"الإرادة الشعبية الفلسطينية الغائبة"

بقلم: كمال الرواغ


في أطار المعالجة الصحيحة والحقيقية لحالة التشرذم والضياع والتآمر الدولي الداخلي والخارجي علينا والتشتت في الجغرافيا والانقسام السياسي والوطني الفلسطيني نتيجة غياب الإرادة الجماهيرية من ساحة الفعل والقرار الفلسطيني، وتغليب مصلحة الحزب على الشعب والوطن، وهذا التداخل والمزج السلبي في المفاهيم ما بين التنظيم والدين والسلطة والمصلحة الوطنية والشخصية فأن مستقبل الشعب والأرض والدولة بات في خطر نتيجة هذا العبث السياسي بقضيتنا والتي أصبحت بحاجة ماسة وضرورية لإعادة بناء الوطنية الفلسطينية وترميم القيم النضالية والمجتمعية التي نشأ وترعرع عليها شعبنا .
لذلك فأن هذه الحالة الشاذة والمدمرة لوجودنا شعبنا وأرضا وقضية، باتت تطلب إعادة النظر بجدية في المعايير والقيم التي قام وتأسس عليها نضالنا الوطني والسياسي، مع ضرورة إعادة تثقيف المجتمع بالقيم الوطنية الحقيقية للأجيال الشابة والصاعدة بعد أن زيف وعيها لصالح التنظيمات وليس الوطن، وتلوث بفعل المصالح المنفعية والتجاذبات السياسية والحزبية والعائلية سواء أفراد أو جماعات، مع الأخذ بعين الاعتبار تدعيم مدركاتنا بالمشكلات والتحديات التي تواجهنا والوقوف أمامها بواقعية لكي ننجح بمواجهتها، مع التخلص من الذاتية والأنانية الشديدة، والابتعاد عن المجاملات والبروتوكولات، والشخصنة وتأليه البعض وعبادة الفرد والمصلحة الشخصية، وعدم أخذ المواقف وإصدارها بناء على أرائنا الشخصية وقياساتها المصلحية والعاطفية، والتمحور حول وجهة نظر السلطة والمسئول وأصحاب النفوذ، كل هذا وذاك بحاجه لوقفه وموقف حقيقي مشرف من الشرفاء والمناضلين والمثقفين والأساتذة وأصحاب الرأي، لكي نضمن إعادة ثقة المواطن بالسلطة والقيادة والتنظيم واعتماده عليها في مواجهة حياتنا اليومية بعد أن أصبح من الصعب استمرار تحمل النتائج الكارثية التي تقع على شعبنا وقضيته في عالم اليوم المتغير والتي بتنا نقف عاجزين عن مواجهتها والسير معها أو في فلكها بل على العكس بتنا ندفع ثمن هذا العالم اليومي المتغير أرضا وشعبا وهوية .

كاتب صحفي:كمال الرواغ

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت