(37) عملية جراحية تفشل بانهاء مأساة مواطن غزي.. يناشد خادم الحرمين والرئيس أبو مازن

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
كتب الله للمواطن الفلسطيني رامز جابر ظاهر (30عاما) أمر كان مفعولاً ، حين اصيب بعيار ناري بوجهه مباشرة إثر اجتياح لقوات الاحتلال الإسرائيلي بمنطقة (تل الزعتر ) شمال قطاع غزة في عام 2004م ، ما أدى لتشوهات كبيرة بوجهه .

اصابة المواطن ظاهر لم تكن اصابة عادية فقد دخل العيار الناري من الخد الأيسر ، لينفجر في داخل فمه ، مسبباً تهتك في الفم وفقدان الفك العلوي وتضرر الفك السفلي وتقطع الشفتان، لتقف (37) عملية جراحية عاجزة عن إنهاء مأساته وتُمني جُلها بالفشل.

ويوضح المواطن ظاهر كيف اعتقد المسعفين حينما اصيب بانه فارق الحياة ، وكادوا باللحظات الأخيرة وضعه في ثلاجة الموتى في مستشفى كمال عدوان بقطاع غزة ، لولا عناية الله سبحانه وتعالي ، فكان لحياته بقية ، وادُخل بعد اطلاع الأطباء عليه إلى غرفة العناية المكثفة لتُجري لهُ أولى العمليات الجراحية والتي استمرت ما يقارب (10) ساعات .

ويقول ظاهر لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، " اولى العمليات التي اجريت لي تم خلالها وقف النزيف ورفع الشظايا من داخل الفم ، ومكثت في غرفة العناية المركزة مدة (26) يوماً ، وبعدها تم تحويلي للعلاج على نفقة وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية الى مستشفى ناصر في جمهورية مصر العربية ".

سلسة من العمليات الجراحية المتتالية تم اجرائها على مدار 9 سنوات ،بائت اغلبها في الفشل ، لتبدأ معاناة مريرة ، بين تنقل ظاهر من قطاع غزة الى مصر ، حيث توضح عشرات التقارير الطبية التي بحوزته بان العمليات ا، هدفت لزراعة فك علوي واخرى لإعادة فتحت الفم من خلال ربط اللسان في الفم واقتطاع جزء منه بجانب انهاء التشوهات ".

ويضيف ظاهر " بعد ان فشلت العمليات التي اجريتها في مستشفى ناصر الطبي ، لجأتُ الي العلاج على نفقتي الشخصية لمستشفى فلسطين في مصر، بعد رفض السلطة تغطية نفقات العلاج ، واجريت عمليات جديدة ولكن لم تنجح ".

تسببت العمليات التي اجراها المواطن الغزي ظاهر ، والتي بلغت نحو (37) عملية ، لتشوهات في ارجاء جسمه ، فقد اقتطع الاطباء جزء من عظمة الكتف لزراعتها في الفك العلوي ، وتم اخذ جزء من الجلد المحيط في جانبه الايسر كما وتم اقتطاع جزء من اسفل الذقن وزراعته اعلى الشفة العلوية واقتطاع اجزاء من عظام الساق.

لم تستطع العمليات التي اجراها ظاهر، انهاء معاناته المتمثلة في عدم مقدرته على الأكل إلا من خلال السوائل وقليل من الأكل المسلوق ، وانهاء الألم والتشوهات التي مازالت تصاحبه حتي اليوم .

كما وتسببت الإصابة لديه بصعوبة في النطق ، واضافت العمليات التي اجراها عبئاً مالياً على كاهله وصل لأكثر من 30 الف دولار ، وهي عبارة عن مبالغ مالية اقترضها من مؤسسات عديدة لتغطية تكاليف العلاج ، منها مؤسسة "فاتن" للإقراض بغزة ، ومؤسسة "الريادة "، واقترض مبلغ قدره خمسة الاف دولار من بنك فلسطين قائلاً " ما خليت حدا الا ادينت منه ، حتى من اهل زوجتي ".

وتبين احدى التقارير الطبية التي بحوزة ظاهر معاناته، حيث كتب بالنص،" الصادر بتاريخ 17/7/2010م ، من مستشفى فلسطين في مصر وموقع من مدير المستشفى د. يزيد هدهد :"راجعنا المريض المذكور اعلاه في العيادة الخارجية في مستشفى فلسطين ، حيث يحتاج المريض لإجراء عملية ترقيع بواسطة عظمة الساق لترقيع عظمة الفك ويحتاج لجراحة اوعية دموية، بجراحة ميكروسكوبية ".

ويعمل المواطن رامز ظاهر موظف في السلطة الوطنية الفلسطينية على الكادر العسكري ويتقاضى راتب (1500) شيكل ، وهو متزوج ولديه طفلان ، ويسكن في شقة لم يتملكها بعد في ابراج الندي شمال قطاع غزة ، فلم يزل يسدد اقساطها المالية حتي اللحظة .

ويشير الى انه توجه إلى وزارة الصحة الفلسطينية مراراً طالباً مساعدته في العلاج في احدى الدول المتقدمة في علاج الفك والتجميل ، لكن قوبل طلبه برفض وجاء الرد بان التحويلات العلاجية من السلطة لا تأتي إلا للعلاج في الأردن أو مصر او داخل اسرائيل ".

ويوضح ظاهر، انه وافق على العلاج في اسرائيل لكن الاحتلال منعه من الدخول ، وجاء رد الاحتلال لوزارة الصحة الفلسطينية بانه (ظاهر) مرفوض امني ، ويمنع من الدخول إلى اسرائيل او حتي الذهاب للضفة الغربية ، مشيراً الى انه اطلع على حالته وفد طبي اردني كان يزور القطاع غزة وبعد ان رأى حالته وملفه الطبي نصحوه بان لا يذهب للأردن للعلاج لان علاج حالته غير متوفر في المملكة الاردنية .

ويقول " بعد ان اجريت عمليات تلو العمليات في مصر ، استسلم الاطباء المصريين واخبروني بان حالتي تستدعي السفر لاحدى الدول المتقدمة في علاج الفك وتجميل الفم ، ونصحوني بالسفر إلى ألمانيا او لبنان او فرنسا ، و المملكة العربية السعودية ".

واشار ظاهر إلى ان الاطباء اخبروه بانه يوجد داخل المملكة العربية السعودية ، المستشفى (السعودي- الألماني) ، ويتوفر فيه الامكانيات اللازمة لعلاجه ، قائلاً " بناشد السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، بمد لي يد المساعدة ".

ورغم الالم الذي يعتلي ظاهر الا انه لم يفقد الامل مطلقاً بان يكتب الله له الشفاء رغم معاناته الطويلة ، مخاطباً وجدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس(أبو مازن) بمساعدته وانهاء مأساته التي طالت وفقد من جسمه وماله الكثير لإنهائها ولم يستطع ."

وفيما يلي نسخة عن التقارير الطبية للمواطن رامز جابر ظاهر