حاج اعتمر .. وحاج طاف بالبيت .. وحاج مازال ينتظر..


غصة ومرارة تكاد أن تقتل الجسم , حزن أبى أن يغادرنا وصمم على البقاء معنا ومشاركتنا العيد , تلك المرارة والغصة والحزن هي منع حجاج غزة من السفر لأداء فريضة الحج..
بأي حال عدت يا عيد..؟؟
حصار محكم الخناق يشتد ويطوق غزة , احتلال يمزق قرى ومدن الضفة , انقسام بغيض مشين يذيب الأمل بالوحدة يا غزة وضفة , حكومتان غير مسئولتان سلبتنا الأمل والعزة , شهداء وجرحى وأسرى وتهويد واستباحة لمقدساتك يا فلسطين , قناص في الضفة وأنفاق في غزة .
كيف أتيت هذا العام يا عيد ..؟؟
اليوم هو الوقوف بعرفات للبدء بمناسك الحج..فرحة ليس كمثلها فرحة تملؤ قلوب الحجاج الذين تمكنو من مغادرة غزة وأداء فريضة الحج , وحزن ليس كمثله حزن يسيطر على من تم منعه وحرمانه من أداء هذه الفريضة , هنيئا لكم أيها الحجاج وبارك الله لكم حجتكم وأرجعكم سالمين الى دياركم ووطنكم , وعار عليكم يامن سمعتم مناشدة كل حاج منع من السفر واصمت اذنكم عن السماع واللامبالاة لما يحدث لحجاج غزة , أعرف انكم أصحاب القرار الرشيد,ولكني تيقنت انه لا رشاد في بقائكم ولا رشاد لحكمك , أطلقنا العديد من المناشدات لكم لتتمكنو من حل هذه المشكلة وفعلا اذنكم لم تسمع ولم تفهم مايعانيه هؤلاء الحجاج , شكرا لكم لان أيديكم شاركت بهذا الجرم اللاأخلاقي وكنتم سبب مباشر او لامباشر في منع الحجاج من السفر ,نعرف أن "الراعي مسئول عن رعيته" أأنت راعينا يا رمز الشرعية "أبو مازن" أم أنت من تطبق السيطرة والخناق على شعبك المظلوم والمسلوب حريته هنا بغزة , عذرا أعرف أنك لا تقرأ مانكتبه , ولكننا لن نصمت وسنكتب وسيستمر قلمنا ولن ينشف حبره وسننال ما نريد ..
لقد أتيت يا عيد .. كلي اسف واعتذار لعدم استقبالك .. أقفلت الابواب وأغلقلت النوافذ ولن اسمح لك بالمرور .. التمس لي العذر لان مجيئك أتى وأعز الناس على قلبي يتذوقون مرارة الحزن بحرمانهم من السفر لأداء فريضة الحج , لن أفرح وقلب والدية يملؤه الحزن , ارحل أيها العيد لقد أتعبنا من لقائك قبل أن تأتي..
بقلم: علا عامر الجعب