على الجميع أن يراجع نفسه قبل الطوفان ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة


ماذا سنقول لأبنائنا ،عندما يقرءون تاريخ الثورات المعاصرة ،والحديثة في مصر أو عندما يشاهدوا التناقض الفاضح ،والتضارب التعسفي البغيض بين صورتي أحداث 25 يناير ،وبين أحداث 30يونيو فيما يخص هيبة ،ومكانة الجيش الراقية أليس ،هو تناقض قاتل مميت عندما يُشاع أن الجيش المصري والذي هو خط الدفاع الأوحد والحصين لحماية الأمن القومي ،والمنشئات القومية على أرض مصر ،جيش مصر العظيم ،وجيش العبور عندما يشاع عنه اليوم أنه جيش متآمر أو خائن ومتخاذل بعد ثورة 30 يونيو ،وفي ظل المتغيرات السياسية الجديدة، التي حدثت بعدما كان بالأمس القريب يُحمل أفراد القوات المسلحة.. على الأعناق،و فوق أكتاف المتظاهرين وقد جابوا بهم الميادين في ثورة 25 يناير ،وكم القيت عليهم الورود ،وعقود الفل والرياحين لتتوج أعناقهم ،وتزينها... أليست هذه مفارقة صعبة وتناقض غريب ؟! ثم هل الجيش أصبح اليوم في لمح البصر كائن خرافي منعزل أو شريحة شاذة هبطت من كوكب آخر عبر الأطباق الطائرة ،أم أن الجيش من الشعب بل من أعماق حنايا الشعب ،فمن يمكنه أن ينكر أيا كان يتجمهر سواء أكان في ميدان التحرير أو النهضة أو رابعة العدوية أن في الجيش من هم من أبنائهم أو إخوانهم و جيرانهم ..حقيقة مصيبة عندما ينسلخ الكل عن الكل فلا يرى سوى ذاته ،ثم هل يمكن للجيش أن يغادر أو يخون الإرادة الشعبية أليست هي مشاركة ممزوجة ومتشعبة بين الشعب والجيش منذ قيام ثورة 23يوليو 1952..أليس الشعب والجيش المصري معا هم الذين أطاحوا بالملك فاروق ملك مصر والسودان عند الثورة وطردوه خارج الوطن ،ثم لو راهن الملك فاروق على الشعب وحدة هل كان ما حدث سيحدث معه.. لكن يا سادتي .. هذا أيضا حال المثقفين اليوم وأصحاب الأقلام المرموقة ،والساسة وأصحاب الكراسي الحزبية يقولون أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ،والحقيقة أن الخلاف في الرأي يفسد ويقتل ويدمر كل شيء تحت شعار من لم يوافقنا الرأي لن نتركه يغادر السفينة فحسب بل ستراق على جوانبه الدم..!! الكل شعاره سآوي إلى جبلِ يعصمني من الماء ،الكل بكل أسف لايدرك خطورة الطوفان القادم إن استمر النزاع والترهيب وسيل الدماء ،لكن المشكلة الحقيقية والتخوف الحقيقي هو أن تغادر السفينة خاوية ،فلا يستطيع أحد اللحاق بها فعقارب الساعة تمضي سريعا ،ولن تعود أبدا للوراء ،حتى رجال الإعلام الذين كم امتدحوا رجال الجيش فكتبوا عنهم القصائد الرائعة، والأهازيج ،والزجل والأغاني ..منهم اليوم من تراجع وكأنه يستغفر عن ذنب قد اقترفه يوما..!! إن دل هذا فإنما يدل على ثقافة ضعيفة مهزوزة الشخصية ،مزعزعة السلوك وغير متوافقة ..أين هم من كانوا يرددون بالأمس القريب نشيد بلادي بلادي بلادي النشيد الوطني لمصر. والذي هومن تأليف الشاعر محمد يونس القاضي و تلحين الموسيقار المصري سيد درويش بعض كلمات النشيد مأخوذة من خطبة مشهورة للزعيم مصطفى كامل.
(كلمات النشيد) بلادى بلادى بلادى — لكِ حبى و فؤادي
بلادي بلادي بلادي — لك حبى وفؤادي
مصر يا أم البلاد— انت غايتى والمراد
وعلى كل العباد — كم لنيلك من أيادى
بلادى بلادى بلادى — لك حبى وفؤادي
هل أن مصر هي الغاية والمراد فعلا ،بعد إرضاء الله سبحانه وتعالى ،أم هي مجرد كلمات ضائعة ..وإلا كيف نفسر ما يحدث اليوم من كوراث دراماتيكية في أرض الكنانة ؟!!
عموما بعيدا عن إرادة الجماهير ،والتي اتفق معها وأؤيدها ..وتحت كل الظروف أني احترم الجيش المصري العظيم والذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه خير أجناد الأرض إن صح الحديث أو ضعف فأنا لست بصدد تخريج للحديث.. والذي ذكره العجلوني في كشف الخفاء غير معزوٍ ولا محكوم عليه، ونصه: عن عمرو بن العاص قال: حدثني عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض" قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: " إنهم في رباط إلى يوم القيامة".

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت