لم يعد بمقدور الكيان الإسرائيلي الغاصب للأرض الفلسطينية والعربية والغاصب للحقوق الوطنية الفلسطينية من تنفيذ مخططه ألتهجيري بحق الفلسطينيين واللبنانيين والعرب جميعا ويعود الفضل في ذلك إلى تعميم ونشر ثقافة المقاومة التي أصبحت ممارسه يوميه وأصبحت جزء لا يتجزأ من حياة المواطن في مواجهة المخططات التي تستهدف وجوده على أرضه ، هذه الثقافة هي ممارسه يوميه تحمل تجذير الوجود الفلسطيني والعربي على الأرض وهي ثقافة تقوم على كيفية الانتصار على سياسة الخوف وفي كيفية مواجهة الإرهاب الإسرائيلي الممارس بحق الشعب الفلسطيني واللبناني والعربي ، لقد اثبت الشعب اللبناني في الجنوب قدرته على التحدي والصمود بمواجهة آلة الدمار والقتل الإسرائيلي التي مورست ضد الشعب اللبناني في حرب 2006 هذا التحدي والصمود للشعب اللبناني كان بفضل ثقافة المقاومة التي أثبتت للكيان الإسرائيلي الغاصب مدى تمسك اللبنانيين في تراب وطنهم وأنهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ولن يهجروا من أرضهم ، هذه كانت ثقافتهم التي عنوانها الثبات والصمود في ارض الوطن إنها ثقافة المقاومة في مواجهة حرب إسرائيل للبنان وفلسطين وسوريا ومصر وكافة الشعوب العربية ، ما نشاهده اليوم في الجنوب اللبناني وعبر حلقات قناة الميادين في مارون الرأس وبنت جبيل وبيت كلا وكل المناطق الحدودية في الجنوب اللبناني المتاخمة مع شمال فلسطين تعمها ظاهرة انتشار العمران ألبنياني والكثافة السكانية التي تأتي ردا على محاولات إسرائيل لتهجير أهالي الجنوب اللبناني عن المناطق الحدودية مع شمال فلسطين لتامين الحماية للمستوطنات الشمالية فشلت إسرائيل بمسعاها وانتشرت ثقافة المقاومة لتزرع الرعب في نفوس الإسرائيليين وتشرع لمواجهة العدوان الإسرائيلي بهذا الثبات والصمود الأسطوري للشعب اللبناني والفلسطيني ، هذا الواقع وهذه الثقافة للمقاومة فرضت نفسها في عدوان غزه 2008 وعدوان غزه 2012 حيث تبين للكيان الإسرائيلي أن الفلسطيني متشبث بأرض وطنه ولن يهجر ارض الوطن وانه سيبقى يقاوم كل الإجراءات الاسرائيليه الهادفة لتهويد الأرض الفلسطينية ، إن ثقافة الصمود التي يبديها الفلسطينيون المتمسكون بثوابتهم وحقوقهم التاريخية في ارض فلسطين لن تثنيهم في مواجهة الحركة الاستيطانية الهادفة لتهجير الفلسطيني عن ارض وطنه وان الفلسطيني المتشبث بأرضه وبممتلكاته ويملك إرادة الصمود والتحدي في مواجهة ما تقوم به عصابات المستوطنين من إرهاب يستهدف بث الذعر والرعب في نفوس الفلسطينيين لم يعد يجدي نفعا لان ثقافة المقاومة أصبحت عقيدة إيمانيه راسخة وثابتة في الفكر الفلسطيني واللبناني والسوري وهي ثقافة تهدف لكيفية مواجهة هذا الدخيل على الوطن الفلسطيني والشعب الفلسطيني والسوري ، إن تعميم ثقافة المقاومة ضمن سياسة تقوم على كيفية مقاومة كل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وكيفية العمل على وقف التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وتعميم ثقافة مقاطعة البضائع والمنتجات الاسرائيليه ، إن الكيان الإسرائيلي يواجه تحدي من نوع جديد ألا وهي الاراده الفلسطينية التي أصبحت متجذرة ومتاصله في النفوس ، الفلسطينيون بتصديهم لقانون برافر العنصري ومواجهتهم لسياسة إسرائيل الهادفة لإفراغ النقب والعديد من مناطق 48 حيث تتأصل في النفوس يوما عن يوم ثقافة مقاومة التهجير ، إن المقاومة الشعبية الفلسطينية يجب أن تستمر في مواجهة الاستيطان وان قرية باب الشمس والحرية والصمود وغيرها من التسميات يجب أن تعمم ضمن ثقافة المقاومة وان تستمر في مجهودها وان لا تتوقف ضمن سياسة تعميم ثقافة المقاومة ، على الحكومة الفلسطينية والتنظيمات الفلسطينية وكافة القوى والفصائل أن تنشط باستصلاح كافة الأراضي الفلسطينية في كافة أرجاء الوطن الفلسطيني ، لا بد من الاهتمام بكل ذرة تراب من فلسطين ولا بد من الشروع باستصلاح الأرض وزراعتها ضمن ثقافة المقاومة التي عنوانها الثبات والصمود التي تعني التمسك بالأرض واستصلاحها وعمرانها ضمن سياسة مواجهة كل إجراءات الاحتلال الهادفة لسياسة تهويد الأرض وتهجير الفلسطيني واللبناني والعربي عن أرضه ، إن تعميم ثقافة المقاومة أصبح من أهم الضرورات الملحة التي على كل مواطن فلسطيني أن يعمل بها ويعممها لمواجهة المشروع الاستيطاني الإسرائيلي ، إن المفاوضات لن تعيد لنا الأرض المسلوبة وان مماطلات وتسويف إسرائيل سيجعل من هذه المفاوضات عبثا جديد يعطي المحتل الإسرائيلي المزيد من الوقت لتمرير سياسة التهجير والاستيطان ، عشرون عاما من عبثية المفاوضات منحت سلطات الاحتلال متسع من الوقت لهذا التوسع الاستيطاني الذي فرض أمر واقع وجعل العرب يفاوضون ويتنازلون عن أراضي هي حق لنا وعن وطن هو حق لنا اغتصب جبرا ، لم يعد بمقدور الفلسطيني ليثق بهذه المفاوضات العبثية ولم يعد بمقدور الفلسطيني ليثق بأي تعهد أمريكي فقد سبق للرئيس الأمريكي كلينتون أن تعهد بإقامة ألدوله الفلسطينية ، وتبعه تعهد جورج بوش الابن بخارطة الطريق وتعهد اوباما أن تقام ألدوله الفلسطينية بنهاية ولاية فترته الأولى وجميعها لم تكن سوى وعود وتضمينات فارغة المضمون ، إن أمريكا لا يهمها سوى مصالح إسرائيل وامن إسرائيل ولا تعمل إلا من اجل تحقيق امن إسرائيل وان تصريحات جون كيري بتعقيبه عن إعلان حكومة نتنياهو ببناء 1200 وحده سكنيه مع بدء العودة إلى طاولة المفاوضات ليس إلا تصريحات فارغة المضمون وهي في سياق المماطلة الامريكيه والمراوغة الامريكيه وضمن سياسة إسرائيل الهادفة لتجسيد الاستيطان كسياسة أمر واقع وفرضه وشرعنته على المفاوض الفلسطيني ، إن ما نواجهه اليوم هو صراع إرادات وصراع تحدي واثبات وجود في وقت لم يعد فيه بمقدور النظام العربي إلا الإذعان للأوامر الامريكيه الصهيونية ولم يعد بمقدور هذا النظام العربي من مقاومة المشروع الأمريكي الصهيوني الهادف لتصفية القضية الفلسطينية ، ويبقى أمل ألامه العربية وأمل الفلسطينيون معقود على تعميم ثقافة المقاومة التي تعني الثبات والصمود في ارض الوطن ومواجهة كل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى تهويد الأرض الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت