صادفت يوم امس الخميس الذكرى الرابعة والأربعون لجريمة حرق المسجد الأقصى،حيث اقدم الصهيوني الأسترالي المتطرف “مايكل روهان” على حرقه،وبعد حرقه قالت رئيس وزراء العدو في تلك الفترة "غولدا مائير" انها لم تنم طوال تلك الليلة من الخوف والبكاء على مصير دولة اسرائيل،حيث كانت تعتقد بان الجيوش العربية والإسلامية ستزحف على اسرائيل من كل حدب وصوب،نصرة للأقصى وفلسطين،ولكن بعدما تيقنت من ان ردود الفعل العربية والإسلامية،لم تخرج عن إطار المسيرات والإعتصامات المدجنة تحت اعين وسيطرة الأنظمة،لكي تفرغ الجماهير شحنات عواطفها ومشاعرها تجاه حبها للأقصى وبيانات الشجب والإستنكار،ادركت بان اسرائيل تستطيع ان تفعل ما يحلو لها في الشعب الفلسطيني وأرضه دون أية ردود وأفعال جدية من قبل العرب والمسلمين،وانا في هذه الذكرى اقول
الأقصى بحاجة الى من يحميه ويدافع عنه،فهو يتعرض لخطر جدي،وليس بحاجة الى ان تتحول جدرانه الى لوحات إعلانات،وساحاته الى أمكنة للسجالات والمزايدات السياسية والحزبية،والخطب من على منبره من اجل نشر الفتن وبث الفرقة والشقاق بين أبناء الأمة الواحدة،فالأقصى اليوم تتهدده ثلاثة مخاطر جدية يقف في مقدمتها مخطط التقسيم،حيث نلحظ في الفترة الأخيرة تكثيف لعمليات إقتحام المسجد القصى وتدنيسه،وعلى شكل موجات متتالية،وهذه الإقتحامات تهدف إلى شرعنة عمليات الإقتحام،كمقدمة لإستصدار قرارات وقوانين ترسمها،وبحيث تكون هذه العملية خطوة في إطار عملية التقسيم، حيث يجري العمل على بناء كنيس يهودي ضخم من قبل ما يسمى جمعية "يشاي" الإستيطانية المتطرفة،يشغل سدس مساحة المسجد الأقصى،وبحيث يكون مقدمة لبناء الهيكل المزعوم بدل المسجد الأقصى،وكذلك فالمخطط يستهدف رفع القدسية عن كل مساحة المسجد الأقصى واعتبارها ساحات عامة.
اما الخطر الثاني الذي يتهدد الأقصى فهو، خطر الحفريات والأنفاق،فنحن امام شبكة ضخمة من الأنفاق تجري بشكل ملاصق للمسجد الأقصى وأسفله بما مجموعه 3000 متر،وهي تمتد من سلوان جنوباً لتمر أسفل المسجد الأقصى الى باب العامود شمالاً،اما من حيث العمق،فهي تصل وتلامس أساسات المسجد الأقصى،بحيث يصبح المسجد الأقصى مهدداً بخطر الإنهيار،في اية هزة خفيفة او زلزال،وما حصل في انهيارات في حوش عسيلة على بعد 20 متر من المسجد الأقصى لخير شاهد ودليل.
والخطر الثالث،هو خطر تهويد للمحيط الملاصق للمسجد الأقصى مباشرة،حيث تجري عمليات تهويد لحائط البراق كاملة،القسم الجنوبي الغربي،حيث يتم إحاطة المسجد الأقصى ب(100 ) كنيس ومدرسة تلمودية ودينية،ويجري العمل على إقامة بناء ضخم من ثمانية طوابق(بيت شتراوس" والمسماة بمطاهر الهيكل،أي المرافق التابعة للهيكل المزعوم، ناهيك عن المسارات والحدائق والمتنزهات اليهودية،وما يستتبع ذلك من تكثيف للإستيطان في المناطق القريبة من الأقصى.
اليوم وفي الذكرى الرابعة والأربعين لجريمة حرق المسجد الأقصى،لم تعد مخططات تقسيمه زمانياً ومكانياً،كما حصل في المسجد الإبراهيمي في الخليل،هي فقط مجرد شعارات أو عمليات إقتحام فردية ومعزولة،يقوم بها مجموعات من المستوطنين المتطرفين وجمعياتهم الإستيطانية،اليوم هناك قرار سياسي مدعوم من قبل الأجهزة الأمنية ويجري العمل على تشريعه قانونياً وقضائياً،حيث جرت مداولات قانونية،شارك فيها المستوطنون في محكمة "العدل" العليا الصهيونية للسماح لليهود،ليس فقط الدخول الى المسجد الأقصى وإقامة شعائرهم وصلواتهم التلمودية فيه،وممارسة شذوذهم،وأفعالهم الأخلاقية الفاضحة في ساحاته،بل تشريع عملية التقسيم.
اسرائيل تعمل على ايجاد فضاء وحيز يهودي محيط بالمسجد الأقصى والبلدة القديمة من القدس،مخطط "زاموش" 2007،من خلال سلسلة من المتنزهات والحدائق التلمودية وكذلك الكنس والقطارات الهوائية الخفيفة المستهدفة جلب اليهود والسياح من فلسطين والخارج الى مدينة القدس والمسجد الأقصى"الهيكل المزعوم"،حيث حديقة"تيدي"التوراتية ومركز انشتاين،وبيت شتراوس ومطاهر الهيكل وقطار البراق الهوائي،وما يجري من عمليات تهويد في ساحة البراق،والحدائق التوراتية والمتنزهات اليهودية من بركة السلطان سليمان وحتى باب الخليل،خير شاهد ودليل.
الأقصى هو مسرى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام يا عرب ويا مسلمين،وهو كذلك اولى القبلتين وثاني الحرمين وهو من المساجد التي تشد الرحال إليها،والدفاع والجهاد عنه وفي سبيله،هو فرض عين على كل مسلم/ة،وهو اولى من "الجهاد" في الشام او مصر الان،وبدل ملاينكم التي تنفقونها على قتل بعضكم بعضاً،حيث المال العربي والإسلامي،يستخدم في قتل العرب والمسلمين،وإضعاف جيوشهم،وتدمير وتخريب بلدانهم،وتشريد شعوبهم،ونهب خيراتهم وثرواتهم،الأولى ان يضخ1/100 منه لصالح المسجد الأقصى،ففيه صدقة جارية،وحماية للأقصى من خطر الضياع والتهويد.
لم يعد الوضع يحتمل شعاراتكم وبيانات شجبكم وإستنكاراتكم،وإجتماعاتكم وقممكم على مختلف مسمياتها من اجل الأقصى والقدس،فالإحتلال يسابق الزمن،ويستغل إنشغالكم في اوضاعكم الداخلية وتقتيل بعضكم البعض، لكي ينفذ مخططاته بالإجهاز على المدينة المقدسة وتقسيم الأقصى.
الأقصى....الأقصى....الأقصى....الأقصى...يا عرب ويا مسلمين قبل فوات الاوان أضعتم بغداد وها انتم ستضيعون دمشق حفظها الله،وكذلك قاهرة المعز يتهددها الخطر،قاهرة العرب وبوصلتهم،فضياعها يعني ضياع الأمة العربية باكملها من محيطها غلى خليجها.
الأقصى يا ابناء شعبنا الفلسطيني،والذين انتم تتحملون مسؤولية حمايته والدفاع عنه نيابة عن امة هي كغثاء السيل تعد مليار ونصف مسلم،انتم مطالبون بنبذ خلافاتكم وفرقتكم،فالأقصى أقولها وأكررها بحاجة الى من يحميه ويدافع عنه،فهو يتعرض لخطر جدي،وليس بحاجة الى ان تتحول جدرانه الى لوحات إعلانات،وساحاته الى أمكنة للسجالات والمزايدات السياسية والحزبية،والخطب من على منبره من اجل نشر الفتن وبث الفرقة والشقاق بين أبناء الأمة الواحدة.
القدس- فلسطين
22/8/2013
0524533879
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت