صور.. السلطات المصرية تكثف حملتها ضد الأنفاق الحدودية مع غزة

رفح - وكالة قدس نت للأنباء
توصل السلطات المصرية حملتها المكثفة ضد انفاق التهريب المنتشرة اسفل الشريط الحدودي مع قطاع غزة، عبر تدميرها باستخدام الآليات الثقيلة والمواد المتفجرة "الديناميت".

وقالت مصادر فلسطينية، إن" نحو 90% من أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة توقفت عن العمل بفعل إجراءات أمنية مصرية"، وذكرت أن "آليات مصرية تشن حملة غير مسبوقة لهدم منازل وأنفاق للتهريب في الجانب المصري من الحدود ما تسبب بإغلاق واسع في الأنفاق".

وفجرت القوات المسلحة المصرية، اليوم الاحد، عددا من أنفاق التهريب باستخدام "الديناميت"، وتحديدا قبالة حي البرازيل ومخيم يبنا وقرب بوابة صلاح الدين الحدودية جنوب مدينة رفح الفلسطينية.

ووفقا لروايات الشهود من سكان المنطقة فإن دوي انفجارات كان يسمع بين الفينة والأخرى في الجانب المصري من الحدود، وكان يشاهد عقب كل تفجير تصاعد أعمدة من الدخان في المنطقة، كما شوهدت قوات مصرية كبيرة مدعومة بعربات عسكرية وناقلات جند مصفحة في منطقة الانفجارات.

ولم تسفر هذه الانفجارات عن وقوع ضحايا أو إصابات، نظرا لتأكد القوات المصرية من خلو الأنفاق المستهدفة من الأشخاص قبيل تفجيرها.

وأكد شهود عيان أن عمليات بحث وتمشيط مكثفة أجرتها القوات المصرية في المنطقة المذكورة ومحيطها، خلال الساعات القليلة الماضية، وقادت للكشف عن المزيد من الأنفاق، ووضعت حراسة عليها تمهيدا لتفجيرها.

وذكرت وسائل اعلامية مصرية اليوم، بان قوات الامن طلبت من أصحاب المنازل القريبة من المنطقة الحدودية مع القطاع بالابتعاد عنها ليتسنى تدمير عدد من الأنفاق .

وقال سكان بمدينة رفح المصرية، إن أصحاب المنازل نظموا مسيرة حاشدة، اعتراضا على تدمير الانفاق داخل المنازل الامر الذي ادى الى تصدع المنازل المجاورة لها.

وأشعل المحتجون النار في اطارات السيارات وسط الطرق الداخلية للمدينة الحدودية ووضعوا كتل اسمنية، الامر الذي ادى الي توقف حركة السيارات.

جدير بالذكر أن حالة من الغضب قد سادت بين سكان رفح المصرية بناء علي طلب السلطات من اصحاب المنازل إخلاء المنطقة الحدودية بمسافة 250متر.

وتسعى السلطات المصرية من خلال عملياتها خلال الفترة الأخيرة لإقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة.

وأكد مصدر رفض الكشف عن هويته في تصريح لـ "وكالة قدس نت للأنباء"، أن الجيش المصري يقوم خلال الفترة الماضية بعمليات هدم وإزالة للمحاصيل الزراعية بهدف خلق منطقة شبه خالية تماما لإنشاء منطقة عازلة مع قطاع غزة.

وأضاف المصدر أن الجيش يقوم بازالة كل ما يتواجد في المنطقة القريبة على الحدود مع قطاع غزة بمسافة 250 إلى 300 م، وهذا لكي تتحرك قواته على الحدود براحة أكبر وكذلك للآليات والدبابات الخاصة بالقوات المصرية.

وأشار إلى أن هدف إنشاء المنطقة العازلة أيضا هو هدم كافة الأنفاق المتواجدة على الشريط الحدودي مع قطاع غزة بشكل تام، وكذلك منع إنشاء أي أنفاق جديدة للتهريب.

وأبدت حكومة غزة التي تقودها حركة حماس استغرابها من نية الجانب المصري إقامة منطقة عازلة على الحدود بين قطاع غزة ومصر.

وقال المتحدث باسم الحكومة إيهاب الغصين إن "المناطق العازلة لا تكون بين الأخوة وحدود الدول الشقيقة"، مؤكدا أن "غزة تمثل خط الدفاع الأول عن مصر ولا يأتي منها إلا الخير".

وعبرت الحكومة بغزة عن أملها ألا تكرس هذه الخطوة الحصار على غزة، وألا تزيد من معاناة أهل القطاع.ودعت إلى إقامة منطقة تجارة حرة في هذه المنطقة.

من جهتهم، أوضح عدد من مالكي الأنفاق أن الأنفاق التي دمرت مؤخرا هي أنفاق لتهريب البضائع والسلع عثرت عليها السلطات المصرية خلال عمليات البحث المكثفة التي تنفذها في الجانب الآخر من الحدود.

وأكدوا أن هناك تركيزا كبيرا وغير مسبوق على الأنفاق التي تهرب الوقود وكذلك السلع الصغيرة، خاصة الغذائية والتموينية.

وأشار عدد من العاملين على الحدود إلى أن السلطات المصرية تستعين بأجهزة حديثة وكاميرات للمراقبة وكذلك كلاب بوليسية مدربة في الكشف عن الأنفاق.

ويعاني التهريب حالة شلل غير مسبوقة، بعد توقف غالبية الأنفاق المخصصة لتهريب الوقود السائل عن العمل، كما تعاني أنفاق البضائع توقفا مماثلا.

ولا تزال الأنفاق التي كانت مخصصة لتنقل الأفراد مغلقة بصورة كلية، ما حال دون تمكن عشرات الفلسطينيين من التنقل من خلالها كما كان سائدا.

وتفاقمت في قطاع غزة في غضون الأيام الماضية أزمة الوقود المهرب خاصة البنزين والسولار، بعد تراجع الكميات التي تصل القطاع من تلك السلعة.

وتعتبر الحملة التي بدأتها القوات المصرية في أواخر شهر حزيران الماضي أوسع وأقسى حملة تستهدف الأنفاق منذ شيوع الظاهرة في بدايات العام 2007، حيث تم خلالها تدمير وإغلاق اكثر من 500 نفق تهريب على طول الحدود المصرية الفلسطينية.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "أوتشا" أن عمل الأنفاق أسفل الحدود بين مصر وغزة ما زال محدودا للغاية نتيجة للإجراءات المصرية التي استهدفت الأنفاق في الشهرين الماضيين حيث تفيد التقديرات التي نشرت من مصادر في غزة أن ما يقرب من 10 أنفاق فقط تعمل مقارنة ب50 نفقا في حين أن المصادر المصرية أعلنت عن تدمير ما يقرب من 520 نفقا.

وتطورت الحملة المصرية على الانفاق وازدادت حدتها بعد منتصف شهر أغسطس الماضي، لتصل لأول مرة لتفجير الأنفاق وتدمير المنازل التي تتواجد بداخلها .

وتعتبر الأنفاق بمثابة شرايين الحياة لسكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليون و700 ألف نسمة، كبديل عن المعابر المغلقة جراء الحصار المحكم الذي تفرضه سلطات الاحتلال الاسرائيلي على القطاع منذ نحو سبع سنوات في أعقاب سيطرة حركة حماس عليه وتوليها زمام الحكم بعد فوزها بالانتخابات التشريعية.

عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" تابعت الاحداث الجارية على الحدود المصرية الفلسطينية ورصدت عمليات هدم وتفجير الانفاق واعدت هذا التقرير.

تصوير/ عبد الرحيم الخطيب