الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع الروسي إلى واشنطن في التاسع من آب الحالي 2013 واجتماعهما المرتقب مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الدفاع هاغل ، مؤشرات عقد الاجتماع تحمل بوادر لرزمة اتفاقات قد يتم التوصل إليها ضمن عملية إعادة اقتسام مصالح النفوذ في العالم وذلك بعد أن تيقنت واشنطن باستحالة إسقاط ألدوله السورية وعدم تمكن المعارضة السورية من تحقيق انتصارات على الأرض تمكن واشنطن من تحسين شروط تفاوضها مع موسكو ، تشكل قضية سنودن محور المحادثات لوزيري الخارجية الروسي والأمريكي بعد أن منحت روسيا سنودن حق اللجوء السياسي ، وواشنطن قلقه من موضوع سنودن لما يحمله من معلومات تشكل خطرا على أمريكا وتهز علاقاتها بحلفائها وهذا ما دفع السناتور الأمريكي الجمهوري جون ماكين بالتساؤل فيما إذا كان قرار موسكو منح سنودن اللجوء سيدفع واشنطن إلى إعادة النظر فيما يسمى بسياسة إعادة التشغيل في العلاقة مع موسكو ، واقترح توسيع قائمة العقوبات على شخصيات روسية عبر ما يعرف بقائمة ماغنيتسكي كما طالب بإنهاء العمل على منظومة الدرع الصاروخية الامريكيه وتكثيف العمل على قبول جورجيا في أحضان الناتو ومساعدة المعارضة الروسية ، أما السيناتور شارلز شومر فدعا الرئيس الأمريكي إلى ألمطالبه بنقل مكان انعقاد قمة مجموعة العشرين خارج روسيا ، قضية سنودن بالرغم من كونها قضيه حساسة للولايات المتحدة الامريكيه لكنها تبقى ضمن صلب المباحثات التي سيجريها لافروف مع نظيره الأمريكي جون كيري وهي ضمن صفقه يجري الإعداد لها ضمن محاولات إعادة ترسيم العالم ضمن تغير موازين القوى لإعادة اقتسام المصالح والنفوذ التي تؤكد عودة روسيا لتصبح لاعب دولي وإقليمي فاعل على الساحة الدولية ، تعد زيارة لافروف إلى واشنطن هي ضمن محاولات الاتفاق بين البلدين قبل اجتماع القمة المرتقب في أيلول المقبل الذي يجمع الرئيس اوباما مع الرئيس الروسي بوتن ، ضمن المؤشرات على التغيرات التي تشهدها المنطقة هي زيارة رئيس الاستخبارات العسكرية للمملكة العربية السعودية بندر بن سلطان واجتماعه بالرئيس بوتن وقد سبق وان التقى بندر بن سلطان في جنيف مستشار الأمن القومي الروسي لثلاث مرات تقريبا ، كما أن التغيرات التي تشهدها سوريا من خلال نجاح الجيش العربي السوري بالحسم العسكري لمنطقة حمص واستعداده لمعركة حلب وهي ضمن مؤشرات دفعت الائتلاف السوري للمعارضة السورية وعلى لسان رئيسه احمد الجربا وذلك بعد لقاءات واشنطن وتأكيد وزير الخارجية الأمريكي لقوى المعارضة السورية في اجتماعهم في واشنطن أن حل ألازمه السورية لن يتم إلا عبر الحوار السياسي ، وهذا ما دفع المعارضة السورية للقبول بالمشاركة في مؤتمر جنيف للحل السياسي بدون شروط ، إن نجاح كيري في إقناع الفلسطينيين والاسرائليين للعودة إلى طاولة المفاوضات هو ضمن محاولات أمريكا للاستحواذ على الملف الفلسطيني الإسرائيلي ضمن ما ترتئيه أمريكا بحرصها على تامين امن إسرائيل بعد فشل مشروعها للشرق الأوسط الجديد وبعد تيقنها باستحالة تنفيذ مخططها الهادف لتصفية القضية الفلسطينية ، وقد شكل سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر ضربه للمخطط الأمريكي في اسلمة المنطقة وهذا ما دفع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ليصرح أن خارطة الطريق للجيش المصري تشكل إعادة مسار للديموقراطيه في مصر وذلك بعد تيقنه بقدرة الجيش على الإمساك بزمام الأمور في مصر ، وهذا يعد تراجع في المواقف الامريكيه تجاه عملية التغيير التي تشهدها مصر ، إن تصريحات ميشيل سليمان عن الوظيفة الاقليميه لسلاح المقاومة خارج الحدود ليس موجها لمشاركة حزب الله في الدفاع عن سوريا بل عن فرضية مشاركة السلاح القادمة فيما تتخوف منه أمريكا من قيام حزب الله بعمل عسكري على الحدود الشمالية يقلب من خلالها المعادلات والتوازنات المستجدة مما ينعكس على عملية المفاوضات الفلسطينية الاسرائيليه التي ترعاها أمريكا ، يبدوا أن لعبة الصراع على اقتسام مصالح النفوذ بين أمريكا وروسيا قد شارفت على النهاية وان هناك خطوط ترسم لعملية اقتسام المصالح والنفوذ ضمن اتفاق أمريكي روسي تسبق اجتماع القمة في أيلول سبتمبر ، إن ما تسعى أمريكا لتحقيقه عبر اتفاقها مع روسيا هو تامين خروج امن لقواتها من أفغانستان وهذا ما تؤمنه لها موسكو في حال التوصل لرزمة اتفاقات ضمن إعادة اقتسام المصالح والنفوذ ، كما أن أمريكا تسعى للحد من النفوذ الاقتصادي الصيني الذي يهدد الاقتصاد الأمريكي وهي تسعى كذلك إلى كبح جماح كوريا الشمالية والتخلي عن مشروعها النووي كما تسعى أمريكا إلى أن تقوم روسيا بدور لإقناع إيران للحد من طموحها بمشروعها النووي ، وتضمن أمريكا من روسيا عدم نشر أيا من الأسرار التي أصبحت بحوزة روسيا من عميل المخابرات الأمريكي سنودن والذي منحته روسيا حق اللجوء السياسي ، مقابل أن تضمن موسكو بتخلي واشنطن عن الدرع الصاروخي الذي يهدد الأراضي الروسية وعدم التعدي على الفضاء الروسي وتكف أمريكا عن دعمها للمعارضة الروسية مع ضمان المصالح الروسية في سوريا وضمان عقد مؤتمر جنيف 2 وحل ألازمه السورية حلا سلميا وان تستحوذ أمريكا على ملف المفاوضات الاسرائيليه الفلسطينية وتتكفل بضمان امن إسرائيل ، شارفت لعبة صراع المصالح على نهايتها وأصبحت لغة المصالح هي التي تحكم العالم وأصبح هناك تغير في موازين القوى وإنهاء للتحكم القطبي الأحادي الأمريكي ويبقى الدور للمحور الذي صنع معادلة التغيير هذه ، حيث كان للصمود السوري وقدرة الجيش العربي السوري في الصمود وحلفائه في المنطقة دور على تغيير معادلات القوى ، وكان له تأثيره في هذا الانتصار الذي يتحقق لروسيا بعودة نفوذها الدولي والإقليمي ، ويصبح لمحور المقاومة والممانعة دوره في ضرورة فرض معادلات مستجدة تأخذ بعين الاعتبار المصالح الاقليميه لهذه الدول والتي يجب أن لا يكون حماية امن إسرائيل على حساب امن المنطقة ومصالحها ولا بد لهذا التغير من أن يعيد الحقوق لأصحابها وان تنهي المعادلة المستجدة الهيمنة الاسرائيليه وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية بما يضمن إعادة التوازن للمنطقة ضمن محاولات تحقيق الأمن والسلام العالمي بما يحفظ كافة الحقوق لكافة دول المنطقة وعلى رأس أولوياتها الحقوق الفلسطينية وذلك ضمن إعادة اقتسام المصالح والنفوذ الذي دفعت ضريبته دول وشعوب المنطقة وأسهمت بهذا التغيير الذي يشهده العالم وأنهى التحكم الأحادي القطبي للولايات المتحدة الامريكيه
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت