رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
تباينت ردود الأفعال في الشارع الفلسطيني حول قرار القيادة الفلسطينية العودة الى طاولة المفاوضات من جديد مع إسرائيل في أعقاب ما أسماه الشارع ( الفشل الذريع للمفاوضات السابقة مع الإحتلال الإسرائيلي) والتي لم تقدم أية نتائج إيجابية على صعيد القضايا النهائية التي يرى الفلسطينيون بأنها الثوابت الوطنية التي لا يمكن التنازل عنها وصولاً على حلمهم بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
الشارع الفلسطيني في مدينة الضفة الغربية ومن خلال أحاديث منفصلة أجرتها "وكالة قدس نت للأنباء" مع عدد من المواطنين أعربوا عن تخوفهم مرة أخرى من العودة الى طاولة التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل إجراءاته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني بالإضافة الى مواصلة النشاط الإستيطاني في الأراضي الفلسطينية، ومصادرة المزيد من الأراضي خاصة في المناطق التي تسمى" سي" وفقا لتصنيف إتفاق أوسلوا الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة تل أبيب عام 1993.
المواطن الستيني عمر الطويل قال " لا جدوى من المفاوضات التي تخوضها القيادة الفلسطينية خاصة في ظل عدم توازن القوى بين الطرفين، إسرائيل ستحاول إستغلال موافقة القيادة على العودة الى المفاوضات من أجل الإستمرار بسياسة فرض الأمر الواقع على الأرض وإستمرار النشاط الإستيطاني بعيداً عن كافة المطالب الفلسطينية والشروط التي وضعتها القيادة من أجل العودة الى طاولة المفاوضات".
وأضاف الطويل" كان الأجدر من القيادة الفلسطينية أن تنظر إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وتحسين الأوضاع الإقتصادية للمواطن الذي لا يكترث لما يحدث في الأفق السياسي وكل همه هو البحث عن لقمة العيش لأطفاله فقط.
من جانبها قالت الطالبة الجامعية مي أبو رميلة من الخليل " شعورنا بالعودة الى المفاوضات كسابقاتها، المفاوضات لا تثمر أية نتائج إيجابية حيث أن المفاوضات السابقة لم تحرز أية نتائج إيجابية على أرض الواقع لا سيما المزيد من الإستيطان، المزيد من الأراضي المصادرة، المزيد من الأسرى، لكنها قالت " الوضع اليوم يختلف تماما، حيث الربيع العربي والتغيرات الإقليمية في عدد من الدول العربية، الأزمة السورية الراهنة، وما يعيشه الشرق الأوسط من حالة الضياع والخطر البالغ.
ووفقا لمحللين سياسين قالوا " فن إسرائيل بدأت تشعر بالقلق والخشية من إمتداد وتأثير الأزمات العربية على الأراضي الفلسطينية وما سيرافق ذلك من خطر على أمنها، وأمن الحدود المشتركة مع الدول العربية التي تشهد حرباً أهلية من سوريا، حيث سارعت على الموافقة للعودة الى المفاوضات وإنجاح جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حتى لا "تعتب عليها الإدارة الأميركية".
فيما قال المواطن معتصم أبو حمدان من رام الله " نتمنى أن تكون المفاوضات هذه المرة مختلفة عن سابقاتها، حيث التجارب التي خاضها وعاشها الشعب الفلسطيني في المفاوضات السابقة كانت مريرة ولم تحرز تلك المفاوضات عن أية نتائج أو شعور الفلسطينيين بإيجابيتها بل كانت سلبية على أوضاعه اليومية والمعيشية، لذا نشعر بالخوف والخشية من سلوك إسرائيل بالمماطلة في هذه المفاوضات، وتكرار التجارب مرة أخرى، قد يعيد الأوضاع الميدانية في الأراضي الفلسطينية إلى سابق عهدها.
ويبقى سؤال الشارع الفلسطيني هل ستكون مفاوضات هذه المرة مختلفة عن سابقاتها وتحقق أمال وتطلعات الفلسطينيين بالدولة والعاصمة، أم ستبقى لإلتقاط الصور التذكارية فقط؟؟؟