كتب – فرشوطى محمد - سمعت الخبر ده يا فرشوطى افندى؟
قلت : لم اسمع أخبار من فترة ومش عايز اسمع ولا أشوف اى أخبار – أخبار أيه اللي أنت جاى تقول عليها،... انا ياحمار وأعوذ بالله من كلمة أنا – مؤلف أخبار، اقدر اسكعلك 20 جريدة و 15 مجلة وأعملك 7 برامج فى التلفزيون.
قال الحمار : مش انت اللى بتقول دائما ان كله عند العرب صابون – خلاص اسكعلك صابونه علشان تغسل بها الحبر الأسود ده وتريح نفسك.
قلت : ولا صابونه ولا ليمونه ... اتركني لوحدى – سيبنى فى حالى - عايز اكتب قصيدة جديدة – ويكون مطلعها عينى على بلد فيها الحمار أستاذ.
ضحك الحمار – وانتعش – وضرب برأسه طربوشى وقال : ياسيد فرشوطى أنا بصراحة النهار ده مش عايز فلسفه ولا وجع دماغ .
قلت : خلاص غنى بحبك ياحمار وريحنى ..
وبعد ان انتهى الحمار من الغناء قال متسائلا: هل تعرف أين تقع جزيرة "مينداناو"؟
قلت : أيه ياحمار أنت حا تشتغل مؤلف فوازير ؟ على العموم الجزيرة دى فى الفلبين.
قال الحمار : ايوه صح .. بس اللى انت متعرفوش ان فيه بلد فى الجزيرة دى المفروض نساءها ياخدوا جائزة نوبل للسلام .
قلت : اشمعنى
قال : لأن نساء هذه القرية تمكنوا من حل مشكلة لم تتمكن الأمم المتحدة من حلها .
قلت : المرأة تملك أسلحة كثيرة وكم قامت من اجلها حروب وبلاوى سوده . ولكن قولى انت عمال تلف وتدور عايز تقول ايه بالظبط ؟.
قال اسمع ياباشا- وياريت كل نساء العالم يدافعون عن حقهم بهذه الطريقة .والحكاية ببساطة ان جزيرة "مينداناو" فيها قري كثيرة، وهذه القري تطالب بالانفصال منذ فترة السبعينيات في القرن الماضي. وشوف بقى من يومها خناقة ونزاع مسلح وتشريد عائلات وسرقة ونهب،. والحكومة فشلت فى القضاء على هذه الفوضى لحد البلاد ماخربت.
قلت :ليه هما عندهم فلول هما كمان؟ وبعدين دى حاجات بتحصل على مدى التاريخ والدنيا فيها الخير والشر . والحمد لله ان مش بس العرب ان كله عندهم صابون – أهي الفلبين شغالة هى الأخرى فى القتل والدمار وكله عايز يركب الموجه وخلاص.
قال الحمار: فلول ايه وزفت ايه – يافرشوطى بيه اسمع وأتعلم.
قلت : قول ياحمار سامعك !
قال :أيه بقى اللى حصل
قلت : حصل أيه؟
قال : النساء هناك أعادت الهدوء ومنعوا الرجالة من القتال وأعادوا السلام للجزيرة ورجعوا الأسر المشردة لبيوتهم.
قلت مندهشا ازاى حصل ده – يبقى على كده النساء كانوا يتلقون دعم وتمويل خارجي وأموال ومساعدات.. انه سلاح التمويل غير المشروع أيها الحمار.
قال الحمار: أنت لسه عايش فى نظرية المؤامرة يا فرشوطى افندى، علشان كدا حاتفضل لابس الطربوش طول عمرك ولن تتقدم خطوة للأمام إلا إذا أدركت ان العالم تغير.
قلت انا ناقص نصائح – كفاية بقى – يعنى السلام والهدوء اللى حصل بفضل نساء قرية "دادو" دى حصل ازاى بدون أي تمويل خارجي؟
قال الحمار ضاحا : النساء أعادوا الهدوء إلى قريتهن باستخدام سلاح الأنوثة .
مرت فترة صمت بيننا .. غيرت خلالها مياه النرجيلة واحتضنت شفتاي مبسمها وسحبت نفسا عميق وقلت هامسا اليست الأنثى هى الأصل. أليست هى الحياة ربما يكون كل حل مشاكل البشرية فى يدها ونحن لم ندرك ذلك السر حتى الأن .إنها النار المبدعة وسر الوجود.
سألنى الحمار: انت رحت منى فين ياعم فرشوطى ؟
قلت هامسا بفكر ياحمار .ولكن أخبرني كيف تم استخدام هذا السلاح الفتاك؟
قال الحمار:ببساطة قامت النساء بالإضراب عن ممارسة الجنس .
(ظللت أضحك حتى كاد ان يغشي على) وبعد ان مسحت الدموع التى تساقطت من عينى .سحبت نفسا عميق وقلت لنفسي هذا حل لا بأس به حتى فى مشكلة الغلاء.- ولكن قولى ايها الحمار الشقى ماذا حدث بعد ذلك.؟
قال الحمار ..امتنعت الرجال عن القتال حتى ترضى عنهم نساءهم .. وبعد أسابيع من تطبيق الإضراب ساد الهدوء البلاد، وأعيد فتح الطرق المغلقة،وتمكنت نساء "دادو"، والقرى الأخرى من تسليم منتجاتهن من الخياطة وخلافه لإعادة بناء اقتصاد المنطقة. وانتهى التمرد .وعادت المحبة والسلام بفضل السلاح الذري للأنثى.
فرشوطى محمد صحفى ساخر
للتواصل معه على الشبكة العنكبوتية
http://www.facebook.com/farshoutye