهـذا اللقـاء لا أكثر ولا أقل ... هذا إذا لم يكن معه مصيبة أخرى لتحميلنا أسباب فشله !!!
 ومن باب كلمات الترحيب بالسيد جون كيري نقول : إن أهلنا في بلاد الشام لم يعتادوا من سبتمبر ( أيلول ) أن يغدر بهم ، ولا تغدر بهم أمطاره ... فهو الشهر الذي في أوله يبدأ الجمـع والتخزين لمونة الشتاء من مساطيح التين والعنب والبندورة والبامية والبرغل ... وهو الشهر الذي تهطل الأمطار في منتصفه لتصليب الزيت في الزيتون ... هو شهر أوله زاد الصمـود ومنتصفه زاد الوعـد بالبركة !!!.
 ومن باب كلمات الترحيب بالسيد جون كيري نقول : إن أهلنا في بلاد الشام وفي فلسطين تحديداً يعرفون أن لقـاءات سبتمبر ( أيلول ) بين باراك أوباما وفلاديمير بوتين الروسي ، وما سيليه من لقاء بين باراك أوباما و تشي جي بنج الصيني هـي لقاءات لإعلان الولادة الشرعية والرسمية للعالم المتعدد القوى والأقطاب ؛ ويعرفـون أن إنجازاتهم على مدار ثلاثة أرباع القرن الماضي لم تتحق إلا في ظـل هذا التعدد للقوى والأقطاب ؛ ولم يخسروا كما خسروا في غيابها ، ويعرفون أيضاً أنك قـادم وأنت مفخخ بألغام تريدها أن تنفجر في وجوهنا لتبرئة الكيان الصهيوني من جرائمه وغطرسته ، ولكن ما هو اهم أنهم واثقون بأن سبتمبر ( أيلول ) زاد الصمود ووعـد البركة لن يخذلهم ... وأن هذا السبتمبر ( أيلول ) لن يخذل إلا من يريدون تغييب فلسطين وتقزيم قضية شعبها ؛ ولن يخذل إلا من زوروا أفعال حريقهم لبلادنا العربية فسموها ربيعاً !!!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت