بعد حدوث تغيير جذري في مصر فقد انتقلت العدوى الى تونس حيث بادر شبان الى اطلاق حركة " تمرد " تونسية وجمعوا تواقيع لنحو 300 الف شخص على أمل ان يتم التوصل الى جمع تواقيع مليوني شخص في المستقبل القريب .والأسباب التي حركت الشباب في مصر هي نفسها التي تحركهم الأن في تونس حيث تخضع هذه البلاد لحكم حركة " النهضة " ، وهي الأسم المستعار لحركة " الأخوان المسلمين " والتي لم تستطع حتى الأن من ايجاد حلول للأزمات الإقتصادية والإجتماعية التي تعاني منها تونس والتي من اجلها ثارت على نظام الرئيس زين العابدين بن علي .يضاف الى ذلك فإن قوى المعارضة تتلمس ان حركة " النهضة " تتعمد اطالة عمر المرحلة الإنتقالية خوفاً من تخسر السلطة متخلية بذلك عما تعهدت به بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي .ولهذا نجحت قوى المعارضة ولأول مرة منذ اغتيال الزعيم اليساري شكري بلعيد، في تنظيم لقاء واسع جمع غالبية مكوناتها من أحزاب وجمعيات ومنظمات مهنية. وقد تم الاتفاق على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية في أقرب وقت على الّا يتجاوز ذلك 23 /10/2013 .اما حركة "تمرد " التي تقدم نفسها على انها مستقلة فقد اكدت انها جمعت تواقيع على بيانها وصلت إلى حوالى 300 ألف شخص ، في حين تعمل على الوصول إلى مليوني توقيع حتى تتمكن من رفع دعوى قضائية لدى المحكمة الإدارية لحل المجلس الوطني التأسيسي (أعلى سلطة في البلاد)، وبالتالي حل كل السلطات المنبثقة عنه، وهي الحكومة ورئاسة الجمهورية.وفي هذا السياق يقول النائب في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) عن حزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد" المنجي الرحوي أن "الأسباب التي اشعلت ثورة "30 يونيو" في مصر، موجودة في تونس" موضحاً أن "هناك قطاعات واسعة من الشباب التونسي تشعر بأنه تمت سرقة الثورة من يدها" .ويعدد الأسباب بقوله ان "نسبة الفقر زادت مع الحكومة الحالية، وحتى الشرائح المتوسطة تراجعت، وأصبحت تعاني صعوبات معيشية حقيقية"، وأضاف أن "الحريات تراجعت بدورها مع حكم حركة النهضة وزاد التضييق عليها"، وشبَّه "رابطات حماية الثورة" بما وصفها "ميليشيات" جماعة "الإخوان المسلمين" معتبراً أن "هذا ما يجعل إمكانية تكرار السيناريو المصري واردة بشدة". ومن جهته، يشرح عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين "زياد الهاني" بأن تحالف "الجبهة الشعبية" المعارض "على استعداد تام للانخراط في كل المبادرات والتحركات الشبابية الشعبية ذات الطابع السلمي بشرط مناهضتها لمسار الالتفاف على الثورة التونسية" .ورغم اتساع حجم الأعتراض الشعبي على الوضع القائم إلا ان هناك ثلاثة موانع تحول دون تحقيق ثورة جديدة في تونس حتى الأن وهي :1– التخوف من فلتان الأوضاع الأمنية ودخول جهات غريبة على الخط خاصة وأن تونس محاددة لليبيا التي تتنازعها الميليشيات والقبائل وغابات الأسلحة المنتشرة في كل مكان والتي من الممكن لها عبور الحدود بسهولة .2 – حلول شهر رمضان وما له من معاني ايمانية تستوجب على التونسيين التفرغ لها .3 – غياب أي دور للقوات المسلحة التي كانت دائماً بعيدة عن أي حراك سياسي على خلاف مصر حيث حسم الجيش هناك الأوضاع في الثورة على نظام الرئيس حسني مبارك وفي الثورة اليوم على الرئيس محمد مرسي
د. صالح بكر الطيار
رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي
باريس
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت