بلطجية أمريكية تحت شعار الديمقراطية

بقلم: هاني زهير مصبح


بلطجية أمريكية تحت شعار الديمقراطية والقضاء علي الإرهاب وهو نفس السيناريو يتكرر في عالمنا العربي والإسلامي ولكن الواقع والحقيقة مره وهي حرب صليبية علي الإسلام وهكذا أعلنها من قبل "بوش الصغير" في حربه علي العراق وعندما واجته الانتقادات غير الاسم واستبدله باسم جديد وهو القضاء علي أسلحة الدمار الشامل وهكذا دمرت العراق وقتل أطفالها وشرد أهلها وأصبحت العراق أكوام من الركام ولم يتبين أي سلاح مما كان يتكلم عنة الأمريكان وتحولت قضية العراق من قضية معركة ضد سلاح دمار شامل إلي قضية الدجيل وكذلك الأمر في أفغانستان تنظيم القاعدة الذي أوجد هذا التنظيم في أفغانستان هم الأمريكان ولقد أوجدوه ضد الجيش السوفيتي وبعد انتهاء صلاحية حركة طالبان وتنظيم القاعدة بالنسبة إليهم قاموا بتدميره وتدمير أفغانستان بحجة القضاء علي الإرهاب ،نحن جميعا ضد الإرهاب في أي مكان بالعالم ولكن هل أنتم أيها الأمريكان ضد الإرهاب حقا؟ أو أنها مجرد شعارات تلوحون بها وترسلون الطعم هنا وهناك من أجل أن يقع الأغبياء في شباككم وأنتم تصطادون كما تشاؤون وتحققون أهدافكم السياسية والاقتصادية والاستراتيجية ولقد أصبحت واضحة كل الوضوح وهي الهيمنة العالمية علي جميع الممرات والطرق الاقتصادية والاستيلاء علي الموارد الضرورية اللازمة لضمان هيمنتكم علي العالم كلة ومن أهم تلك الموارد هو النفط الخام الذي تعتمد علية بلادكم كل الاعتماد والحصول علي كافة الموارد الأخرى دون عوائق أو موانع وكما تريدون فهذه هي غايتكم ووجهتكم الحقيقية وردع أي قوة أخري حول العالم تفكر بالهيمنة أو التلويح علي أنها قوة عظمي مثل روسيا والصين فأنتم توصلون رسالة للعالم كلة بأنكم قادرون علي فعل أي شيء في العالم وأنكم الأقوى وعلي الجميع الخضوع لقراراتكم ومطالبكم دون قيد أو شرط
اليوم أرسلتم الطعم إلي سوريا عبر حليفتكم في الشرق الأوسط وابنتكم المدللة "إسرائيل" أدخلتم السلاح الكيميائي إلي سوريا إلي أيدي خفية وفعلتم فعلتكم كما خططتم لها ووجهتم أصابع الاتهام إلي بشار الأسد وليس لديكم دليل قاطع علي تورط النظام السوري في ذلك وقامت الدنيا ولم تقعد وتلوحون بضربة عسكرية حادة إلي النظام السوري وللتخفيف من الانتقادات وصفتموها "بالعملية الجراحية" بما معناة أنه لن يكون هناك تواجد عسكري في سوريا
أنا لا أدافع عن بشار الأسد أو عن النظام السوري وأنا أرفض العنف والإرهاب في أي مكان بالعالم ولكن أنتم هل لديكم مقياس واحد حول مكافحة الإرهاب ورفض العنف والإرهاب في أي مكان بالعالم وتعاقبون مرتكبيه مهما كانت صفاتهم؟
أيها الأمريكان وأيها الحلفاء للأمريكان هل لديكم دليل قاطع تستندون من خلاله لتوجيه أصابع الاتهام إلي النظام السوري أم أنها مجرد اتهامات ومعلومات تنشر علي مواقع التواصل الاجتماعي تتهم بشار الأسد ونظامه ولماذا لا توجهون أصابع الاتهام إلي العدو الجار "إسرائيل" فهي صاحبة المصلحة الأساسية في سقوط النظام السوري وتفكيك المنطقة بالكامل من أجل تدمير حزب الله في لبنان الحليف الأول لنظام الأسد والذي كلاهما يستمد قوته من إيران وكلا منهما يشكل تهديدا واضحا وخطيرا علي الكيان الإسرائيلي ولذلك تكون إسرائيل المتهم الأول بتلك الجريمة من أجل توسيع الصراع في سوريا والتدخل العسكري الخارجي للقضاء علي سوريا فهل ستعاقبون إسرائيل؟
ولكن يا للعجب أين أنتم يا من ترفضون الإرهاب وتعلنون تأييدكم لأمريكا في حربها علي سوريا بحجة أن النظام أستخدم سلاح محرم دولي من نوع كيميائي؟
أين أنتم من إسرائيل التي استخدمت علي الملأ كلة ولسنا بحاجة إلي إرسال خبراء التفتيش وغيرهم فلق استخدمت سلاح الفسفور الأبيض السام والحارق وهو سلاح محرم دولي وقاتل وحرق مئات الأطفال والنساء والشيوخ من المدنيين واستخدم هذا السلاح المحرم دوليا وهو مركب كيميائي قاتل وحارق تم استخدامه عدة مرات وأنتم أيها العالم شركاء في هذه الجريمة لأنكم جميعا كنتم تشاهدون ذلك السلاح الكيميائي الذي تستخدمه إسرائيل ضد الفلسطينيين في حربها علي قطاع غزة بالعام 2008/2009م ولم تفعلوا شيئا ولم تتوقف إسرائيل عند هذا الحد بل واستخدمت القنابل العنقودية المحرمة دوليا ولم تفعلوا شيئا
يا أحرار العالم يا شعوب العالم الحر في كل مكان لماذا تسمحون لإسرائيل باستخدام السلاح الكيميائي من نوع الفسفور الأبيض الحارق والقنابل العنقودية التي كان ضحيتها مئات الأطفال والنساء الفلسطينيين ولم تطالبوا حكامكم وجيوشكم بتوجيه ضربة عسكرية للقضاء علي هكذا سلاح كيميائي وبينما اليوم وبدون دليل واضح تتحرك الجيوش لإعلان حرب علي سوريا بحجة أن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي في ريف دمشق فعجبا لكم
فتلك هي البلطجية الأمريكية تصنف العالم علي حسب مصالحها والحجج كثيرة من أجل قلب النظام أو القضاء عليه وما عليك أيها العالم العربي إلا أن تقول " سمعنا وأطعنا " و "نعم سيدي" هذه هي البلطجية تحت مسمي الديمقراطية
بقلم الكاتب الفلسطيني/ هاني زهير مصبح

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت