نتنياهو........... يفشل مهمة جون كيري الذي ينهي جولته المكوكية السادسة

بقلم: علي ابوحبله


تمكنت القيادة الفلسطينية من تجاوز الضغوط والتهديدات التي مورست عليها لحثها للقبول بالعرض الأمريكي والعودة إلى طاولة المفاوضات بالشروط الاسرائيليه ، القيادة الفلسطينية وهي تعي خطورة الموقف الإسرائيلي وممارسات إسرائيل على الأرض وان ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي من أعمال تستهدف الأرض الفلسطينية والوجود الفلسطيني مما يجعلها في حل من القبول بأية عروض لا تتوافق مع المطالب الفلسطينية التي تتطلب تحديد مرجعية للسلام تحدد بسقف زمني بدون مراوغه أو تهرب من أية استحقاقات وذلك بعد أن خبرت القيادة الفلسطينية لكافة الألاعيب الاسرائيليه وتهرب الاداره الامريكيه من مواقفها التي سبق وان التزمت فيها لإقامة ألدوله الفلسطينية ، لا يمكن للقيادة الفلسطينية القبول بأية عروض لا تضمن صراحة وقف الاستيطان ووقف الإجراءات التي تقوم بها حكومة الاحتلال في القدس مع ضمانات لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ، إن أية عودة للمفاوضات دون قبول إسرائيل واعترافها بإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بحدود مقر ومعترف بها كما عرفتها الأمم المتحدة باعترافها في دولة فلسطين بصفة مراقب حيث حددت حدود الرابع من حزيران حدود ألدوله الفلسطينية المعترف بها دوليا تحت الاحتلال الإسرائيلي ، إن الفلسطينيون لا يعلقون على أوهام الأمريكيين إذ لا أوهام حقيقية لدى الفلسطينيين إزاء قدرة الأمريكيين في هذه المرحلة على حمل الاسرائليين للتوقف على الاستيطان والإفراج عن الأسرى المعتقلين قبل اسلوا ، إن المسئولين الأمريكيين تركوا انطباعات ايجابيه بجولات كيري المكوكية وابدوا من خلال تصريحاتهم أن هناك عوامل ايجابيه وتشجيع من قبل الفر قاء لمتابعة كيري لمهمته ظنا من الاداره الاميريكيه أن بإمكانها تحقيق انجاز أو اختراق في السياسة الخارجية يخرجها من مأزقها السياسي الذي أصبحت تعاني منه بفعل ألازمه السورية وبفعل انعكاس الأحداث في مصر على مجمل السياسة الخارجية الامريكيه ، بعض المصادر الامريكيه تخشى أن يكون التحرك الأمريكي تحركا ضائعا في وقت ضائع ويعبر عن ارتباك السياسة الخارجية الامريكيه للاداره الامريكيه أكثر منه عن وجود خطه واضحة في هذا الشأن وهذا حقيقة ما كشفه الموقف الإسرائيلي الذي سرعان ما أعلن عن عدم التزامه بالاعتراف بحدود الرابع من حزيران كحدود للدولة الفلسطينية وأعلن عن الاستمرار عن البناء الاستيطاني ، قبل أن تعقد القيادة الفلسطينية لاجتماعها لبحث ما عرضه جون كيري على الرئيس محمود عباس في اجتماعهما في عمان ، مما شكل انتكاسه حقيقية لمهمة وزير الخارجية الأمريكي في جولته السادسة وشكل انتكاسة لحلفاء أمريكا الذين مارسوا ضغوطا على الفلسطينيين للقبول بالعرض الأمريكي ، إن كيري الذي جعل من عنوان جولته الموضوع الفلسطيني ، لكن في حقيقة الأمر أن الموضوعين السوري والمصري كان محور اهتمامه في المحادثات التي جرت بين وفد لجنة السلام العربية بحضور الأمين العام للجامعة العربية ، إن محاولات تسليط الضوء على القضية الفلسطينية في ظل ما يشهده العالم العربي من تطورات هو بهدف استغلال الوضعية العربية لممارسة الضغوطات على الفلسطينيين بهدف الإذعان والقبول بالشروط الاسرائيليه وان أمريكا تظن أن بإمكانها أن تمارس هذا الدور على الفلسطينيين ، إلا أن مقومات النجاح للمسعى الأمريكي يكاد يكون منعدما مع استمرار الموقف الإسرائيلي على حاله دون تغيير ، لان الفلسطينيون وان تأثروا بمجريات الأحداث في سوريا ومصر وافتقدوا التأييد والدعم لقضيتهم بفعل هذه الإحداث إلا أن الاراده الفلسطينية تبقى سيدة الموقف باتخاذ القرار الذي يتوافق مع صالح القضية الفلسطينية التي تضمن الحقوق الوطنية الفلسطينية والحفاظ على الثوابت الوطنية ، هناك ارتباك أمريكي في موضوع الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في مصر وبحسب المصادر الديبلوماسيه فان السياسة الخارجية الامريكيه ليست في أفضل أحوالها في المنطقة وهي في سبيل إعادة الاعتبار للهيبة الامريكيه ، قررت الخارجية الامريكيه استخدام نفوذها لدى الفلسطينيون لكنها اصطدمت برفض الإسرائيليين للتجاوب مع المطلب الأمريكي الهادف إلى عودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات ضمن الجهد الشخصي الذي يبذله وزير الخارجية الأمريكي لملئ الفراغ الذي تعاني منه السياسة الامريكيه بفعل ما خلفته وزير الخارجية الامريكيه السابقة هيلاري كلينتون بفعل سياستها الخاطئة في معالجتها ومقاربتها للقضايا الاقليميه والدولية والتي أوصلت السياسة الامريكيه لما هي عليه ، إن أمريكا تشعر بعجز في إحداث تقارب دولي حول ألازمه السورية بالرغم من الجهد الذي يبذله كيري مع نظيره الروسي فلاديمير لافروف ومع الرئيس فلاديمير بوتن وان الطريق أمام جنيف 2 يكاد يكون صعبا وان التوقعات بشان عقده غير مشجعه لأمريكا لان التغيرات على الأرض ليست في صالح أمريكا وحلفائها وان انجازات الجيش العربي السوري وإخفاق المعارضة السورية واختلافها فيما بينها انعكس سلبا على أمريكا في المنطقة كما أن التغيير في مصر أربك الاداره الامريكيه في كيفية التعامل مع هذا التغيير ومع نتائجه دون وضوح صورة ما يجري في مصر وهذا ينعكس على مجمل السياسة الامريكيه ويؤثر على ما تبذله في الملف الفلسطيني نظرا لترابط الملفات بعضها ببعض ، فشلت محاولات الجهود الامريكيه لتامين انعقاد لقاء يجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس محمود عباس وان كانت تراهن على عقد هذا اللقاء ليكون مقدمة نجاح للسياسة الخارجية الامريكيه وخروج من مأزق ما يعاني منه نتنياهو لأجل تخفيف الضغوط على نتنياهو في موضوع المستوطنات وضمن محاولات تجميل صورة رئيس الحكومة الاسرائيليه على انه يريد السلام مما يعطيه موقف سياسي وهذا الأمر لا ينعكس إيجابا على الرئيس محمود عباس الذي يعي دقة ظروف المرحلة ويعي أن عدم تحصيل منجزات حقيقية من أي لقاء هو في نتيجته لا يخدم المصلحة الفلسطينية ولا الأهداف الفلسطينية ولا جدوى من هذا اللقاء أو أي لقاء ، إن كل المحاولات التي بذلتها أمريكا للضغط على الفلسطينيين للقبول على العودة لطاولة المفاوضات دون شروط مسبقة يبدوا أنها لغاية الآن قد فشلت وان الضغوط العربية هي الأخرى فشلت في تحقيق المسعى الأمريكي ، ومع هذا الموقف الذي يحسب للرئيس الفلسطيني محمود عباس بقدرته على تجاوز الضغوط الممارسة عليه وقدرته في كشف الأساليب الاسرائليه الرافضة أصلا لمبدأ عملية السلام التي أفشلت مهمة كيري وان تصريحات ومواقف رئيس الحكومة نتنياهو أدت إلى إفشال مهمة كيري في جولته السادسة ، وهذا يتطلب من الفلسطينيين لمواجهة ما سيتعرضون له حاضرا ومستقبلا بفعل موقفهم وصمودهم بوجه هذه الضغوطات التي تمارس عليهم من ضرورة توحيد صفوفهم والشروع فورا لإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنيه يكون بمقدورها تدعيم صمود الشعب الفلسطيني ووضع استراتجيه فلسطينيه تأخذ في أبعادها التغيرات الدولية والاقليميه بما يخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وتقود إلى تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس تحريرا في 19/7/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت