رسالة عميد الأسرى كريم يونس من سجن "هدريم"

القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
وجه الاسير كريم يونس عميد الاسرى الفلسطينيين من معقله في سجن "هدريم" الاسرائيلي رسالة الى القيادة الفلسطينية انتقد فيها ما تشهده قضية الاسرى من تراجع عقب تحولها الى ورقة ابتزاز بيد الاسرائيلي وسيف مسلط من قبله على رقية المفاوض الفلسطيني في ظل استئناف مفاوضات السلام (الفلسطينية- الاسرائيلية).

واليكم نص الرسالة كما وردت الى "وكالة قدس نت للأنباء" عبر البريد الالكتروني :

لم نتوقع في اسوأ احلامنا وكوابيسنا ان تتحول قضية الاسرى ما قبل اوسلو الى ورقة ابتزاز بيد الاسرائيلي وسيف مسلط من قبله على رقية المفاوض الفلسطيني . نحن نرفض ذلك رفضا قاطعا ونفضل نبقى في قبور الاحياء على ان نستخدم اداة بيد عدونا لابتزاز قيادتنا .

ففي الوقت الذي كانت قضية هؤلاء الاسرى الورقه الرابحه بيد سيادتكم وورقة استعادة الكرامه والعزه التي تجلت من خلال اصراركم وعزمكم على تحريرهم وكشرط مسبق لاي مفاوضات باعتبارها استحقاق لا يمكن تجاوزه وبعد ان شعرنا ولاول مره منذ 20 عاماً ان قضية الاسرى لم تعد مجرد ارقام واعداد كما كانت في السابق , بل ان لكل واحد فينا اسم وتاريخ اعتقال وسجل نضالي وقياده تتذكرهم اخذت على عاتقتها مسؤولية تصحيح الغبن والاجحاف الذي وقع بحقهم 20 عاما .

وبعد ان عادت لنا ابتسامة الفخار وعزة الانتماء , وضخت في قلوبنا دماء الامل المتجدد, نجد انفسنا نعود على بدء ونغرق مره اخرى في متاهات الضياع والتجزئه والمراحل والتقسيمات الامنيه والجغرافيه , وكأن تجربة 20 عاما من المفاوضات لم تكف للتعرف على عدونا وعلى نتنياهو بشكل خاص والاعيبه المتكرره من اجل التهرب من التزاماته او على الاقل من اجل افراغ اي اتفاق او تفاهم من محتوياته لنزع الفرحه قلوبنا وقلوب محبينا ونزع الفرحه بانجاز عما تم التوافق بشأنه . اليس نتنياهو هو نفس الذي اتفق على تحرير واطلاق 750 مناضلاً ولم يلتزم بذلك وقام باطلاق سراح 750 من سارقي السيارات والتصاريح .

هكذا هي اسرائيل ابداً لم تلتزم باي تعهد او اتفاق قطعته على نفسها مساءً لتخرقه صباحاً , فما بالكم باتفاق على مراحل ولمدة 9 اشهر ؟؟!!!
نحن على يقين ان ما من مسؤول فلسطيني سيستطيع ان يتعهد بتنفيذ اسرائيل للعهد , واتمامها لاطلاق سراح كافة الاسرى ال104 (ما قبل اوسلو) بعد 9 اشهر , لا سيما ان الطريق مليئه بالعقبات والاتفاق فيه من الالغام ما يكفي على المستويين السياسي والتفاوضي حيث ان شكل وفحوى القرار الذي اتخذته حكومة اسرائيل بهذا الصدد يفتح الباب على مصراعيه مره اخرى امام تلاعب وتذرع للتهرب من التنفيذ الدقيق والكامل لما تم التوافق بشأنه حول موضوع الاسرى .

نحن لا نخفي قلقنا بشأن عدم اتمام الصفثه والاتفاق وخصوصا في ضوء ما اقرته حكومة اسرائيل بشأن اعادة عرض الدفعه الاخيره والخاصه باطلاق سراح اسرى الداخل مره اخرى على مجلس الوزراء بعد 8 اشهر لا سيما في ظل تصريحات الوزراء والحمله الاعلانيه الغير مسبوقه ضد اطلاق سراح اسرى الداخل ومشروعية المطالبه بهم اصلاً .
حيث ان اغلبية الوزراء اعلنوا معارضتهم لذلك .

نحن قلقون ايضا من غياب الطرف الفلسطيني المختص عما يجري وتصوير ما تم الاتفاق عليه كانجاز غير مسبوق , وهنا نتساءل! :..
اين هو هذا الانجاز؟!! هل التراجع والموافقه على اطلاق سراحنا وتقسيمنا الى 4 دفعات هو الانجاز ؟! او هل الانجاز هو بالتراجع عن الموقف الاساسي والموافقه بان يطلق سراح الدفعه الاولى بعد شهر من بدء المفاوضات وان يستمر ذلك لمدة 9 اشهر وعلى طول فترة المفاوضات ؟؟!
ام ان الانجاز بالتراجع والموافقه على تجزئتهم وتقسيمهم وفقا لمعايير امنيه وجغرافيه يحددها الجانب الاسرائيلي بشكل مطلق ؟؟! ام ان تحويل اطلاح سراح الاسرى الى اداة بيد الاسرائيلي لابتزاز الطرف الفلسطيني اثناء المفاوضات بعد ان اصبح تنفيذ الاتفاق مربوط باستمرار المفاوضات واستمرارها لاطلاق سراح 2500 اسير اضافي وجدولة البقيه .

نجح الجانب الاسرائيلي عملياً في الهاء الجانب الفلسطيني باطلاق سراح الدفعات الاربع فقط , هذا اذا تم بشكل كامل مع نهاية ال9 اشهر , وضمن عدم فتح ملف الاسرى طيلة فترة المفاوضات . يا له من انجاز عظيم !!!!......

ان ما تم الاتفاق عليه بالشكل والمضمون يشير وبشكل واضح الى نوايا الرئيس الاسرائيلي ويعبر عن عدم الثقه بالطرف الفلسطيني , بالاضافه الى محاوله اخرى لاضعاف الرئيس الفلسطيني بدلا من دعمه كشريك للمفاوضات والسلام المستقبلي واطفاء اجواء ايجابيه على سير المفاوضات . اليس هذا كافيا لقلقنا ؟!!

كان بامكاننا وجماهير شعبنا ان نستوعب تنازلا اجرائيا مثل عدم اطلاق سراح الاسرى كشرط مسبق لاية مفاوضات رغم وعدكم لنا ورغم موافقتكم المعلنه على مدار عامين , والتي احيت فينا الامل من جديد , لكن التنازل في كل مكان وفي كل اتجاه وقبول جميع الشروط الاسرائيليه لهذا الحد تعني ان للمفاوض الفلسطيني لا يوجد خطوط حمراء وان موافقته المعلنه شيء وما يقوله داخل الغرف والاتفاقات شيء اخر , وهذا يعنيى ببساط واستخفاف واستهتار بعقول ذويهم وعقول ابناء شعبنا على السواء .

ومن يظن ان هذا الاداء يمكن ان يستمر وانه سينطلي على جميع شعبنا , لا يمكن وصفه بالجبن والتخاذل والتنازل فقط بل لا يمكن اقناع احد بصدق نواياه واهليته ليكون مفاوضا حريصا ومندوبا مخلصا عن الشعب الفلسطيني وقضاياه ومصالحه على حد السواء . اما ان الاوان وبعد 20 عام من تكرار الاخطاء نفسها لاعادة النظر بطريقة التفاوض بل والمفاوض الفلسطيني المعمر ايضا ؟؟؟!!!
سؤال لا بد من الاجابه عليه .........

عميد الاسرى كريم يونس
سجن هدريم
11.8.13