القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
حكايا صوفية.. وقصائد شعبية .. وأناشيد دينية.. توارثها الآباء عن الأجداد لِتُزرع في أذهان الأجيال القادمة.. فرقة "الرازم" للتراث الشعبي والأناشيد الدينية ولدت من قلب اسوار البلدة القديمة في القدس وتحديدا عند باب حطه بالقرب من باب المسجد الاقصى المبارك عام 2000 لتبدأ بفكرة وتتوسع بانضمام نحو خمسين عضو للفرقة من عائلة الرازم ، بينهم اطفال وشباب ورجال وشيوخ.
ويقول الحاج ابو نادر الرازم (60 عاماً) احد اعضاء الفرقة:" بان الفرقة تشكلت منذ عام 2000 بعد التشاور بين الاشقاء لإحياء التراث الشعبي الفلسطيني وتحديدا في المناسبات الرمضانية والمناسبات العائلية بالإضافة لاستقبال حجاج بيت الحرام.. للحفاظ على هذه العادات بعد انقراضها بسبب التطور الفني وخوفا من محوها من ذاكرة الاجيال في ظل التهويد المتسارع في مدينة القدس ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسياً."
ويضيف ابو نادر في حديث مع مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" :" هذا الشئ متوارث من الاباء والأجداد رحمهم الله، حيث كانوا في الماضي يحيون الامسيات الرمضانية بالأناشيد الدينية والتهليلات الرمضانية، وأيضا قبل حلول شهر رمضان يبدأ سكان الحي بتزين المنطقة بالإنارة الجميلة وتعليق الاشكال المصنوعة يدوياً وتلوينها، وعند بدء الشهر الفضيل يجتمع سكان حي باب حطه والأحياء المجاورة بعد انتهاء صلاة التراويح في رحاب المسجد الاقصى المبارك للاستماع للحكاية والقصص الدينية والتاريخية."
وعن التحضيرات السابقة قبل عرضها خلال شهر رمضان المبارك يقول الحاج أبو نادر:" يتم التدريب لأعضاء الفرقة من الاطفال بسن الـ خمس سنوات حتى جيل الـ ستين عاماً على الايقاع وتحضير الزى الخاص بالفتيات والصبيان الصغار وهو عبارة عن الثوب الفلسطيني وتدريبهم على الاناشيد الدينية والأغاني الشعبية الرمضانية قبل بدء العرض. وكيفية حمل المشاعل المزينة، وتدريبهم على قرع الطبول وعزف العود بإشراف الفنان عبد الجليل الرازم.
ويلفت بان الفرقة انبثقت عنها عدة فرق منها "فرقة انوار القدس وفرقة بيت المقدس للاناشيد الدينية "، واصبح موقعهم على مستوى القدس وخارجها من خلال إحيائهم للأمسيات الرمضانية خارج الوطن.
ويؤكد الحاج الستيني:"بان منطقة باب حطه كانت ومازالت عامرة لجميع الزوار القادمين لاداء صلوات التراويح في شهر رمضان المبارك، ويوضح:" بان الفرقه خلال السنوات الماضية تعرضت لعدة مضايقات من قبل جنود الاحتلال المتمركزين عند بوابة المسجد الاقصى المبارك بالقرب من باب حطه لمنع تلك الامسيات الرمضانية الدينية، مؤكدا بان العائلة مستمرة في هذا التراث والحفاظ عليه لنقله من جيل الى جيل اخر.
وتحي فرقة "الرازم" التراث الشعبي بليالي شهر رمضان وتحديدا كل "يوم خميس"بعد الانتهاء من صلوات التراويح في رحاب المسجد الاقصى المبارك بأمسيات شعبية ودينية بساحة بالقرب من باب حطه، حيث يتجمع الاطفال والنساء والرجال لترسم البهجة والسرور على وجوههم وليرددوا الاناشيد والقصائد الخاصة بشهر رمضان المبارك،بحضور العشرات من ابناء القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام1948، وأبناء الضفة الغربية
ويستذكر المواطنين من كبار السين خلال هذه الأمسيات طفولتهم الجميلة وخاصة في شهر رمضان المبارك بتأثرهم بالماضي الجميل بتساقط الدموع والابتسامة في آنٍ واحد ليتسارعوا بالتقاط الصور التذكارية لينقلوها لأبنائهم لتسريخها بالذاكرة .
ويلتفت المواطنين بأنظارهم للأطفال المشاركون بالفرقة وهم يرتدون الثوب الفلكلوري الفلسطيني ويضعون النقاط السوداء على الجبين ويحملون الشعلة والفوانيس القديمة المضيئة.. والرجال والشيوخ يحملون الطبول والالحان تعلو بالنفس البشرية حتى اضحو ذكرى في صحبة البشرية في شهر رمضان من كل عام.