فيديو.. (فراس وماريا ) يرويان حكاية فلسطين بالموسيقى

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
الموسيقى لغة منطوقة منغمة تفهمها كل الشعوب رغم اختلاف موروثهم الثقافي، وحكاية فلسطين ترنو إلى أبنائها ليعبروا عنها في هذا المضمار الهام، الطفلان( فراس) و(ماريا)، يشكلان فريقاً صغيراً فالأول يعزف على آلة القانون الموسيقية والثانية بصوتها الشجي تطرب آذان السامعين .

بصوتها العذب تعبر الطفلة ماريا الأشقر (11 عاماً)، عن قضية اللاجئين الفلسطينيين، فهي تسكن مدينة غزة، وتحلم دوماً بالعودة إلى بلدتها الأصلية (بربرة) ، لذلك تختار على الدوام ان تغني (أغنية لاجئ ) أينما تشارك في حفلة أو اوبريت أو اى برنامج كان .

يقول مطلع الأغنية الشهيرة (شمس المشرق بتدفي شمس المغرب ولعاني وانا ما بعرف من الشمس إلا شمس الأغاني ما بعرف شمس فلسطين ولا شروق الشمس بيافا ... لاجئ سموني لاجئ طالع نازل عالملاجئ ).

أثناء غناء ماريا يجلس فراس شرافي (10 أعوام)، بجانبها يمسك آلة القانون الخشبية، وبأنامله يعزف على الأوتار، فهو يترجم النوتة الموسيقية للأغنية إلى ألحان ونغمات، ويجيد باحتراف هذا العمل .

يقول فراس لـ"وكالة قدس نت للأنباء"إن"لأي أغنية نوتة موسيقية خاصة بها، تقرأ بشكل نظري ثم يتم تطبيقها على آلة العزف، لذلك فإن دراسة الموسيقى لتنمية الموهبة أمر ضروري فالموسيقى علم يحتاج إلى دراسة واهتمام بالغ".

لعل (فراس وماريا ) أسعف موهبتهما وجود معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، في مدينة غزة، فهو المكان الوحيد داخل المدينة الذي يهتم بتدريس الموسيقى بسبب قلة الإمكانيات، نظراً لظروف قطاع غزة الصعبة التي يعيشها .

إلتحق الطفلان في معهد إدوارد سعيد وهما دون سن الستة أعوام، بعد ان اكتشفت أسرتيهما الموهبة التي يحملانها، فالطفلة ماريا برزت موهبة الغناء لديها مبكراً، وسارع والديها في إرسالها إلى معهد إدوارد لتنضم الى فرقة الجوقة، وهي الفرقة التي تضم الاطفال ذو الأصوات الأجمل والمميزة بين طلاب المعهد.

بجانب فرقة الجوقة انضمت ماريا إلى كورال المعهد والذي يضم عشرات الأطفال من اصحاب الاصوات الجميلة، وتحفظ ماريا العديد من الأغاني الطربية والوطنية منها( اغنية صرخة ثائر ، موطني ، يما مويل الهوى ، لاجئ).

ولم تقتصر موهبتها على الغناء فقط، بل تجيد ماريا العزف على عدة آلات موسيقية منها(الجيتار والبيانو وآلة اشتيلو، العود).

وقد شارك الطفلان في العديد من الحفلات التي اقامها المعهد بغزة، منها حفلة اقيمت بمناسبة يوم المرأة العالمي وحفلة في يوم الطفل العالمي، وحفلة اقيمت في فندق "الموفمبيك" واخرى في فندق "جراند بلس" وفي مركز المسحال الثقافي والعديد العديد من الحفلات .

ويعتبر الطفلان ان للموسيقى اثر كبير لدى سائر الناس، فهي لغة تواصل بين جميع الأمم على اختلاف ثقافاتهم، وان قضية فلسطين بحاجة أن تترجم دوماً لهذه اللغة التي يفهمها جميع الناس .

ويقضي فراس وماريا، قرابة (4) ساعات في تعلم الموسيقى كل اسبوع، موزعين على يومين(الاثنين والخميس)، ويحرص استاذ الموسيقى ابو انس النجار على متابعتهم وتقديم لهم خبرته في هذا المجال.

وينتهز فراس حديثه هنا ليرسل بشكره إلى استاذه ابو انس ويقول"اشكر الاستاذ ابو انس، فهو يتابعنا منذ ان دخلنا المعهد، ويقسم لنا الحصص الموسيقية لشقين جزء نظري وجزء عملي، ويراقب اداءنا بعناية ".

وآلة القانون التي يجيد فراس العزف عليها تعتبر من آلات الموسيقى الشرقية ومن الآلات البارزة في التخت الشرقي والعزف المنفرد، وهي أغنى الآلات الموسيقية أنغاماً وأطربها صوتاً .

وتأخذ آلة القانون مكاناً مرموقاً بين الآلات الموسيقية بما تتميز به من مساحة صوتية واسعة، فهي تشمل على حوالي ثلاثة دواوين اي (اوكتاف) ونصف الديوان تقريباً، وبذالك فإنها تغطي كافة مقامات الموسيقى العربية.

وتعتبر آلة القانون بمثابة القانون أو الدستور لكافه آلات الموسيقى العربية، حيث نستطيع أن نقول إن آلة القانون هي الآلة الأم والآلة الأساسية عند الشرق مشابهة بذلك آلة البيانو عند الغرب وأهميتها، وذلك لاعتماد باقي الآلات الموسيقية عليها في الضبط والدوزنة، الى جانب تمركزها في وسط الأوركسترا العربية .

ويقصد بالأوركسترا كما يوضح الطفل فراس، بأنها مجموعة الآلات الموسيقية التي تنقسم إلى قسمين آلات غربية وشرقية، لافتاً إلى أن آلة القانون لها مكان مخصص بين هذه الآلات، حيث يجلس اثناء العزف في الصف الثاني بين العازفين .

ويشير الى ان لديه آلة قانون بالبيت، وكثيراً ما يقضي اوقاته برفقتها، خصوصاً حينما يجتمع مع اصدقائه وزملائه قائلاً "استغل اوقات الفراغ في العزف داخل البيت عند زيارة اصدقائي، وبلاقي تشجيع منهم ومن والدي " .

ويتقن فراس الكثير من النوت الموسيقية الخاصة بالأغاني، منها ( نوتة اغنية لما بدا يتثنى، نسم علينا الهوا، موطني، ياطير الطاير، علي الكوفية، الحلوة دي ).

ويحلم فراس ان يكون في المستقبل موسيقار، بينما تحلم زميلته ماريا بأن تكون استاذة اوركسترا، ويأملا ان يوفقا في حياتهم وان يرويان حكاية فلسطين من خلال الموسيقى ويوصلانها الى كل انحاء العالم .