الاحتفال بعيد المرأة العالمي

بقلم: هاني زهير مصبح


تلك هي أسابيع قليلة تفصلنا عن احتفال بعيد من أهم الأعياد في حياتنا ألا وهو عيد المرأة الذي يحتفل به في 15ابريل من كل عام والبعض الآخر يحتفل به في الثامن من مارس من كل عام فهذا اليوم يخص كل النساء في العالم وهو يحمل بين طياته كثير من القصص التي تعبر عن المرأة صانعة التاريخ والقرار علي امتداد القرون والعصور الماضية من أجل المشاركة في المجتمع ومن أبرز نساء العصور القديمة وفي حضارات مازالت حيه وشامخة كالحضارة الفرعونية القديمة في مصر هي "نيفر تيتي " التي تربعت علي عرش الحكم في ذلك الوقت وساهمت في صنع حضارة عمرها أكثر من أربعة آلاف سنة وهذا هو إبداع المرأة ولم يتوقف ذلك الابداع والعطاء عند هذا الحد فالمرأة نموذج فريد يكون دائما معطاء وصاحب آراء مميزة وحكيمة ومن تلك النساء هي المرأة الأم ومنهم زوجات الرسول محمد صلي الله علية وسلم عندما أشارت أم المسلمين "أم سلمي" عندما رفض المسلمون التحلل من ملابس الإحرام فغضب الرسول الكريم ودخل خيمة أم المسلمين "أم سلمي" فأشارت علي الرسول الكريم بأن يخرج ويحلق ويذبح الهدي وسوف يتبعه المسلمون ويفعلون ما يفعل وهذا ما حدث بالضبط .
المرأة تحقق دوما حضورا بارزا ومتميزا في العديد من القطاعات المختلفة وتجاوزت العادي والمألوف إلي الإبداع الإنساني العظيم وهي التي نعرفها بكل أشكالها الجميلة والرائعة فالمرأة هي الأم وهي الزوجة والأخت والابنة التي بدونها لا تكون الأسرة ولا يكون المجتمع ،فعندما نقول المرأة نقصد بها الحضارات والثقافات والشعوب التي مازالت خالدة إلي يومنا هذا ومن المستحيل أن تجد حضارة رائعة لم تساهم المرأة بقدر كبير في صنعها ،والمرأة أيضا هي زميلة العمل التي تشارك الرجل في بناء المجتمع والوطن، ومن أبرز نساء العالم التي ساهمت في عصرنا الحديث وشاركت الرجل في صنع القرار علي مختلف المستويات وساهمت في رسم سياسات حول العالم ولعل من أبرز نساء عصرنا هذا هي المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" والمرأة بشكل عام هي نصف العالم ويجب علينا تكريم المرأة ليس في عيدها وحسب وإنما في كل الأوقات وعلينا أن نهيأ لها الظروف التي تجعلها تتمتع بالحقوق التي منحها لها الله سبحانه وتعالي وهي حقوق موجودة في الإسلام أكثر من الحقوق التي أوجدها الإنسان في القانون الوضعي .
فلقد كرم الإسلام المرأة وحفظ لها كرامتها ومكانتها وقيمتها الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية وكفل لها حقوقها الشرعية وذلك في زمن كانت المرأة لا قيمة لها وتنتهك أعراضها وتسلب حقوقها في حقبة الجهل والظلام في العصور القديمة والوسطي ونزل الإسلام رحمة للعالمين بما في ذلك المرأة .
وهنا دعوني أتكلم بوقفة إجلال وإكرام ووقفة احترام وتقدير للمرأة الفلسطينية التي ساهمت في كتابة تاريخ حفر في الأعماق تاريخ لنضال شعب قاوم ومازال يقاوم والمرأة جنبا إلي جنب مع الرجل في عطائها اللامحدود وفي عطائها المتميز في نضالها وأشكاله المختلفة فالمرأة الفلسطينية شاركت الرجل نكبته وهجرته وشاركت الرجل في كل مناحي الحياة والمرأة الفلسطينية هي الشريك الأول في معركة التحرير والنضال وكلنا نعرف كواكب وقوافل الشهيدات الفلسطينيات ومن أبرز تلك النساء الشهيدة /دلال المغربي رحمها الله ولم يتوقف نضال المرأة الفلسطينية عند هذا الحد فهي كانت تشارك الرجل الفلسطيني نفس معاناه الجلاد الإسرائيلي وتعيش خلف قضبان الزنازين وقد يعتقد الكثير أن المرأة الفلسطينية هذا هو سقف مساهمتها ولكن تمهل قليلا؟
المرأة الفلسطينية تقدم ما لا لم يقدمه أحد علي مر العصور فهي من تتحمل الغربة والشتات وتقف بجانب زوجها وأولادها والمرأة الفلسطينية جزء من ثقافتنا وحضارتنا والشريك الأول في صناعة التاريخ الفلسطيني وهي التي تشاهد قتل أطفالها بأم أعينها علي يد محتل غاشم صهيوني ولم يتحرك العالم لنجدتها والمرأة الفلسطينية هي المرأة الوحيدة حول العالم وعلي مر العصور هي المرأة التي مازالت تعيش حصار يحرمها من أبسط حقوقها منذ أكثر من سبعة سنوات والتاريخ مازال يسطر ويكتب عن المرأة الفلسطينية في الشتات وفي أرض الوطن المسلوب ولن تتوقف تلك الأقلام لأنك أيتها المرأة الفلسطينية أنت الأولي عالميا في كل شيء ومهما وقفنا لك تبجيلا وتقديرا فسوف يبقي لك من الحقوق علينا الكثير الكثير وسنبقي نحن مدينون لك بكل شيء فإن كانت المرأة حول العالم هي نصف الدنيا ونصف المجتمع فأنت أيتها المرأة الفلسطينية العظيمة أنت الدنيا كلها وأنت المجتمع وهذه القصيدة إهداء لكل امرأة حول العالم بعنوان/

*المرأة غرس عطاء لا يجف*

قديما حملت المنجل وغدت
الى الحقل تفلح الأرض العطشى
ومن عرقها المتصبب تروي شقوقها
وكتاج عزة حملت الجرة
وراحت مبكرة مع قطرات الندى
يلفح وجنتها برد الصباح
لتروي صغار يتصايحون ظمأي
وفي حر الشمس القادح
جمعت في البستان من خير
وأخذت تطحن السنابل
انها خنساء فلسطين
زوجة كغلالة الفجر المنسدلة
تستر ما في البيت ان بدا
وتحتضن وليدها ان بكى
وتسند عمود البيت ان هوى
انها خنساء فلسطين فهل عرفتها؟
أتى عليها الدهر وتجنى
واقتلعها من ارضها كما يقتلع الريح اوتاد الخيمة
واي ريح؟
انها ريح صرصر عاتية
كانت كالخيمة الصامدة
لتجد نفسها من جديد كالخيمة الصابرة ولكن
هيهات هيهات يا أم الشهيد
يا من تسطرين بصبرك صفحات التاريخ
أنت سنبلة عطاء
انت غصن يانع يرمز للسلام
أنت زيتونة تسرج زيتها
لتضيء عتمة الاوطان
انت حمامة بيضاء تجمعين بين أجنحتك
شمل العروبة
هيهات هيهات يا أم الاسير
كل يوم ترسلين الشوق لتقتحم المسافات
وتودعين الفؤاد القابع خلف الاسلاك
وبين سجدة وقنوت تتوسلين رب السماء
رحماك ربي هب لي فرج قريب
هيهات هيهات يا بنت الرجال ويا زوجة الشهداء
لك غير كل عروس
فأنت عروسان...
عروس يوم زفافك ..
وعروس حين تودعين الشهداء
تلبسين الصبر كالدرر الثمينة
وتتوشحين بوشاح الأمل محتسبة
لله درك يا فلسطينية
لله درك يا بنت العروبة
لله درك يا أماه .....
بقلم الكاتب الفلسطيني/ هاني زهير مصبح

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت