تنتظر الفلسطينية هناء الزعانين طفلا من زوجها المعتقل لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 2006, بعد تهريب سائله المنوي من الأسر عبر نقاط تفتيش صارمة، ليصل إلى بيت حانون في غزة، ويتحول حلمها إلى حقيقة.
هناء البالغة من العمر( 26 عاما)، لم يمض على زواجها من تامر الزعانين أكثر من شهرين، حتى تم اعتقاله والحكم عليه بالسجن 12 عاما، مما دفعها للتفكير بالإنجاب من زوجها الذي لم تره منذ سبع سنوات، بتقنية أطفال الأنابيب.
وقالت هناء الزعانين في اتصال لـ CNN بالعربية: "أول من حدثني بالأمر عائلة الأسير فهمي أبو صلاح، بعد نجاح تهريب عينة من السائل المنوي للأسير ووصولها بسلام إلى زوجته."
وحول تفاصيل العملية، أضافت هناء: "عرضت الأمر على أهلي، ولم يعترضوا، وتوجهت بعدها لأهل زوجي وتمت الموافقة، وتواصلنا مع زوجي من خلال الرسائل، فأنا لم أحصل على إذن لرؤيته منذ اعتقاله، لكنه سمع عن الأمر أيضا، وأراد طرحه علي، لكنه خاف من رفضي، ومن عدم تقبل المجتمع للفكرة والتعرض لشائعات."
ورفضت هناء الحديث عن تفاصيل عملية التهريب للعينة قائلة: "كان الأمر غامضا لآخر لحظة، حتى استلامنا لها من معبر إيرز، لكن لي شقيقان في الأسر مع زوجي، هما من أشرفا على الموضوع."
ووفقا لتوثيق مركز الأسرى للدراسات، فقد حاول أهالي أسرى قطاع غزة في السجون الإسرائيلية تهريب نطف لأسرى ست مرات، إلا أن محاولاتهم لم تنجح ، وأن حالة الأسير تامر هي الأولى بعد تأكيد الأطباء نجاحها، إضافة إلى ثلاث حالات من ضمنها حالة الأسير حسام العطار وزكريا الكفارنة، وفهمي أبو صلاح.
زوجة الأسير فهمي أبو صلاح قالت: "كان الدافع من العملية هو الحكم المرتفع على زوجي بالسجن 22 عاما، ووقت خروجه ستكون إمكانية الإنجاب ضعيفة بسبب كبر السن، ونحن بحاجة لشقيق لابنتي، حيث تم اعتقاله بعد سنة من زواجنا وكان عمرها 40 يوما."
وأضافت: "زوجي ساندني بالفكرة، برغم فشلها أول مرة، لكن في المرة الثانية أرسل عينة من حيواناته المنوية في شهر يناير/كانون الثاني، وتم تجميدها وحصل الحمل في شهر مايو/ أيار، وأنا الآن حامل في الشهر الخامس."
وحول التأكد من سلامة العينة وصحتها قالت: "تم تهريبها بصعوبة، ونحن واثقون من صحتها وكنا على تواصل وعملنا عن كثب مع من هربها."
وقال عبد الكريم الهنداوي، طبيب الخصوبة الذي أشرف على هناء في الحمل، في اتصال لـ CNN بالعربية إن: " الإجراء غير اعتيادي، لكنه طبيعي لأي امرأة تريد الإنجاب من زوجها، وأن الصعوبة الوحيدة كانت في الحصول على الحيوانات المنوية بشكل يضمن صلاحيتها، بسبب طول الطريق وعمليات التفتيش التي يتعرض لها الأفراد من الجانب الإسرائلي خلال السجن ومعبر إيرز الفاصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة."
وأضاف أنّ "عملية زراعة الأجنة سهلة ومتوفرة في غزة بتكاليف قليلة، وأهل غزة معروفون بحبهم للأطفال وإنجابهم لعدد كبير منهم، وعملية تهريب السائل المنوي من الأسرى لزوجاتهم خاصة المعتقلين لسنوات طويلة، أمر إيجابي لا يؤثر على عملية إنجابهم للأطفال."