في الخلاصة الاولى خلصنا إلى أن الانتفاضة الشعبية السلمية وليست المقاومة هي التي أتت بأوسلو وأوسلو هو الذي أتى بهم للحكم إلى هنا كنا نسير في الطريق الصحيح ، والحكم والصراع عليه والتسلح هو الذي دمر الشعب الفلسطيني وقضيته، وهنا بدأ الخطأ فاتركوا الحكم وعودوا لانتفاضة شعبية سلمية ليس لركوبها للوصول للسلطة من جديد والتكرار الذي لا يعلم الشطار ، ولكن لإجبار اسرائيل والعالم من جديد للرضوخ لحقنا في اقامة دولتنا الحرة والديمقراطية.
في الخلاصة الثانية خلصنا إلى أنه لا يجب الرضى من الآن فصاعدا بأن يكون رئيس السلطة وهو بمثابة مدير عام العمليات وان سمي رئيسا أن يكون رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية وألا يستمر الجمع بين منصبي رئيس السلطة ورئيس منظمة التحرير وأن تبقى رئاسة المنظمة أكبر حجما ومكانة وتأثيرا من رئاسة السلطة الصغيرة وأن يكون الفريق القومي الفلسطيني في حالة اللياقة البدنية والسياسية وفي حالة تغيير دائم للاعبين الأكفياء الجدد وليست هي وظائف دائمة لمن سعى إليها وساعدته الشللية الحزبية أو هيمنات المتنفذين حسب ولاءاتهم فهذا الفريق هو أخطر مجموعة من اللاعبين بالشأن الفلسطيني الآني والمستقبلي.
أما في هذا الجزء الثالث من "العودة إلى سفر تكوين أوسلو (3-3) نقول
المفاوضات لا تجري وخاصة كل هذه المدة الطويلة بدون برنامج عمل ضاغط على الاحتلال وانظروا كيف يستخدم الاسرائيليون أوراق الضغط بمواصلة الاستيطان ومصادرة الأراضي والاعتداءات المتكررة على شعبنا ومحاصرته عسكريا واجتماعيا واقتصاديا، وانظروا في كل ما يفعله المحتل دون توقف من منع سفر ومنع المواد والاحتياجات الحياتية والاعتقالات المتكررة في البحر وعلى الأرض ومراقبة السماء واستهداف عمق قضايانا وحقوقنا اعلاميا وغيرها فالاحتلال في انتفاضة دائمة علينا ونحن نائمون ، أليس كل هذه الوسائل هي وسائل ضغط على المفاوض فأين أوراق ضغطنا وهل نستخدمها أم أن المفاوض الفلسطيني شمشون أو طرزان ولا يحتاجها، هذا منهج مسخ في المفاوضات وكما تحدثنا لن يحرج المحتل والعالم سوى انتظام شعبنا في ضغطه ورفع تكاليف الاحتلال بالانتفاضة الشعبية السلمية التي لا يستطيع أحد اتهامنا بها فالانتفاضة الشعبية السلمية يحب ألا تتوقف لحظة واحدة وخاصة تجري مفاوضات أو نحضر لها وكل الفعاليات الجارية والموسمية لن تفيد وهذا يوحد شعبنا في اتجاه الهدف.
لا يهمنا أن تجري المفاوضات ولكن الذي يهمنا كيف تجري مفاوضات ولا نستخدم عناصر ضغط شعبي على المحتل، فليس الذي يجري مفاوضات بالمعنى الوطني المطلوب لانهاء الاحتلال ولابد للمفاوض من مراقب وضاغط ودور للشعب فالمفاوض ليس شخصا يجلس مقابل مفاوض بل المفاوضات لها أدوات ضاغطة وعلى شعبنا أخذ دوره رضيت القيادة المفاوضة أم لم ترض فالمفاوضات هي جعبة لجمع المحصول وليست أداة نضالية فالأداة النضالية هي التي تضغط على المحتل وأنجعها هي الضغط الشعبي السلمي على المحتل.
الانسحاب من المفاوضات ليس من أدوات الضغط الناجعة ولا الجو العام الهادئ والأمن المستقر هو أداة نضالية ناجعة وحتى لو كان خلاف على ما نتفاوض عليه ومن هو المفاوض فكل ذلك تعيد ترتيبه وتعدله الجماهير المنتفضة بحركتها بشرط النظام وعدم حرف حركة الجماهير في اتجاهات عسكرية جربت ولم تنجز على صعيد استرجاع الارض والحقوق بل أدخلتنا في متاهات الفعل ورد الفعل.
في الثورة على الاحتلال لا يجوز الانتظار طويلا والتوقف عند اطلاق أسرى أو رفع حصار أو زيارة وسطاء أو طلب تدخل خارجي فاسنمرار زخم التحرك الشعبي الكبير يجب أن يستمر في كل الظروف فالثورة لا تتوقف عند محطات روتينية بل هي حركة دائمة لوضع اسرائيل والعالم أمام ثورة شعب حقيقية وليست موسمية.
ضغط الجماهير عبر الانتفاضة الشعبية السلمية المستمرة يرفع الأغطية كلها عن اسرائيل والولايات المتحدة والرباعية والعرب والمسلمين والامم المتحدة فالشعب الثائر هو الذي يفرض شروطه وليس الآخرين.
في غياب كل الخيارات تبقى الانتفاضة السلمية هي الخيار الأكثر فعالية وهي الأداة الوحيدة التي أنجزت انسحابات الاحتلال وقيام السلطة الوطنية بعثراتها والانتفاضة الشعبية السلمية لو استمرت لمنعت الفساد والانقسام وتدهور العلاقات مع دول الجوار ولكنا حصلنا على الاستقلال قبل عقد من الزمن.
الخلاصة: الانتفاضة هي المفاوضات الشعبية القادرة على احداث التوازن والانجاز فعودوا لها وانتفضوا على الاحتلال وسينتهي الانقسام وستتغير منظمة التحرير وسنحقق أهدافنا في الحرية والاستقلال بشرط أن ألا يكون لدى شعبنا من لا يدرك إلى الآن من الاحزاب والفصائل والقيادات أن القضية لا تحل بما فعلوه حتى الآن وألا يكونوا انتهازيين وعينهم على الفئوية والسلطة فعند تحقيق الاستقلال تنافسوا كما يحلو لكم أما الآن فكل من يريد غير الانتفاضة فهو قاصر عن قيادة هذا الشعب ولا يعبر عن الحالة الفلسطينية وله في ذلك مصالح لا تمت إلى القضية.
22/10/2013م