رداً على العوض..ابو زهري يكتب "أما آن للواهمين أن يفيقوا؟"

غزة - وكالة قدس نت للأنباء

علق الناطق باسم حركة حماس سامي ابو زهري على مقال نشره عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض حول الاحتقان الشعبي في قطاع غزة.

 

وكتب ابو زهري عبر صفحته الخاصة على  موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقال بعنوان "أما آن للواهمين أن يفيقوا؟"

 

نص المقال:

أما آن للواهمين أن يفيقوا؟
استوقفني مقال للسيد وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني (قبل أن ينفجر الاحتقان الشعبي في غزة) والذي يزعم فيه، وجود انفجار وشيك في قطاع غزة نتيجة وجود حالة احتقان في الشارع بسبب بعض المشاكل كنقص الكهرباء وإغلاق معبر رفح ونقص البضائع، وهو يرى أن الحل بيد حركة حماس عبر قبولها بطلب الرئيس محمود عباس تشكيل حكومة مرهونة بإجراء الانتخابات.
ورغم عدم الموضوعية في المقال، وما تضمنه من انحياز لطرف دون طرف، ورؤية الوضع الفلسطيني بعين واحدة، إلا أنني وجدت في ذلك فرصة لتبيان الحقيقة.


إن الحديث عن وجود انفجار وشيك في غزة، هو لغة تحريضية لا يمكن أن تعكس أي قدر من المسؤولية أو حسن النوايا، فمثل هذه المقالات التي نحن بصددها، تحاول توظيف معاناة الناس لأغراض واصطفافات حزبية لا تخفى على أحد من أبناء شعبنا الذين يدركون أن هذه المشاكل هي نتيجة طبيعية للحصار الإسرائيلي والتقاعس الرسمي العربي عن نصرة غزة، وأن محاولة أمثال هؤلاء قلب الحقيقة وتبرئة الاحتلال، وتحميل حماس مسئولية الحصار وما نتج عنه، هي محاولات فاشلة لا تنطلي على شعبنا الفلسطيني.


إن الحديث عن خارطة طريق يطرحها العوض، وكأنها من المسلمات وعلى حماس أن تذعن لذلك قبل حالة الانفجار التي يتوعد بها، ما هي إلا محاولة لترويج مواقف حركة فتح التي تعلن صراحة أن المصالحة تكون عبر الانتخابات أو تشكيل حكومة لإجراء الانتخابات.


هذا الطرح الذي يبدو في صورته جميلاً، يطرح كثيراً من الأسئلة التي تجاهلها صاحب المقال، ما هو مصير بقية بنود اتفاق المصالحة وخاصة ما يتعلق بمنظمة التحرير؟، أم أن من حق حركة فتح أن تختار ما تريد وتتجاهل ما لا تريد؟، وحتى لو أردنا أن نذهب للانتخابات مباشرة فهل الأجواء جاهزة لذلك؟


فأجواء الحريات غير مهيأة ولدينا معتقلين في الضفة المحتلة لا يقل عددهم عن مائة في كل شهر، عدا الملاحقة الأمنية المستمرة، كما أن انتخابات المنظمة التي اتفقنا أن تجري مع انتخابات السلطة في وقت واحد لم يشكل لها حتى اللحظة لجنة انتخابية، ولم ينجز قانونها الانتخابي، ولم تُتخذ أي خطوة لانجاز سجلها الانتخابي، فأي انتخابات يمكن أن نذهب لها في ظل استمرار الفجوة والانقسام وعدم توفر أي جاهزية لإجراء الانتخابات؟.


إن لغة الحديث التي يستخدمها قادة فتح وبعض من يروجون لهم، هي لغة مليئة بالاستعلاء والوهم والرهان على تدخلات إقليمية، وأن على حماس أن تقبل بما يُعرض عليها قبل فوات الأوان.
صحيح أن حماس كانت ولا زالت حريصة على المصالحة، ولكن واهم من يظُن أنها تفعل ذلك هروباً من الأزمة، وأنها يمكن أن تنكسر للإملاءات والإبتزاز.


على أصحاب هذه المقالات أن يدركوا أن حماس أقوى بكثير مما يظنون وعليهم أن يعيدوا حساباتهم، فحماس تستمد قوتها من ربها ثم شعبها ومقاومتها وعمقها القومي، أما هم فيحاولون أن يستمدوا قوتهم من مشاريع التنسيق الأمني والتسوية مع الاحتلال، ولن يجنوا من ذلك إلا السراب.

 

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -