فصائل فلسطينية تعتبر ما حدث بمصر درسا للجميع وحماس والجهاد تلتزما الصمت

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
اعتبرت الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير، ان ما حدث في مصر سيؤثر على الوضع العام بالمنطقة وخصوصاً القضية الفلسطينية لارتباطها بالمشهد المصري تاريخياً، مؤكدة بان الدرس المستفاد من التجربة المصرية "انه لا يمكن التفرد بالسلطة من أي جهة كانت، وان الديمقراطية والتعددية وقبول الأخر هي الضمان الوحيد لاستقرار الدولة وارضاء الشعوب "، بينما أمتعنت كلا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي من إبداء موقفها مما يجري والتزمت "الصمت" .

" وكالة قدس نت للأنباء " أجرت العديد من الاتصالات الهاتفية لاستطلاع مواقف الفصائل الفلسطينية حول ما جري بمصر وانعكاساته على الأوضاع الفلسطينية وسط امتناع حركتي حماس والجهاد على التعليق.

يحي رباح القيادي في حركة فتح ، قال إن" أمر طبيعي وتاريخي ان ينعكس ما يجري في مصر على المنطقة بشكل عام وعلى الوضع الدولي ويؤثر على الجيران الآخرين الملاصقين للأراضي المصرية، وخاصة على الفلسطينيين لا سيما أن الأمن القومي لنا ولمصر مشترك وواحد" .

وقال إن" الدروس المستفادة فلسطينياً مما يحدث بمصر والتي يجب ان نتعلمها بأن ضرورات الدولة تفرض نفسها وتكون الغلبة لها على المشاريع الأيدلوجية مهما كانت، وان الدولة المصرية عندما رأت ان الأمن القومي في خطر قامت ورفضت حكم الإخوان المسلمين".

فيما قال كايد الغول القيادي في الجبهة الشعبية، "مما لاشك فيه يجب على الفلسطينيين ان يستخلصوا الدروس من التجربة المصرية ، وأهمها انه لا يستطيع احد ان ينفرد في السلطة خاصة ونحن في مرحلة تحرر وطني ".

وأضاف انه يجب إعلاء المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الحزبية الضيقة، وتعزيز الديمقراطية كنظام للحياة وتحقيق الاستقرار، وأن الأغلبية التي يمكن تحقيقها عبر صناديق الاقتراع هي أغلبية ليست ثابتة .

وطالب الغول أن تحترم إرادة الشعب وصونها والمتمثلة في إنهاء الانقسام، واستحضار المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني والعمل للوصول لقواسم مشتركة ، وإعادة بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية بما يخدم القضية الوطنية ، قائلاً "نأمل بأن تراجع جميع الفصائل والأحزاب الفلسطينية الفترة السابقة ".

من ناحيته اعتبر صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، أن الثورة المصرية نجت بأن تصحح مسارها من جديد، مؤكدا ان ما حدث سيكون لهُ انعكاسات إيجابية على الوضع الفلسطيني .

وأوضح ان الشرعية الحقيقية تأتي من الشعب الذي ينزل إلي الميادين، ولا يمكن ان تنجح اى دكتاتورية دينية كانت أو طائفية أو تحت اى مسمي آخر.

وقال زيدان" عندما يغيب الإصلاح تقع الثورات، وما يحدث داخل مصر سيستفيد منه الشعب الفلسطيني ولا بد من إنهاء الانقسام وتوحيد الشعب الفلسطيني ".

فيما قال بسام الصالحي امين عام حزب الشعب" ان التجربة المصرية تؤكد ان الشراكة الوطنية والتعددية الى جانب الانتخابات هي المكون الأساسي للديمقراطية، وان اي مسعى للحكم المنفرد لشخص او حزب او جماعة لا يستقيم مع الديمقراطية".

وطالب"بإنهاء الانقسام لما له من تداعيات سلبية على القضية الفلسطينية، من خلال تشكيل مجلس تاسيسي مؤقت للدولة الفلسطينية من اعضاء المجلسين المركزي لمنظمة التحرير والتشريعي يمهد لاجراء انتخابات وفقا للالتزام الواضح بقواعد واسس احترام القانون الاساسي المؤقت، واعلان الاستقلال بما تضمنه من اسس واضحة لبناء دولة فلسطينية ديموقراطية تعددية".

وأوضح الصالحي"أن العنصر الحاسم في التجربة المصرية كان ولا يزال الحراك الشعبي الباهر لجماهير الشعب المصري"، مضيفا"أن هذه التطورات توفر اساسا قويا لاستئناف التوجه الفلسطيني للمؤسسات الدولية، وعدم التعويل على الادارة الأمريكية ومناوراتها المنحازة للاحتلال، وهي بلا شك تؤسس لبناء تحالف ضروري مع قوى الشعب المصري ذات الارادة الشعبية المتدفقة فكل التحية للشعب المصري وجيشه .

فيما هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، الرئيس المؤقت عدلي منصور بتولي قيادة جمهورية مصر العربية مشيدا بدور الجيش في الحفاظ على سلامة واستقرر وامن الدولة المصرية .

وقال أبو مازن في برقية "يطيب لي باسم الشعب الفلسطيني وقيادته وبالأصالة عن نفسي، أن أهنئكم بتولي قيادة جمهورية مصر العربية في هذه المرحلة الانتقالية من تاريخها، وندعو الله أن يعينكم على تولي هذه المسؤولية الصعبة في هذه الفترة الدقيقة، لتحقيق آمال الشعب المصري الشقيق في الحرية والكرامة والاستقرار".

واعتبر الرئيس الفلسطيني ان الدور الذي قامت به القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، في الحفاظ على أمن مصر ومنع انزلاقها إلى مصير مجهول، مثمنا الدور الذي قام به الشعب المصري بفئاته المختلفة التي هبت لإنقاذ مصر وإقرار خريطة طريق لمستقبلها في هذه اللحظات الحاسمة.

وأكد "وقوف الشعب الفلسطيني إلى جانب الشعب المصري الذي احتضن القضية الفلسطينية، وضحى من أجلها وحنا على شعبها في مختلف مراحل نضاله، وإننا نقف إجلالا وإكبارا لهذا الشعب المصري العظيم بجميع أطيافه لنؤازره وندعمه". وتابع قائلا: "حفظ الله مصر واستقرارها وأمنها، لتواصل دورها كرائدة للأمة العربية، فقوتها ونجاحها هما دعم وقوة لفلسطين والأمة العربية".

والتزمت قيادة حركتي حماس والجهاد الاسلامي في قطاع غزة الصمت تجاه الأحداث في مصر، برفض التعقيب على عزل القوات المسلّحة المصرية للرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، بعد احتجاجات شعبية عارمة.

واكتفت قيادات من الحركتين عبر اتصالات هاتفية اجرتها "وكالة قدس نت للأنباء" بالقول "نتمني أن يسود مصر الأمن والاستقرار، وأن ينعم الله على أهلها بالسلامة والخير".

يذكر ان القوات المسلحة المصرية أعلنت مساء الاربعاء عن تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا شؤون البلاد مؤقتا، وقالت إن قراراتها أتت استجابة لمطالب الشعب. لكن مرسي دعا إلى عدم الاستجابة إلى ما وصفه بـ"الانقلاب العسكري" والحفاظ على سلمية الأداء وتجنب التورّط في دماء أبناء الوطن.