غزة - وكالة قدس نت للأنباء
راى محللون ان استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، اضافة الى الازمة الحالية في مصر، الوسيط في المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، قد يؤدي الى تعميق الانقسام الفلسطيني، كما في تقرير بثته وكالة فرانس برس.
ورفضت حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، اعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري، التوصل الى اتفاق يتم بموجبه استئناف محادثات السلام، مؤكدة ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "لا يمتلك اي شرعية للتفاوض باسم الشعب الفلسطيني حول القضايا المصيرية".
وحددت حركتا فتح وحماس في ايار/مايو الماضي مهلة ثلاثة اشهر لتشكيل حكومة وحدة وطنية، والدعوة إلى انتخابات متزامنة، وهي من البنود الرئيسة لاتفاقات المصالحة الموقعة بين الحركتين، والذي لا تزال بانتظار تطبيقها.
هذه الاتفاقات الموقعة في القاهرة (نيسان/ابريل وايار/مايو 2011) والدوحة (شباط/فبراير 2012)، والتي بقيت معظم بنودها من دون تطبيق، تنص على استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ورئيس حكومة حماس اسماعيل هنية لمصلحة حكومة انتقالية حيادية، يقودها الرئيس عباس، وتكون مكلفة تنظيم انتخابات في غضون ثلاثة اشهر.
واعتبر المحلل السياسي وليد المدلل ان العودة إلى المفاوضات من شانها ان "تعمق الانقسام الفلسطيني الداخلي وتعطل المصالحة".
واضاف المدلل، وهو استاذ العلوم السياسية والتاريخ في الجامعة الاسلامية، "لا يمكن الحديث عن مصالحة، بينما طرف ما يستهتر بالقرار الفلسطيني وبالمصير الفلسطيني، لذلك اعتقد ان الذهاب الى المفاوضات منفردًا سيعيد الى الاذهان تجربة (اتفاقية) اوسلو، وهذه المرة بدون سقف او مرجعية دولية".
واكد سمير عوض استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت ان "عودة المفاوضات المباشرة ستضع حواجز وعقبات جدية في طريق تحقيق المصالحة، وانا غير متأكد بانه سيكون هناك مجال للمصالحة". وبحسب عوض فان "اسرائيل ستصبح طرفا مهما في الوضع الداخلي بعد عودة المفاوضات".
يضيف "حركة حماس باتت اليوم ضعيفة بعد التطورات التي وقعت في مصر، وان الحركة من الممكن ان تبحث عن دور لها في العملية السياسية في المنطقة، بمعنى انه من الممكن ان تشارك في المفاوضات بشكل غير رسمي". ودعت حركة حماس الثلاثاء في بيان حركة فتح "الى الاختيار بين المصالحة مع الاحتلال او الشعب الفلسطيني".
ويرى المحلل السياسي عدنان ابو عامر الاستاذ في جامعة الأمة في غزة بان المصالحة لا تتوافق مع المفاوضات مع اسرائيل.
ولكن بحسب ابو عامر، هناك عوائق اخرى امام المصالحة الفلسطينية، مؤكدا ان المصالحة مجمدة بسبب "انشغال مصر بمشاكلها الداخلية وعدم قدرتها التفرغ لملف المصالحة الفلسطينية".
ويشير المدلل الى ان العودة إلى المفاوضات "ستؤجل المصالحة الى مدة بعيدة، خاصة ان مصر راعية المصالحة منشغلة بملفاتها الداخلية، ولا اعتقد انها ستستقر حتى فترة لا باس بها". وسلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الاحد السفير المصري رسالة الى الرئيس الانتقالي المصري عدلي منصور، رحّب فيها "بخارطة الطريق، التي ترسخ المسار الديمقراطي في مصر الشقيقة" بحسب ما اوردت وكالة الانباء الرسمية الفلسطينية وفا.
واكد عباس على "دور مصر في إتمام المصالحة الفلسطينية والتزام القيادة الفلسطينية بالاتفاقات التي تم التوصل إليها برعاية مصر". وخلافا لعباس، الذي اشاد بدور الجيش المصري عقب الاطاحة بالرئيس محمد مرسي المنتمي الى حركة الاخوان المسلمين، اكد رئيس وزراء حكومة حماس في غزة اسماعيل هنية في 5 من تموز/يوليو الماضي ان عزل مرسي لن ينعكس سلبا على غزة والقضية الفلسطينية.
ودانت حركة حماس "المجزرة" التي وقعت في القاهرة في 8 من تموز/يوليو الماضي، والتي قتل فيها نحو 50 من انصار الرئيس المصري المعزول. وبالنسبة إلى المحلل السياسي هاني حبيب فانه "لا تاثير على الاطلاق لعودة المفاوضات على المصالحة الفلسطينية جراء اطلاق العملية التفاوضية، لان العقبات التي واجهت عملية المصالحة هي في جوهرها عقبات فلسطينية داخلية لا شان لها بالعملية التفاوضية على الاطلاق".
واشار حبيب الى ان "عدم التوصل إلى مصالحة فلسطينية يعود الى عدم توافر ارادة فلسطينية بالدرجة الاولى نتيجة لتغول القوى على القرار الفلسطيني".